تبيّن الآية 81 من سورة الإسراء: “قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا”. أنّ الباطل ليس له بقاء وسيزول بالتأكيد. ومع ذلك، فإننا نشهد الآن انتشار الباطل والكفر والفساد والظلم في جميع أنحاء العالم. فمتى تتحقق هذه الآية ومتى يزول الباطل؟ يقول الإمام الباقر عليه السلام إنّ قيام المهدي سيؤدي إلى زوال دولة الباطل. (الکافی، ج۸، ص۲۸۷)
هناك معانٍ متشابهة تشير إلى أنّ المستقبل سيكون خاليًا من الباطل، ففي سورة طه، الآية 35، يقول الله تعالى: ﴿ قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُواْ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ ٱلصِّرَاطِ ٱلسَّوِيِّ وَمَنِ ٱهْتَدَى﴾. تشیر الآية إلى أنّ طريق الموعود العالمي يتسم بالتوازن، حيث لا يوجد فيه إفراط أو تفريط. هذا هو الطريق الوسط الذي وصفه القرآن الكريم كميزة للإسلام.
توحي الآيات بأن العدل والحق سيسودان في العالم، حيث سيحكم الصالحون والأخيار، ولكن في الوقت الحالي، لا تزال الأمة الوسط غير حاكمة على الأرض. كما يُشير الإمام الكاظم عليه السلام إلى أنّ الطريق الوسط هو طريق المهدي الذي سيأتي وسيجعل الاعتدال يسود العالم، وكل من يتّبع الهدى هو الذي يطع المهدي(ع) وهو المهتدي الحقيقي. (بحارالانوار، ج۲۴، ص۱۵۰)