الأرض المقدّسة.. أيّ دينٍ تختصّ به؟ وما هي أهميتها التاريخية العظيمة؟
الأرض المقدسة أو أرض الميعاد، مصطلح استخدمه اليهود للإشارة إلى بيت المقدس. هذه المنطقة ربما تكون أشد نقاط العالم اشتعالاً وإثارة للجدل في الوقت الحاضر. تاريخها يعود إلى أكثر من أربعة آلاف عام، وقد كانت على مر العصور محط أنظار الشعوب والأديان المختلفة. الأرض المقدسة أرض ذات أهمية تاريخية بالغة، وخاصة في هذه الأيام، بعد أحداث الأقصى الأخيرة و السابع من أكتوبر، أصبحت عبارة “الأرض المقدسة” أو “أرض الميعاد ” من أكثر العبارات تداولاً في محركات البحث في الإنترنت. دراسة تاريخ هذه الأرض والأحداث التي شهدتها تكشف لنا أسباب هذه الأهمية البالغة.
ومع ذلك، لطالما كانت هناك اختلافات في الآراء حول حدود هذه الأرض ومساحتها. لكن الأمر الثابت في جميع الروايات أن منطقة بيت المقدس أو أورشليم كانت تقع دائماً ضمن هذه الحدود. أورشليم، التي تعني بالعبرية “أرض السلام”، هي مكان لم يشهد السلام إلا نادراً!
بيت المقدس، الذي يُعد اليوم محور الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كان على مر العصور محور نزاع بين الأديان الإبراهيمية. يرى أتباع الديانات الثلاثة الكبرى – اليهودية، المسيحية، والإسلام – في هذه البقعة من الأرض مواقع مقدسة ومعنوية: حائط المبكى (البراق)، كنيسة القيامة، والمسجد الأقصى، هي أمثلة على ذلك.
تثار العديد من الأسئلة حول الأرض المقدسة، مثل: هل تعتبر فلسطين الحالية هي الأرض المقدسة بالفعل؟ وهل النزاع المستمر بين إسرائيل وفلسطين هو نتيجة لأهمية هذه الأرض؟ ومن جانب آخر، ما هو السبب وراء سعي إسرائيل، وبأي ثمن، لاحتلال مزيد من الأراضي الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط؟
الأمر الذي يثير التساؤلات هو أن إسرائيل لا تتردد في ارتكاب أبشع الجرائم، من قتل النساء والأطفال إلى أسر الرجال، لتحقيق هذه الغاية. قد يعتقد البعض أن الاحتلال الإسرائيلي مرتبط بسياسات توسعية فقط، لكن الدراسات تشير إلى أن للمسألة بعداً دينياً قوياً. وفقاً للمعتقدات الإسرائيلية، يرون أنفسهم “الشعب المختار”، ويعتقدون بأن أرض الميعاد وعدٌ إلهي لهم. حتى أن بعض نصوص التلمود تعتبر العيش في هذه الأرض شرطاً للإيمان.
كان اليهود منذ القدم يعتبرون هذه الأرض جوهر وجودهم لدرجة أنهم لم يتصوروا الحياة خارجها. حتى أن خروجهم منها على يد الرومان كان صدمة كبيرة لهم، ولم يتخيلوا أن اليهودية يمكن أن تُمارس في مكان آخر. في هذا المقال سنقوم باستعراض تاريخ الأرض المقدسة ونبحث في جذور الصراعات التي تدور اليوم بين إسرائيل وفلسطين، ونجيب على الكثير من التساؤلات التي تثيرها هذه القضايا المعقدة.
التاريخ الممتد لأربعة آلاف عام للأرض المقدسة
لطالما اعتبر اليهود أرض الميعاد موطنًا وعدهم الله به، ولهذا دأبوا على السعي لاستعادتها والعودة إليها. يعود تاريخ هذه الأرض إلى آلاف السنين، حيث هاجر إليها إبراهيم عليه السلام برفقة لوط عليه السلام قادمين من بابل. [1]
هذه الأرض شهدت على مر العصور أسماء متعددة، تعكس تنوع الشعوب التي سكنتها. أُطلق عليها اسم “أرض كنعان” لأنها كانت موطناً للكنعانيين، وهم من نسل كنعان ابن النبي نوح (عليه السلام). كما اعتبر بعض المؤرخين سكان هذه الأرض من الساميين، وهم من نسل سام ابن النبي نوح (عليه السلام). وهناك من الباحثين من يرون أن السكان الأصليين لهذه المنطقة هم الفلستيون، الذين اشتُق اسم “فلسطين” من اسمهم.
