لماذا الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) غائب؛ هل يعرف أحد سر الغيبة؟
إن قضية غيبة الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وأسبابها من المواضيع التي تناولتها المذاهب المختلفة. لقد كانت فلسفتها وأسبابها دائمًا محل تساؤل. من أمثلة هذه التساؤلات هي ما يلي:
O لماذا الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في غيبة؟
O لماذا لا يظهر الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)؟
O لماذا الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) مخفي؟
O لماذا يعيش الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في الخفاء؟
O لماذا يجب أن يأتي الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)؟
O لماذا لا يظهر الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) رغم وجود هذا القدر من الظلم والفوضى في العالم؟
O لماذا لا يستخدم الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) القوى الغيبية لقيامه وظهوره؟
O لماذا مضى على الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) أكثر من ألف عام وهو تائه ولا يأذن الله له بالظهور؟
O لماذا لا يمكننا رؤية الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) بوضوح؟
O لماذا يجب أن نلجأ إلى الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) و هو غائب، وما فائدة وجود إمام غائب للشيعة وأتباعهم؟
هناك العديد من هذا النوع من الأسئلة، ولكن مع فهم سر وفلسفة الغيبة والأسباب التي ذكرها كبار الدين لهذه المسألة، يمكن إلى حد ما العثور على إجابات لهذه الأسئلة.
إن غيبة الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) هي سر من أسرار الله التي لا يعلم حقيقتها وحكمتها إلا الله، وحتى الأئمة (عليهمالسلام) الذين تحدثوا عن جوانب أخرى للغيبة، لزموا الصمت في هذا الشأن ولم يُؤذن لهم ببيان الأسرار.[1] ما نعرفه عن هذا الموضوع بشكل عام قليل جداً مقارنة بما نجهله، وإلى يحدث الظهور، فلن تتضح لنا جميع أبعاد الغيبة، تماماً مثل حكمة أفعال الخضر (عليهالسلام) التي لم تتضح لموسى (عليهالسلام) إلا عند فراقه مع الخضر (عليه السلام).
في هذه المقالة، جمعنا بعض الفلسفات والأسباب التي طرحت لمسألة غيبة الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف)، وسنشرح باختصار كل واحدة منها، لنتمكن في النهاية من الإجابة على بعض الأسئلة التي طرحناها في البداية.
فلسفة غيبة الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) وعلاقتها بهدف رسالة الأنبياء
وفقًا لرأي العلامة مصباح اليزدي في تفسير فلسفة الغيبة، لفهم جانب من حقيقة الغيبة والسبب وراء كون الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) غائبا عن الأنظار، يجب أن نعرف هدف بعثة الأنبياء وسبب النبوة والإمامة. لقد خلقنا الله نحن البشر بطريقة تمكّننا بإرادتنا واختيارنا، من الوصول إلى أعلى الدرجات ومقام خليفة الله، أو إلى أدنى الدرجات ومقامٍ أدنى من الحيوانات. للوصول إلى قمة النمو أو إلى أدنى درجات السقوط، نحتاج إلى الوعي بالطرق المتاحة لنا، واختيار أحد الطريقين، الخير أو الشر، بإرادتنا الحرة.
كان الهدف من بعثة الأنبياء هو أن لا يكون لدينا حجة على الله.[2] فقد جعل الله لنا وسيلتين للوعي؛ الأولى هي الحجة الداخلية أو قوة العقل، والثانية هي الحجة الخارجية أو طريق الوحي والأنبياء.[3] بوجود هذه النعم، تكون الحجة قد اكتملت علينا وتصبح مسؤولية اختياراتنا على عاتقنا.
