Search
Close this search box.
  1. بيت
  2. شرط
  3. مراجعة مستقبل مشترك للعالم في قراءات مشتركة إيمانية لجميع الأديان

مراجعة مستقبل مشترك للعالم في قراءات مشتركة إيمانية لجميع الأديان

تحليل موضوع الرؤية المستقبلية في حياة الإنسان ومستقبل مشترك للعالم في الأديان

خلق الله تعالى الإنسان من روحه، ومن هنا ينبع ميله الفطري وحبه العميق للخلود. فروحُ كلّ إنسان نابعة من الله، ولذلك نتوقُّ جميعنا للخلود، ونفكّرُ دائمًا في المستقبل ونخططُ له. حتى الذين ينكرون الله، يتوقون إلى مستقبل جميل باهر. لذلك، فإنّ من أهمّ الموضوعات التي شغلت البشرية منذ فجر التاريخ هو موضوع الرؤية المستقبلية. فقد الإنسان فكّرُ دائمًا في مستقبل العالم المشترك، وقد خطّطَ العديدُ من المفكّرين لذلك. ولم يقتصر هذا الموضوع على العلوم السياسية ومبادئ علم الاجتماع، بل احتلّ مكانةً مرموقةً في تعاليم الأديان ونبوّات الرسل. إنّ مسألة خلود الإنسان مهمّةٌ جدًّا، لدرجة أنّ الله تعالى ذكر الخلود في القرآن الكريم ثمانين مرة.

لا تقتصر أهمية موضوع المستقبل على معرفة ما يخبئه لنا الغد فحسب، بل تمتدّ لتشمل إضفاء المعنى على حياتنا الحالية. فالتطلع إلى المستقبل بمثابة محركٍ يدفع الإنسان نحو التقدّم في جميع مجالات حياته.

إنّ الأمل بالمستقبل يُخرج حياتنا من السأم ويُضفي عليها حلاوةً ونكهةً مميزة. فلو سلبنا من الإنسان شغف بناء المستقبل، لكان كمن سُلبت منه قوة الحياة وحيوية الوجود. فالأفراد الذين يعانون من الاكتئاب أو أولئك الذين يُقدمون على الانتحار، هم أولئك الذين فقدوا شغفهم وحبّهم للحياة، وفقدوا مع ذلك الأمل بالمستقبل، ممّا جعل حياتهم فاقدةً للمعنى. إنّ ارتباطنا بالمستقبل يُشكّل حاضرنا، ويُضفي المعنى على حياتنا، ويمنحنا القوة والسكينة.

تُشبه مسيرة الحياة معادلةً مُباشرةً متعددة المراحل، حيث يُؤثّر كلّ جزءٍ منها على ما يليه. فماضينا يصنع حاضرنا ومستقبلنا، لكن كيف يُؤثّر حاضرنا على ماضينا ومستقبلنا؟ إنّ امتلاك الإنسان لرؤيةٍ واضحةٍ لمستقبله، یجعله أكثر وعيًا بخياراته وسلوكياته وتفاعلاته، بحيث تصبح كلّ خطوة لبنةً في بناء مستقبله المشرق. فبدون رؤية واضحة للمستقبل، يستحيل علينا أن نعيش حياةً هادئةً سعيدةً في الحاضر.

ربما لا نستطيع الجزم بأنّ العيش في الحاضر دون تخيّل المستقبل أمرٌ مستحيل، لكنّ هذا الأسلوب من الحياة، بلا شكّ، عذابٌ وألمٌ لا مثيل لهما.

 

 الدور المحوري للأنبياء في تعليم البشر موضوع الرؤية المستقبلية

إنّ الله سبحانه وتعالى خالق المادة وهو ليس موجودًا مادّيًا، فهو لا يتحيز في مكان ولا يحده زمان. فمُستقبل البشرية كان مُشرقًا دائمًا في نظره، إذ صمّم مُستقبل مشترك للعالم، ثمّ بشّر به الإنسان وأبلغه عن ذلك من خلال رسله. قبل أن يخلق الله الإنسان ويرسله إلى الدنيا، بعث له مُرشدين ومعلّمين، ولا يمكننا فهم هذا الأمر إلّا إذا كان عندنا فهم صحيح لغاية الخلق وكيفية الوصول إليها.