وقد وصف الله في القرآن الكريم هذه الأرض بأنها “مباركة للعالمين” عند الإشارة إلى هجرة النبي إبراهيم (عليه السلام) إليها.[2] وتشهد الروايات التاريخية أن هذه الأرض كانت تُعتبر مقدسة حتى قبل وصول النبي إبراهيم(عليه السلام)، وكانت تمتلك طابعاً معنوياً وروحياً خاصاً. لعل هذا الطابع المقدس والمعنوي هو ما جعلها محط الأنظار عبر العصور.
أما بالنسبة إلى الوجهة النهائية للنبي إبراهيم (عليه السلام) في هجرته من بابل، فقد ذكرت مصادر مختلفة عدداً من المواقع، منها: بلاد الشام، الأرض المقدسة في فلسطين، بيت المقدس، الرملة، بئر السبع (قرب بيت المقدس)، وشكيم (نابلس).[3]
السبب الرئيسي لادعاء اليهود ملكية الأرض المقدسة
يرى اليهود أن أبرز الأسباب التي تجعلهم يعتبرون أنفسهم أصحاب الحق في الأرض المقدسة هو العهد الذي قطعه الله تعالى على إبراهيم عليه السلام بمنح نسله أرض كنعان، ممتدة من نهر النيل إلى نهر الفرات. ووفقًا لما ورد في القرآن الكريم وكتب التفسير،[4] فإن الأرض المقدسة تشمل المنطقة الواقعة بين مصر والفرات، أو بين مصر والشام، أو من فلسطين إلى الشام.
تفيد الدراسات التاريخية والكتب السماوية بأن النبي إبراهيم (عليه السلام) وعدداً من أجياله، حتى عصر النبي يعقوب (عليه السلام)، عاشوا حياةً مستقرة إلى حد كبير في أرض كنعان لمدة بلغت أربعمائة عام. في أواخر حياة النبي يعقوب (عليه السلام)، هاجر بنو إسرائيل من أرض كنعان إلى مصر بسبب الجفاف الذي أصاب المنطقة، حيث ساهمت مكانة النبي يوسف (عليه السلام) في مصر بشكل كبير في تسهيل هذه الهجرة.[5]
أقام بنو إسرائيل في مصر لمدة أربعمائة عام بعيداً عن الأرض المقدسة، لكنهم ظلوا يحملون حلم العودة إليها. بعد مرور هذه الفترة، عادوا بقيادة النبي يوشع (عليه السلام)، خليفة النبي موسى (عليه السلام)، إلى جانب مجموعة من المصريين الذين كانوا يعانون من النظام الحاكم آنذاك، وساروا نحو أرض فلسطين ومدينة أورشليم. ومع مرور الوقت، استولوا على أجزاء من هذه المنطقة وأسسوا أول دولة يهودية في أرض فلسطين، ولكن دون أن يتمكنوا من فتح مدينة أورشليم.
كان نظام الحكم في هذه الأرض يقوم على توزيع كل جزء منها بين قبائل بني إسرائيل الاثني عشر. أدى هذا النوع من الحكم إلى ضعفهم وانعدام قدرتهم على مواجهة الأعداء بشكل موحد، ونتيجة لذلك، طلبوا من نبيهم أن يعيّن لهم ملكاً يوحّد صفوفهم.[6] تم اختيار طالوت ملكاً عليهم، وكان من نسل بنيامين، ابن النبي يعقوب(عليه السلام). لكن هذا الاختيار أثار اعتراضات لدى بني إسرائيل بسبب الوضع المالي لطالوت، مما أدى إلى نشوب خلافات حول حكمه.[7]
تابوت العهد ومعبد سليمان: ممتلكات الأرض المقدسة
كان أحد الأهداف الرئيسية لبني إسرائيل هو الاستيلاء على أورشليم (بيت المقدس)، وهو هدف لم يتحقق في عهد الملك طالوت. لكن بعد وفاته، تولّى النبي داوود (عليه السلام)، زوج ابنته، الحكم، ونجح في فتح هذه المدينة.[8] جعل النبي داوود (عليه السلام) بيت المقدس عاصمة لمملكته، حيث كانت تحمل أهمية معنوية ودينية لبني إسرائيل، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الذي جعلها حلقة وصل بين شمال وجنوب أرض فلسطين. بعد فتح بيت المقدس، أمر النبي داوود (عليه السلام) ببناء معبد ليكون مكاناً لعبادة اليهود، كما أمر بنقل أعظم ممتلكاتهم المعنوية، وهي “تابوت العهد”، الذي يحتوي على النسخة الأصلية من الوصايا العشر، إلى أورشليم.[9]
تولّى الحكم النبي سليمان (عليه السلام) بعد وفاة النبي داوود (عليه السلام). ومن أبرز إنجازاته خلال حكمه بناء أعظم معبد لليهود، المعروف باسم “معبد سليمان”، وهو معبد أُشير إليه أيضاً في القرآن الكريم.[10]ولكن بعد فترة من حكم النبي سليمان الذي استمر أربعين عاماً، اندلعت صراعات حادة بين قبائل بني إسرائيل في شمال وجنوب فلسطين، مما أدى إلى تقسيم الأرض إلى مملكتين منفصلتين: المملكة الشمالية، التي ضمت عشر قبائل من بني إسرائيل، والمملكة الجنوبية، التي سكنها بنو بنيامين ويهودا من نسل النبي يعقوب (عليه السلام).
