الرسالة السادسة
يا أهل العالم! لقد بشر الله تعالی في كتبه السماوية بمستقبل لا يوجد فيه فقر و لا مرض و لا خوف و لا يأس و لا حزن و لا قلق و لا حرب و لا صراع.
ينتظرنا مستقبل سعيد و هادیء و صحي علی ذروة الأمن و المحبة و الثروة. یبنی هذا المستقبل بأيدي موعود جميع الأديان و منقذ البشر وحسب.
إن سبب عدم تحقيق هذه السعادة هو بعدنا عن الله و إهمالنا و غفلتنا عن موعود الأديان.
كما یؤدي كسلنا و ضجرنا في تهيئة الظروف لظهور المنجي إلی إبتعادنا عن هذا المستقبل المحتم المشرق.
یؤدي ثقتنا غير المعقولة بحلول العلماء و المدراء غير الأكفاء الجهلة إلی حرماننا من مستقبل إلهي جيد و حضارة بشرية منیرة.
لا یفکر هؤلاء المدراء و العلماء إلا في مصالحهم، و یغفلون عن مصالح جميع شعوب العالم و سعادتهم.
لو نکون صادقین فعلینا أن نتمنی سعادة جميع شعوب العالم و نحبهم کأعضاء أسرتنا و نسأل لهم حقا السعادة و السلامة، فلا خيار أمامنا سوى الإتحاد و التعاطف و وضع الإختلافات الدينية و العرقية جانباً.
يجب علينا جميعاً أن ندعو لأبينا السماوي و منقذ العالم من أعماق قلوبنا لکي یجعلنا الله تعالی مستحقین لظهوره.
من المؤكد أنه إذا رأى الله الرحيم الصدق و الإستعداد في قلوبنا و التطبیق و التعاطف و العمل المناسب لقبول المنقذ في أعمالنا، فسيُهدیه لجميع شعوب العالم مؤکدا.
فلذلك دعونا نضع الكسل و الملل و الإختلافات و التعصبات جانباً. و إن نرید هذا المستقبل الجميل، فلنتحرک إلىه و نقوم لتحقیقه.
أين الذي ينقذ ملائكة الله الطیبین المعصومین الذين يشهدون أعمال البشر السیئة و ظلمهم و إغتصابهم و فسادهم؟
أين الذي ینقذ الکرة الأرضیة و المياه و الهواء و المناطق التي ملئت بالتلوث و الفساد علی أيدي البشر؟
أين الذي سيعمر الأرض و یملأها من النعم؟
أين الذي يسدّ أبواب الجحيم في الدنيا و الآخرة على كل الناس و يفتح أبواب الرحمة و الجنة في الدنيا و الآخرة عليهم؟
أين الذي سينقذ جميع الفقراء من فقرهم بمجیئه و سیتخلص جمیع المرضى عن مرضهم؟
أين الذي یأتي فلا یبقی جائع علی وجه الأرض أبدا؟
أين الذي سیفرح الأموات في البرزخ بعد مجیئه؟
أين الذي ينتظره جميع الأنبياء و أتباعهم و كل أصدقاء الله منذ قرون؟
أين الذي سیعود جميع غرباء العالم إلى أوطانهم و عائلتهم بعد مجیئه؟
أين الذي سيفرج عن جميع الأسرى و السجناء بیمن قدومه؟
أين الذي لن یبقی مدين على الأرض بعد ظهوره؟
أين الذي يزيل كل ضغن و حسد و مقارنات جهنمیة بمجیئه؟