الدين هو برنامج الخلق الإلهي الذي خلق سبحانه وتعالى الإنسان على مبادئ هذه البرنامج وقواعده الراسخة. إنّ جميع الأديان السماوية في جوهرها دين واحد، وجميع الأنبياء والرسل مبعوثون برسالة واحدة، وهي هداية البشرية إلى طريق الفلاح والنجاة. فقد أرسل الله تعالى أنبياءه ورسله لتربية البشرية على التحلّي بنظرةٍ ثاقبةٍ للمستقبل وغرس بذور الأمل والتفاؤل في قلوبهم، ليتسنّى لهم العيش بوعيٍ وإدراكٍ تامّين لما يحمله الغد.

تزخر الكتب السماوية، بل وحتى غير السماوية، ببشاراتٍ جادةٍ عن مستقبلٍ مشرقٍ للبشرية. يوجد في الأخبار والتعاليم التي تلقاها البشر على يد الأنبياء، ما يشير بوضوح إلى قدوم نبيّ آخر الزمان. وتؤكد تلك الأخبار أنّ ذلك المستقبل المُبهج والجميل والبنّاء والسعيد سيتحقق على يد نبيّ آخر الزمان وخلفائه.

إنّ موضوع مستقبل العالم ليس مقتصرًا على دور الأنبياء وحدهم. إن بناء مستقبل العالم يمثل مسألة عظيمة الأهمية وواسعة النطاق، فهو يحمل قيمًا عميقة لا تُقدر بثمن، حتى أن أتباع الأنبياء الصادقين يشاركون في نصيبهم من قيمة هذا العمل ومكافأته. وتمتد رحمة هذا المستقبل المبارك لتشمل الجميع، إلى درجة أنه يمكن لأي شخص في أي زمان ومكان أن يمد يده للمساعدة نحو تحقيق هذا الهدف النبيل، ويقف إلى جانب نبيّ آخر الزمان، مساهمًا في تحقيق هذه النية الإلهية.

 

ما هو دورنا اليوم في بناء مستقبل مشترك للعالم في الأديان؟

قد نظنّ أنّ أحوالنا الحالية تقتصر على أنفسنا فقط وأنّها تؤثّر على حاضرنا فقط. ونعتقد غالبًا أنّ أثر أيّ عملٍ نقوم به ينتهي بعد إنجازه، وأنّ ملفّه يُغلق نهائيًّا. ولكن من المهمّ أن نعلم أنّ جميع أفعالنا وأفكارنا ونوايانا اللحظية لا تؤثّر فقط على حياتنا الدنيا والآخرة الأبدية، بل تلعب أيضًا دورًا مهمًا ومباشرًا في مستقبل مشترك للعالم والبشرية جمعاء.

فعندما یعاني الإنسان من ضيق الأفق ومحدودية التفكير، يظنّ أنّ أعماله اليومية هي فقط ما سيحدد مستقبله الجيد أو السيّء، بينما يغفل عن حقيقة أنّ كلّ فكرة صحيحة وكلّ عمل صالح يضعه في طريق بناء حضارة إنسانية إلهية في المستقبل. كما أنّ كلّ فكرة خاطئة وكلّ عمل سيّئ يؤخّر بناء هذه الحضارة الإلهية الموعودة. إنّ حياتنا غاليةٌ ونفيسةٌ ومليئة بالإثارة، فكلّ لحظة منها مهمّةٌ وحاسمةٌ في تحديد مستقبلنا. ولكنّنا غافلون عن ذلك، ولا نعرف قيمة هذه اللحظات إلّا الله تعالى.

في الإسلام، تُقاس قيمة كلّ فرد بمدى مساهمته في بناء مستقبل مشترك للعالم. ویعتمد حتى استمتاع الإنسان بحياته في الدنيا وقيمته الأخروية على مدى دوره في صياغة مستقبل العالم. كلّما كان للفرد دور أقوى في هذا المجال، كانت سعادته الدنيوية والأبدية أكبر. يتعامل الله مع کل الإنسان بشكل دقيق، حيث يُقابل كلّ فرد على جهده وسعيه في بناء مستقبل العالم خلال حياته.