إن الإنسان كائن مختار ويمكنه أن يختار طريق الضلال ويرتكب أي ذنب يشاء. من بين هذه الذنوب هو إيذاء الأنبياء، وأسرهم ونفيهم وقتلهم[4]. ولكن بما أن طريق الهداية للبشر يجب ألا يُغلق، إذا صادف ولم يكن هناك نبي بين أمته لأي سبب من الأسباب، بما في ذلك القتل أو النفي أو الأسر، فلابد أن يكون له خليفة يتحمل مسؤولياته ويعوض النقص الموجود في المجتمع، وهذا ما يمثل فلسفة الإمامة إلى حد ما. المثال على ذلك هو خلافة النبي هارون (عليهالسلام) في الوقت الذي ذهب فيه النبي موسى (عليهالسلام) أربعين ليلة إلى جبل سيناء.[5]
إن غياب الأنبياء تُعتبر غيبة، سواء كان غيابا إراديا بأمر الله أو ذلك الذي فُرض عليهم بالقوة من قبل الأمم. في فترة غياب الأنبياء، كان على الخلفاء أن يقوموا بالمهام التي كانت على عاتق الأنبياء. إن للأنبياء مهمتين: مهمة رئيسية يجب أن تؤدى تحت أي ظرف، حتى ولو كلفت حياتهم، وهي تبليغ الرسالة والوحي. ومهمة شرطية تُؤدَّى فقط إذا وافق الناس عليها وقبلوها، وهي قيادة وإدارة المجتمع وتشكيل حكومة.
أما إذا لم يقبل الناس بالأنبياء، اقتصرت مهمتهم على إتمام الحجة، وتبيين الأحكام، والوعظ والتربية. وكان على الخلفاء أيضًا أن يُعلموا الناس بالأحكام والحقائق بقدر رغبتهم، وكانت قيادتهم مشروطة بقبول الناس وموافقتهم.
بالنسبة لجميع الأنبياء، عندما لم يتمكنوا من تبليغ رسالتهم أو لم يصل الناس إلى الهداية، كان هناك أمل في إرسال نبي آخر، ولم يكن من الضروري أن يؤدي خليفتهم جميع الأدوار. ولكن النبي محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلم) كان آخر الأنبياء، و انقطع بعده الوحي السماوي، وأصبح من الضروري أن يكون هناك خلفاء معصومون لهداية الناس إلى قيام القيامة، لكي تصبح دعوتهم عالمية وشاملة ويصبح للجميع إمكانية الوصول إلى حقيقة الإسلام.
غير فترة حكم الإمام علي (عليهالسلام) التي دامت خمس سنوات، وقيادة الإمام الحسن (عليهالسلام) لبضعة أشهر، وفترة ولاية العهد للإمام الرضا (عليهالسلام)، لم تتحقق فرصة الحكم والقيادة لباقي الأئمة (عليهمالسلام)، وكانوا يركزون بشكل أساسي على تعزيز الأسس الفكرية والعقائدية للناس. من خلال هذه التوضيحات، يمكننا إلى حد كبير فهم سر الغيبة وسبب غياب الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف). لو كان الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) بين الناس واستشهد مثل باقي الأئمة (عليهمالسلام)، لحُرم الناس من وجود هذا المتخصص المعصوم وحكمه، ولأصبح طريق الهداية مغلقاً، وهذا يتعارض مع العدل والحكمة الإلهية.
لقد اقتضت حكمة وعدالة الله أن يختفي الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) كذخيرة إلهية إلى أن يأتي اليوم الذي تُقام فيه حكومته العالمية ودولته الكريمة، ويصبح لجميع الناس في العالم فرصة للاستفادة من وجوده وقيادته. لذا، في الإجابة على السؤال لماذا غاب الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف)، يمكن الإجابة أنه لم تكن هناك ظروف ملائمة لإقامة حكومته كآخر متخصص معصوم وآخر خليفة للنبي الأكرم (صلىاللهعليهوآلهوسلم)، ولم يكن هناك رغبة عند الناس في هذه الحكومة. وفقاً لما ذكرناه عن المهمة المشروطة للأنبياء وخلفائهم، فإن مسؤولية القيادة وإقامة الحكومة لا تُلقى على عاتقهم حتى يقبلها الناس. وبالتالي، فإن الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) سوف يظهر عندما تكون الظروف مهيأة ويرغب الناس في حكومته.