إن الانقسامات بين قبائل بني إسرائيل، وعصيانهم أوامر الله، وفسادهم في الأرض، و ارتكابهم جريمة قتل الأنبياء، كانت سبباً في سقوطهم تحت سيطرة حكام قساة. ومن بين هؤلاء كان الملك البابلي نبوخذ نصّر(بُخت نصر)؛ الذي استولى على أورشليم وفلسطين، ودمّر معبد سليمان بالكامل، وقام بنفي اليهود إلى أرض بابل. [11] لم تدم سيطرة البابليين على هذه الأرض سوى نصف قرن، إلى أن جاء الملك الفارسي كورش الكبير (قورش) عام 538 قبل الميلاد، وهزم البابليين، واستعاد السيطرة على فلسطين، فسمح لليهود بالعودة إلى أرض فلسطين وإعادة بناء حياتهم هناك.[12]
حكم الفرس على اليهود
يرتبط جزء مهم من تاريخ بني إسرائيل بفترة حكم الإيرانيين عليهم. استمرت سيطرة البابليين على فلسطين قرابة نصف قرن، ثم انتقلت القيادة إلى الفرس. في حوالي عام 500 قبل الميلاد، نجح كورش الكبير، الملك القوي للإمبراطورية الأخمينية، في هزيمة البابليين والسيطرة على فلسطين.
كان نهج الأخمينيين معاكساً تماماً لما اتبعه الآشوريون والبابليون. فقد عارض كورش نظام العبودية، وأمر بإطلاق سراح جميع العبيد، بل وموّل بنفسه عودتهم إلى أورشليم.[13] كما أصدر أمراً ببناء معبد جديد في موقع معبد سليمان المدمر،[14] واكتمل بناء هذا المعبد في عهد الملك داريوس الأخميني. تمكّن اليهود بدعم كورش من ترميم أسوار أورشليم الدفاعية وتحسين أوضاعهم الاقتصادية. وعلى الرغم من أن أورشليم كانت تحت حكم الفرس خلال هذه الفترة، إلا أن القادة الدينيين والزعماء اليهود تمتعوا باستقلالية كبيرة.
من الجدير بالذكر أن عدداً كبيراً من اليهود لم يعودوا إلى أورشليم على الرغم من دعم كورش. فقد بقي أكثر من نصفهم في إيران.[15] إذ كانت أورشليم آنذاك مدمرة وغير مناسبة للعيش. ومع ذلك، فقد عاد بعض اليهود المتعصبين إلى أورشليم.[16] وقد خصّص الأخمينيون لليهود إقليماً خاصاً، وسمحوا لهم بالعيش فيه كمواطنين، وألزموا الجميع، بما فيهم اليهود، بدفع الضرائب.
كورش هو الحاكم غير اليهودي الوحيد الذي تم تسميته بـ”الممسوح” أو “المسيح” لدى اليهود، وهو ما يعني المنقذ.[17] وقد اعتبره اليهود ملكاً عادلاً، ووصفوه في نصوصهم بأنه المنقذ.