قد تتساءل: كيف يمكننا أن نساهم في بناء مستقبل العالم؟ وكيف يمكننا توسيع مساهمتنا في هذا الاستثمار الناجح؟

هذا الهدف له قيمة وأهمية لا تقدر بثمن، و لا يمكن لأي عاقل أن يتجاهله. يظهر بوضوح أنه لكي يتمكن الإنسان من الاشتياق إليه والسعي لتحقيقه، يجب أن يفهم هذه القيمة بشكل صحيح ويدركها. لذلك، فإن أولى الخطوات في هذا الطريق هي الفهم الصحيح والتعرف على المستقبل المشترك للعالم و الذي بشّر به الأنبياء للبشرية، بالاضافة إلى خصائصه والأحداث المتوقعة فيه. عندما نحصل على فهم دقيق ومعرفة شاملة لهذا المستقبل، سنكون قادرين على وضع أهداف صحيحة ومثمرة لمسيرتنا القادمة. وعندها، سنُبني جميع جوانب حياتنا، منها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأسرية، على أساس هذا الهدف العظيم. إذن فإنّ المكون الرئيسي في هذا المسار، هو المعرفة والفهم، و لن نتمكن من إدارة حالتنا الحالية وتوجيه مسار حياتنا، دون المعرفة بخصائص المستقبل. وبالطبع، سيثور سؤالٌ محوريٌّ في هذا السياق: كيف يمكننا الوصول إلى هذه المعرفة والفهم؟

 

تكمن الإجابة في اللجوء إلى أصدق وأهمّ مصدرٍ للمعرفة في هذا المجال، ألا وهو القرآن الكريم. فكلام الله تعالى، الذي أنزله على نبيّه محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) كآخر الكتب السماوية، يُمثّل بمثابة صيغٍ مُذهلةٍ تُرشدنا في جميع المجالات، بما في ذلك علم المستقبل واستشرافه.

 

رؤية المستقبل المشترك للعالم في مرآة القرآن الكريم

الدين تيارٌ ليس محصورًا بين قيود الماضي والحاضر والمستقبل، بل هو برنامجٌ فطريٌّ مُرسومٌ لبلوغ السعادة، خُلق الإنسان على هداه، ونُظّمت جميع موازينه وفقًا لغاية خلقه. فالدين الحقيقيّ هو فهمٌ عميقٌ لمستقبل مشترك للعالم، والمشاركة الفاعلة في صياغته. فمن ربط نفسه بجدٍّ بتاريخ البشرية، وتاريخ الأنبياء، والمستقبل الذي بشّر به الله تعالى، وصدق إيمانه بذلك، فقد أدرك حقيقة الدين و جوهره. أما من اقتصر على الالتزام الظاهريّ بأحكامه، دون أن يرتبط بجوهره، فدينُه محدودٌ لا يُجدي نفعًا. فالإنسانُ المتديّن هو من يرى نفسه عضوًا في هذه المنظومة المُمتدة عبر الزمن، ويعيش حياته وفقًا لعضويته في هذا الحزب العظيم.

بعد أن أوضحنا أهمية رؤية البشر المستقبلية، والعلاقة القوية وغير القابلة للكسر بين الفترات المختلفة، إلى جانب وجود مستقبلٍ مشتركٍ للبشرية جمعاء، نطرح السؤال التالي: ما هي بشارات القرآن الكريم بمستقبل العالم المشرق؟

للاجابة على هذا السؤال، سنقوم بدراسة آيتين من القرآن الكريم تتحدثان بصراحةً عن مستقبل مشرق ومبارك للعالم.