ولكننا يمكننا الاستفادة من وجود الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) في فترة الغيبة بالطبع، حيث يُشَبَّه وجوده في الغيبة بالشمس وراء السحاب، وفقاً للروايات.[6]
هل يمكننا فهم السبب الرئيسي لغيبة الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف)؟
تُطرح عدة أسباب لغيبة الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف)، أحدها هو الخوف على حياته. السؤال هنا هو: إذا تحقق له الأمان، هل سيحدث الظهور؟ إن السبب الآخر وراء الغيبة هو تجنب الإمام (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) مبايعة الظالمين والطواغيت، لأنه خلافًا للأئمة الآخرين، لن يبايع مضطراً. إذاً، إذا تم القضاء على جميع الحكومات المعادية بجهود وتعاون الناس، هل سيتحقق الظهور؟
إن أحد شروط الظهور هو استعداد جميع الناس لقبول المنجي. إذا كان جميع الناس في العالم مستعدين لذلك، فماذا بعد؟ هل يمكن القول أن الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) سيظهر بالتأكيد؟
لا يمكننا أن نعيّن بشكل قاطع أيا من الأمور الاجتماعية أو العبادية أو الأخلاقية أو السياسية الذي يكون السبب الأساسي للظهور، وأن تحقيقه سيؤدي إلى انتهاء الغيبة. لا يمكن تحديد الأولوية إلا من قبل من لديه علم شامل وكامل. إن علمنا نحن البشر ليس كاملاً، والطريقة الوحيدة لفهم حقيقة الغيبة وسرها هي تلقي الأخبار المباشرة من الله والمعصوم، فهل هذا ممكن بالنسبة لنا؟ بالطبع لا. الشيء الوحيد الذي يمكن قوله بيقين هو أنه يجب علينا أن نكون مستعدين للظهور تحت أي ظرف، و بالنظر إلى الأسباب المختلفة للغيبة، فإن هذا الاستعداد هو شرط ضروري ولكنه ليس كافياً، أي أن الظهور لا يعتمد فقط على استعداد وقبول جميع الناس في العالم، قد لا يحدث الظهور حتى مع هذا الاستعداد.
ارتباط غيبة الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) ووفاء المنتظرين
أحد الأسئلة حول مسألة الغيبة هو لماذا لا يظهر الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) رغم علمه بالظلم والفساد السائد في المجتمع. يقول رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم): “مثل الإمام مثل الكعبة يؤتى ولا يأتي”. بناءً على ذلك، لإمام لا يريد ولا يمكنه أن يحكم الناس بالقوة[7]؛ بل يجب على الجميع أن يتبعوه في مقام الحاكمية ويكونوا أوفياء له. الوفاء هو قاعدة، إن الإمام سيظهر فور ما يرى وفاءً أتباعه وأمته، هذه حقيقة تكشفها دراسة سيرة أهل البيت (عليهمالسلام). قام الإمام الحسين (عليهالسلام) بالثورة لأن بعض الشيعة أبدوا وفاءً له، فبقي معهم وقام بثورته. إن قيام الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) يقترب عندما يكون لديه عدد كافٍ من الأتباع الأوفياء.
العلاقة بين غيبة الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) وجهود ومعرفة المنتظرين
قد يسأل بعض الأشخاص: أليس الله قادرًا على إظهار الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف)؟ لماذا يجب أن ندعو ونسعى للوصول إلى لحظة الظهور؟ هل يحتاج الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) إلى خطواتنا الصغيرة هذه؟
إن الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) ينادي يوميًا “هَلْ مِنْ ناصِرٍ يَنْصُرُني؟”، ولكن النقطة المهمة هي أن دعوته ليست بسبب عجز، بل هدفها هو التنمية الذاتية والتطور الإنساني لدينا، فالإمام دائمًا بلا احتياج ويصبر حتى نشعر بالحاجة ونصل إلى الضرورة.