يسعى المسيحيون الصهاينة اليوم عبر نفوذهم الإعلامي إلى تسليط الضوء على فترة حكم الأخمينيين في التاريخ، نظراً لأن كورش أنقذ اليهود من الذل والهوان. ومع ذلك، فإن اليهود عُرفوا في التاريخ بعدم الامتنان والسعي وراء مصالحهم. ويظهر ذلك جلياً في طريقتهم في تصوير كرم الإيرانيين تجاههم؛ حيث استغلوا احترام كورش وسعة صدره لمصلحتهم، بدلاً من أن يكونوا شاكرين. بل ادّعوا أن كورش كان صهيونياً ومنتميًا لهم. وعلى الرغم من عدم وجود دليل دقيق يؤكد أو ينفي هذا الادعاء، إلا أن الدراسات التاريخية تشير إلى أن مصادر اليهود غالباً ما تكون غير موثوقة وغير قابلة للاعتماد.
الإحباط من السيطرة على الأرض المقدسة
مع تغيّر القوى بين الممالك والحكومات المختلفة، شهد مصير الأرض المقدسة ومدينة القدس تغييرات عديدة، حيث تعاقب عليها حكام وسكان جدد في كل فترة. فبعد حكم الأخمينيين، سيطر اليونانيون على هذه الأرض، ثم جاء دور الرومان ليفرضوا قوتهم. سنتناول في مقالات لاحقة هذه الفترات التاريخية من تاريخ الأرض المقدسة وقومية اليهود.
ربما لا توجد منطقة في العالم شهدت حروبًا وصراعات أكثر من منطقة فلسطين. ففي هذه السنوات، تجاوز الصهاينة اليهود الحدود التي حددوها لأنفسهم من خلال لوبيات دولية، ويواصلون سعيهم وفقًا لإيمان قديم للاستيلاء على أرض تمتد من النيل إلى الفرات.
يمكن دراسة تاريخ الأرض المقدسة من زوايا متعددة، لكننا في هذا الدرس استعرضنا جزءًا من تاريخ هذه المنطقة من منظور سكانها وحكامها، وربما كان ذلك بسبب أن الإسرائيليين اليوم يرتكبون أكبر الجرائم لتحقيق سيطرتهم على هذه الأرض.
إن دراسة التاريخ بعينٍ محايدة تكشف الحقيقة وراء العديد من الأحداث التي نشهدها اليوم. ما الذي تعرفه عن هذه الأرض؟ وما هو رأيك في الأحداث الجارية في هذه المنطقة؟
[1] فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَ قَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ؛ سورة العنکبوت، الآیة 26
[2] وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ؛ سورة الانبیاء، الآیة 71
[3] ثقافة القرآن وتعاليمه، عالم القرآن، المجلد الأول، ص 213
[4] ابن عاشور، التحریر و التنویر، ج 6، ص 162
[5] وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ؛ سورة یوسف، الآیة 58
[6] أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ سورة البقرة، الآیة 246
[7] وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ؛ سورة البقرة، الآیة 247
[8] مقریزی، امتاع الأسماع؛ ج 4، ص 207
[9] الكتاب المقدس، سفر صموئيل الثاني: 1-17/ بطرس، ف.، ع.، اليهودية والمسيحية والإسلام، حسين توفيقي، قم، مركز الدراسات والبحوث الدينية، 2005
[10] يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ؛ سورة سبأ، الآیة 13
[11] فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ؛ سورة إسراء، الآیة 5
[12] علامه طباطبایی، ترجمه تفسیر المیزان؛ ج 9، ص 324
[13] ناس، جون باير، التاريخ الشامل للأديان، ترجمة حكمت، إيران، المنشورات العلمية والثقافية، 2008، ص 535 و536/ الكتاب المقدس، سفر عزرا؛ 5، 1-2/ بياني، شيرين، تاريخ إيران القديمة، طهران، دنيا كتاب، 1996، ص 104.
[14] صابوريفر، فرهاد، العلاقات الإيرانية اليهودية خلال العصر الأخميني، إيران، نكتاب، 2006، ص 60.
[15] أبو كلام آزاد، جلال الدين الرومي، كوروش الكبير أو ذو القرنين، محمد إبراهيم البستاني، طهران، عالم، 2023، ص 34.
[16] کتاب مقدس، کتاب عزرا، 5/1
[17] ويظهر اسم كورش في حوالي 19 آية من التوراة. على سبيل المثال، كتاب إشعياء، الإصحاح 45، الفقرة الأولى، والإصحاح 1، الفقرة 13.