الرسالة الخامسة
ثقافة الحداثة هي ثقافة موت الحياة البشرية و محاولة إلی الحياة الحيوانية العمیاء.
إن الذین فتنوا بحضارة العالم الحالیة و ثقافته لقد إتخذوا خطوة نحو تدمير حقيقتهم الإنسانية.
إن الروح الحاكمة علی ثقافة الحداثة هي روح تدمیر جمیع القيم الإنسانية مثل السلام و الصداقة و حب البشر و العدالة و السعادة الحقيقية الدائمة و الهدوء و الروحانية.
لكن الحضارة الإلهية البشرية الجديدة التي تنتظرها البشرية جمعاء و تظهر بوادره في أرجاء العالم في شعور بحاجة إلى منقذ البشرية و موعود الأديان هي الحضارة الحقيقية للبشر.
إن الذین یعشقون الحضارة العالمية للمنجي الموعود و ينتظرونه بوحدة و تعاطف عالمي و يسألون الله ظهوره مخلصین، هم الأحیاء الحقیقیون بین الموتی.
إنهم قلب الحياة نفسه الذین ینفثون الحیاة في جسم من قتلوا لأجل الحضارة العالمیة الحالیة بجهودهم و دعواتهم لظهور المنجي العالمي.
إن المجاهدین من أجل الحضارة الإنسانية الإلهية الجديدة يجربون أفضل أشكال الحياة و أحلاها؛ لأنهم وقفوا حياتهم علی بناء حياة حقيقية لجميع البشر و إحياء القيم المنسیة فیها.
يا أهل العالم! و یا أحراره! مهما كان دينكم أو مذهبکم أو عرقكم، فلنتحد جميعاً حول محور واحد و هو الحب للمنجي العالمي؛ حتی نحیی بحیاة إلهیة و إنسانیة حقیقیة و نذیق الآخرین حلاوة هذه الحیاة الحافلة بالسلام و المحبة أیضا.
لو أطعنا خطط الحكام الحاليين للعالم و أوامرهم فنبتعد عن بعضنا البعض دائما و نصبح مصابين بخلافات و حروب عدیمة الفائدة المدمرة التي يريدها الحكام الظلمة الفسقة.
فسننهي حياتنا و سنواجه إلهنا و ملائكته بعبء ثقيل من الخطايا، و الفساد، و الظلم.
دعونا نحول نمط الحياة الجهنمي هذا إلى جنة من التعاطف العالمي و السلام و الحب العالمي حول محور حبیبنا المشترك و هو منجي العالم.
إنه هو ضالة من یعیش على وجه الأرض فلا يحل محله أي شيء و شخص و لا شيء و لا أحد يستطيع أن یعوض عن غيابه.
المنجي العالمي هو روح الله الذي يُهدی إلی العالم الميت اليوم و سيعطي حياة جديدة و سامية لجميع شعوب العالم، بغض النظر عن دينهم أو مذهبهم أو عرقهم.
إن حضوره و ملكيته في العالم اليوم يشبه وجود الروح في الجسد. مما يجعل جميع الأعضاء حية و قادرة و هادفة، ويخلق وحدة عمل و إندماجا إبداعيا في الجسد.
من الواضح أن حياة الجسم و قوته و نموه و حيويته تعتمد على الروح التي تحكمه.
كما لو أن الروح تغادر الجسد، فالجسد سيصبح جثة متعفنة بلا حراك و لن يكون له فائدة و قوة. لقد خلق غياب المنجي الموعود نفس الموت و عدم الفائدة في الثقافة اليوم و حضارته.
لقد أصبح المجتمع العالمي دون منقذ کجثة لا تستطيع أن تسیطر السلام و العدل و الهدوء علی العالم؛ على الرغم من طلبها و حاجتها، و لا يمكنها التخلص من الظلم و الفساد و الإختلافات العالمية و یمنع موت نفسها.
فدعونا جميعاً نتكاتف و نفكر في إنقاذ الأرض قبل أن تسلط ثقافة الشر الحالية على الأرض كلها و تدمر كل الناس.
إن إنقاذ الأرض و مليارات الأبرياء المظلومين يعتمد على قرارنا اليوم.
إن عودة السلام و الهدوء و الصداقة العالمية تعتمد على وحدتنا و تعاطفنا اليوم.
لو لم نرد أو لم نستطع أن نتحد، فسوف نشارك في جریمة الذنوب التي ترتکب على وجه الأرض إلی يوم القيامة، و نخون جميع البشر و الأجيال القادمة خیانة عظیمة.