إن الله لسوف يحتفظ بالإمام في غيبته إلى أن نشعر بالاضطرار ونتقدم إليه بالطلب. ولكن، يتطلب الوصول إلى هذه النقطة معرفة تتيح لنا تشخيص موقفنا تجاه الإمام وكيفية ارتباطنا وتبعيتنا له، ونتيجة لهذه المعرفة، فإننا نضع أنفسنا في موقف الوفاء والانتظار.
الإمام الذي وضع التعاطف والوفاء كشرطين أساسيين لظهوره، ينتظر حتى يأتي زمن يصبح فيه جميع الناس مخلصين ومتضامنين مع بعضهم البعض.
هل فكرتم يومًا لماذا لا يستخدم الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) القدرات الغيبية لقيامه؟ تقتضي السنة الإلهية بأن معظم الأمور تسير في مسارها الطبيعي، وإذا كان من المفترض أن تسير الأمور بمعجزة بدون سابق موعد، فلماذا تحمل النبي صلى الله عليه وآله صعابًا كثيرة؟ لكي يتمكن الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) من الوصول إلى حكم العالم بأسره، يجب أن تتحقق هناك شروط مسبقة. إنه بحاجة إلى قوة وجيش كافٍ لكي ينتصر في المعارك الطويلة ضد جبهة الباطل. لذلك فإن جبهة الحق لا بد أن تَقوى قبل قيام الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف)، وهذا هو المطلوب لتشكيل الحكومة الإسلامية قبل الظهور.
إن مشاهدة الأوضاع العالمية في هذه الأيام، والمعارك الأخيرة بين جبهات الحق والباطل، وتصفيف أنصار كل جبهة ضد الأخرى، واستعداد الشعوب العالمية لاستقبال أسلوب حياة جديد مع يتضمن المقاومة ضد الظلم والاستكبار، كل ذلك يجعلنا نأمل في قرب فرج الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف).
تحليل أسباب وفوائد غيبة الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف)
كل ظاهرة لها فلسفة وأسباب وفوائد. وغيبة الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) ليست استثناءً من هذا القاعدة. إن الغيبة تعدّ من أسرار الله التي لا يمكن كشف فلسفتها، ولكن يمكننا فهم أسبابها وفوائدها. لقد تحدث جميع الأئمة الأعظم (عليهمالسلام) بوضوح أو بشكل رمزي عن الغيبة، ومن خلال دراسة كلامهم يمكننا الوصول إلى أسباب هذه المسألة.
اختبار وتطهير الناس:
أحد الأسباب لغيبة الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) هو اختبار وتطهير الناس، والتمييز بين المؤمن والكافر والمنافق. تستمر الغيبة لمدة طويلة بحيث يتم تنقية الإيمان النقي من الشوائب ويتم التعرف على المنافق وفصله عن المؤمن. هذه الفترة الطويلة قد تؤدي إلى شكوك كثيرة وحتى إلى الإنكار. التغيرات الكبيرة خلال فترة الغيبة، وزيادة زخم التمسك بالدنيا، وتوفّر أسباب ومناخات الخطيئة، تجعل الحفاظ على الإيمان مهمة صعبة للغاية، ويتعرض الكثيرون للسقوط. كما قال النبي محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): “.يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر.”[8]
عدم الالتزام بالبيعة:
أحد الردود على سؤال لماذا غاب الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) هو أن الغيبة تعتبر حلاً لتحرر الإمام من البيعة للظالمي وطواغيت في زمانه. لقد اضطر جميع الأئمة المعصومين (عليهمالسلام) لفرض البيعة القسرية أو اتباع استراتيجية التقية وفقًا لظروف الزمن الذي كانوا يعيشون فيه. ولكن الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) ليس مقيّدا بذلك. يقول الإمام الرضا (عليهالسلام) عن سبب غيبة الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف): “لكي لا تكون عليه بيعة حين يقوم بالسيف.”[9]
الخوف من القتل:
في الإجابة على سؤال لماذا اختفى الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) عن الأنظار، يمكن الإشارة إلى خيار الخوف من العدو والحفاظ على الحياة. هناك نوعان من الخوف من الموت: الخوف المذموم والخوف العقلاني. بالطبع، لا يخشى الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) الموت، ولكن استنادًا إلى مبدأ حرية الإرادة للإنسان، هناك خوف على حياته بسبب المهمة التي يحملها على عاتقه، حيث يتوجب عليه البقاء على قيد الحياة ليتمكن من تأسيس الحكومة العالمية والدولة الكريمة، ونشر القسط والعدل في كل مكان.