 

  • سوره الأنبیاء، الآية 105 و الآية 106

وَلَقَد كَتَبنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعدِ ٱلذِّكرِ أَنَّ لأَرضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصّالحونَ إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَاٰغا لِّقَومٍ عاَٰبِدِينَ

 

تحمل الآيتان، جوانب ممتعة ومثيرة للدهشة متعددة ولذا، سنُسلّط الضوء على بعض النقاط الجوهرية فيهما، مقسمين إيّاها إلى ثلاثة أقسامٍ رئيسية:

 

  1. عباد الله الصالحون هم سادةُ جميع الأزمنة

لقد حدّد الله تعالى الاتجاه الحتميّ للتاريخ في هذه الآية. يتجه مسار التاريخ نحو سيطرة الأفراد الذين يسمّيهم القرآن “الصالحين”.  أنّ الأرض ستكون ميراثًا لعباد الله الصالحين، هي إشارةٌ عظيمةٌ وعلامةٌ واضحةٌ لكلّ مؤمنٍ عابدٍ، ودافعٌ قويٌّ للانضمام إلى جماعة الصالحين.

تبشّر هذه الآية بأنّ جميع الصالحين في العالم، من بداية الخليقة إلى نهاية الدنيا، هم جبهةٌ واحدة. وكأنّهم في أيّ عصرٍ كانوا، مرتبطون بجميع الصالحين في جميع العصور. في الواقع، إن جميع الذين عاشوا في الماضي، وجميع الذين يعيشون في الحاضر، وجميع الذين سيُولدون في المستقبل، هم في اتجاهٍ واحدٍ. ويشكلون جميعًا أمةً واحدةً، وهي أمة الصالحين. إنّ الانتماء إلى هذه المجموعة ليس مرتبطًا بالزمن، بل يتوقف على سعة نفس الفرد ودوره في بناء المستقبل، وعلى اتّساق حياة الفرد مع المستقبل الذي خطّطه الله تعالى للأرض.

هذه البشرى السارّة تحمل بشرى أخرى للبشرية، وهي أنه إذا اتخذتَ أسلوب الحياة الإنساني والإلهي في عصرِك، فستكون حينها مع جميع الأنبياء، من آدم(عليه السلام) إلى محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وستُحشر مع هذه المجموعة الشريفة والعظيمة في الآخرة. يتمسّك الصالحون بأوامر الله تعالى، ويتوافق أسلوب حياتهم مع إرادته وأوامره، لدرجة أنّ الله تعالى يُكرّمهم كثيرًا ويخاطبهم بقوله “عبادي”.

لا يمكن لأحد أن يدّعي أنه متدين، بينما يتوافق أسلوب حياته مع سلوك المتكبرين في العالم. وإذا أردنا أن نكون من بُناةِ المستقبل، وأن نتخطّى حدود أجسادنا الدنيوية، فعلينا أن نُنسّق أسلوب حياتنا مع أسلوب حياة عباده الصالحين.

 

في الحقيقة، إذا سار الإنسان مع حجة الله في عصره في اتجاه واحد، واتّفق أسلوب حياته مع أسلوب حياة إمامه، فإنّه يُعدّ من جملة الصالحين. وبحسب بشارات القرآن الكريم، فإنّ هذا الشخص، بالإضافة إلى حصوله على ثواب أعماله في الحاضر، فإنّه يشارك أيضًا في ثواب أعمال الصالحين من الماضي والمستقبل. وبالتالي، فإنّه يصبح كائنًا خالدًا، تستمرّ حياته من الماضي إلى المستقبل، ولا تقتصر على بضعة أعوام من عمره.

 

  1. إنّ وعد الله تعالى بوراثة الأرض للصالحين يحملُ رسالةً مهمّةً لنا

هل تساءلتم يومًا عن سبب استخدام الله تعالى لكلمة “وراثة”؟ إنّ استخدام الله لهذه الكلمة يُشير إلى رمزٍ مهمٍّ ورسالةٍ مُشفرةٍ يريد إيصالها إلينا. تعني الوراثة أنّ هناك مجموعةً من الظالمين والمستبدّين الذين يملكون الأرض حاليًا، وأنّهم يسيطرون على السلطة والحكم. لكنّ مسار التاريخ وحركة العالم تتجه نحو إضعافهم تدريجيًّا، إلى أن يصل الأمر إلى هلاكهم على يد الصالحين. وعندها، ستؤول الأرض التي اغتصبوها إلى الصالحين بالوراثة.