العالم اليوم یشبه طفلا فقد والديه و قد تعرض لأنواع الظلم و العدوان في مدينة مزقتها الحرب و النهب. لا أحد يحترم حقوقه و شخصيته، و يضطر أن یخضع لجميع أنواع الظلم و الفساد من أجل البقاء.
ستصل البشرية إلى نضجها بقدوم منجي العالم، فستتمتع بالسلام و العدالة و التقدم الشامل إلى الأبد بحكومة الأخلاق و المعنوية.
سيصل جميع سكان الأرض إلی حياتهم المثالية في عهد المنجي و سيتذوقون طعم السعادة و السلامة الشاملة.
لقد أبدت حضارة اليوم كل ما لدیه و ليس لديها شیء آخر و لا تملک طريقة للعرض و لا خطة لتقديمها.
تحاول الحضارة الحالية أن تؤجل تدميرها بإبقاء الناس مشغولين بالتكنولوجيا و بأمور تافهة.
بينما وصل صوت كسر العظام لهذه الحضارة إلى آذان جميع شعوب العالم.
أين الذي يقضي على جميع الخلافات الدينية بظهوره و یتحد جميع البشر على وجه الأرض و يتعاطفون و یتحابون مع بعضهم البعض؟
أين الذي يتسابق جميع أبناء البشر في الحب و الخدمة مع بعضهم البعض بعد ظهوره؟
أين الذي یتمتع الإنسان بمحبة الله و ملائكته بأعلى مستویاتها بمجیئه؟
أين الذي تفتح أبواب عالم الغیب للبشر بظهوره فیتصل البشر بالملائكة و عالم الروح؟
أين الذي سیربي عشاق عظماء و محبين طیبین کالأنبیاء و الملائکة؟
أين الذي سيدمر الشيطان و ينقذ كل البشر على الأرض من إغراءاته و أنصاره؟
أين الذي ستُعرف عظمة الإنسان و سرّ خلقه بمجیئه؟
أين الذي ستبدأ حياة البشر الحقيقية على الأرض بظهوره؟
أين الذي سينتهي عهد الشيطان و أعوانه الظلمة الأنانیین بمجیئه و سيبدأ عهد أطیب عباد الله و ألطفهم و أعلمهم؟
أين الذي سيصبح الناس طاهرين عظماء بمجیئه بحیث يكرهون المعاصي و الفساد و الظلم و سینقذون من الوساوس؟
أنت منصور لا تقهر و خالق الكون الذي لم يُخلق، أنت حافظنا و حافظ كل شيء الذي لا یحتاج إلى من یحفظه.
أنت أفضل طبیب، و أفضل حافظ و صديق، و أفضل راعي، و أفضل محامي. أنت خیر مولی و أفضل ناصر و أنت أفضل من یلجأ إلیه الهاربون.
أنت أفضل سعادة للذين يعرفونك جيداً، و أنت غایة رجاء أصدقائك و محب المذنبین و رجاءهم.
اللهم یا رب الأنبياء و الناس الطیبین عبر التاریخ! و يا مالک الجنة و الجحيم! و يا صاحب كل صغير و كبير!
يا مالک جميع الحبوب و الفواكه! و يا صاحب جميع البحار و الأنهار! يا مالک كل الجبال و الصحاري و السهول! و یا إله اللیل و النهار!
أمرك نافذ في كل شيء، و علمک أحاطت بکل شیء.
نحن عبيدك الضعفاء، و لن نتمكن أبداً أن نحصي نعمائک اللامتناهية و ناهيك عن شكرهم.
لن نتمكن أبداً من فهم عظمتك و مجدك.
أنت رفیق من لا رفیق له، و طبیب من لا طبیب له، و صاحب من لا صاحب له، و رحیم لمن لا یرحمه أحد.
أنت دليل من لا دلیل له، و مونس من لا مونس له، و صديق من لا صدیق له.
أنت تعلم حاجات عبادک أکثر من أي شخص آخر، و تعرف أسباب سعادتهم و بؤسهم أكثر من أي شخص آخر، و تريد سعادتنا في الدنیا و الآخرة أکثر من أي شخص آخر، و تعرف الناس الطیبین من الأشرار أکثر من أي شخص آخر.
أنت تعرف من یستحق قیادة خلقک من عبادک أکثر من أي شخص آخر، و تعرف المهتدین من المضلین و المؤمنین من الضالین.