إن المتقدمون والمستكبرون يخشون الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف)، لأن قيامه وظهوره يعني نهاية حكم الظالمين والغلبة على المستضعفين، وإذا ظهر فإن أعداؤه سيسعون لقتله بالتأكيد. لذلك فإن إحدى المهام على عاتق المنتظرين هي تأمين أمن حياته، أي يجب أن يحصلوا على قدرة كافية ليتمكنوا من الدفاع عن حياة الإمام ضد الظالمين والحكام والحفاظ عن حياة الإمام لا يجب أن يتم بالمعجزات، بل بوسائل وأسلحة دنيوية.
تجهيز الأوضاع العالمية:
O لماذا هذه الغيبة الطويلة للإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف) ؟
O ما هي الظروف التي يجب أن تتوفر لانتهاء هذه الفترة؟
O ما هي العقبات التي تواجه ظهوره؟
أحد الأسباب التي جعلت الإمام في غيبة هو عدم استعداد العالم لاستقباله. يجب أن تتطور الدنيا إلى درجة أن جميع الأيديولوجيات والمدارس الإنسانية تكون قد عرضت أفكارها وطرقها لتوجيه الإنسان والحكم عليه، و لا بد أن يصل الناس إلى درجة من النمو الفكري والثقافي لكي يستطيعون فهم فشل وانهيار هذه الأيديولوجيات والمدارس، وأن يشعروا بالحاجة إلى وجود مدرسة وحكومة مختلفة وإلهية، و يعترفوا بأن الخلاص الوحيد هو ظهور المنقذ.
يجب على العالم أن يتقدم نحو تدريب قادة متخصصين في مختلف المجالات لكي يمكنهم قيادة أقسام مختلفة من جيش الإمام المهدي (عجلاللهتعالىفرجهالشريف). وإلى أن يحدث هذا الإستعداد والقبول عند الناس في العالم، ستظل فترة الغيبة مستمرة.
[1] إن لصاحب هذا الامر غيبة لابد منها يرتاب فيها كل مبطل ، فقلت له : ولم جعلت فداك؟ قال:لامر لم يؤذن لنا في كشفه لكم؛ علامه مجلسی، بحارالأنوار، ج 52، ص 91
[2] رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ؛ سوره نساء، آیه 165
[3] إِنَّ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حُجَّتَيْنِ حُجَّةً ظَاهِرَةً وَ حُجَّةً بَاطِنَةً؛ شیخ کلینی، الکافی، ج 1، ص 16
[4] وَ يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ؛ سوره آلعمران، آیه 21
[5] وَ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَ أَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَ قَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ وَ لَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ؛ سوره اعراف، آیه 142
[6] إنهم لينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب؛ علامه مجلسی، بحار الأنوار، ج 52، ص 93
[7]مَثلُ الْامامِ مَثَلُ الْکعْبَةِ، اذ تُوْتی وَ لَا تَأْتِی؛ علامه مجلسی، بحار الأنوار، ج 36، ص 353
[8] يأتي علي الناس زمان الصابر منهم علي دينه كالقابض علي الجمرة؛ علامه مجلسی، بحار الأنوار، ج 22، ص 454
[9] لئلا يكون في عنقه لاحد بيعة إذا قام بالسيف؛ علامه مجلسی، بحار الأنوار، ج 51، ص 152