 

  1. انتصار الصالحين على الأرض حتميٌ

يجب أن نحترس من أن لا ننخدع بِتَكَبّر المستكبرين وبمظاهر قوّتهم الوهمية. لنثق بأنّ تيار انتصار الصالحين على الأرض تيارٌ قويٌّ يتقدّم بثباتٍ، ولن يحول دون انتصارهم شيءٌ. يبشّر الله المؤمنين بألا ييأسوا أبدًا، مهما واجهوا من صعوباتٍ وتحدّيات. حتّى وإنْ كانوا تحت حُكم الطاغوت، فإنّ تيارَ حياتهم وهدفَهم يبني المستقبل ويسعى له.

لن تُقهر مراكز الصالحين الثقافية على الأرض، مثل المساجد، والأضرحة، والمعابد، والمنظّمات، والتيّارات الثقافية. فلا تملك أيّ سلطة القدرة على إيقاف أو تدمير مسار الأنشطة الاجتماعية للصالحين على الأرض. نرى مثالًا حقيقيًا على هذا الادعاء في تاريخ إيران. فلم تتمكن حكومة الطاغوت في إيران على مدار سنواتٍ من انتزاع الدين من الناس، أو إيقاف مراكزه. تُساهم هذه المراكز القوية في صياغة مستقبل العالم، حيث يتمّ تربية عباد الله الصالحين في هذه المراكز.

  • الآية 5 من سورة القصص

وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُواْ فِي ٱلأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةٗ وَنَجعَلَهُمُ ٱلوَاٰرِثِينَ

لقد أراد الله أن ينتصر المستضعفون ومن المقدّر أن يكون المستضعفون قادة الأرض وأئمتها و ورثتها، ولا يمكن لأحدٍ أن يمنع هذا الأمر القطعي. هذه البشارة هي دافعنا الأساسيّ للوصول إلى المستقبل القطعيّ والتغيير الذي لا رجعة فيه. هذه الرسالة كافية لملء قلوبنا بالاطمئنان، ونقل هذا اليقين إلى أولادنا والأجيال القادمة. فمن هم المستضعفون؟ هم الذين قد تعرضوا للظلم والاستغلال من قِبَل الأقوياء المستكبرين. والذين أضرّ الظالمون بحياتهم الطبيعية. سُلبت منهم حقّ السيادة على العالم، بينما هم أصحاب القوة والكفاءة.

تُخبرنا هذه الآية بأنّ مسار التاريخ لحياة المستضعفين والصالحين في العالم يتجه نحو القوة الحقيقية وبناء الكوادر في جميع الاتجاهات، وليست نحو الضعف والاندثار. نرى ذلك بوضوحٍ في القرن الحادي والعشرين، حيث تم تضعيف الدين وتجاهل دوره، مع اعتباره سبباً لضعف الأمم، ولكنّ أصبح اليوم يُعتبر عاملاً لقوة ونشاط الشعوب.

تكمن النقطة الحاسمة في تحقيق بشارات هذه الآية في أنّ تحقيق هذا الوعد لا يتمّ فقط من خلال معجزات غيبية وإمدادات إلهية مباشرة. إنّ إرادة الله تعالى القطعية هي أن يتحقق هذا الأمر بيد الصالحين أنفسهم. يجب على المستضعفين أن يرتقوا إلى مستوى قوةٍ متعددة الأوجه ومتعددة الأبعاد في مختلف المجالات، السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والثقافية، … حتى يتمكنوا من التغلب على القوى العظمى المتعجرفة. يجب عليهم بناءً على جهدهم المستمر وعزيمتهم أن يهزموا المستكبرين ويحرروا الأرض المستغصبة من أيديهم، وأن يكونوا ورثة الأرض.

لذلك، فمن المقدّر أن تشكل قوةٌ عظيمةٌ على الأرض، تُهيئ الأرضية لإمامة ووراثة المستضعفين. يُخبرنا القرآن الكريم أنّ هناك تيارًا سيظهر حتماً في آخر الزمان، سيُلجأ إليه المستضعفون من جميع أنحاء العالم بشغفٍ، لينضمّوا إليه ويُصبحوا أعضاءً فيه. سيُكرس هذا التيار نفسه بكلّ جديةٍ لتربية الصالحين، ونشر الوعي بين المستضعفين، من أجل القضاء على جبهة الشرك.

المشارکة

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *