يقول الله تعالى: “وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا”. هذا يُبشّرنا بعظمة الله تعالى وقدرته على إعادة الحياة للأرض بعد موتها. قال الإمام الباقر(ع): فَيُحْيِيهَا اللَّهُ بِالْقَائِمِ فَيَعْدِلُ فِيهَا فَتَحْيَا الْأَرْضُ وَ يَحْيَا أَهْلُهَا بَعْدَ مَوْتِهِم. (بحارالانوار، ج۲۴، ص۳۲۵)
إحدى الشروط الأساسية لظهور المنقذ، هي ضرورة توفير الظروف التي تجعل المدافعين عن الحق يفصلون صفوفهم تمامًا عن المدافعين عن الظلم. يقول الله تعالى: “لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابًا أَلِيمًا”. أي أن تأخير الله عقوبة المنافقين والكافرين يرتبط بتشابكهم واختلاطهم مع المؤمنين، إضافة إلى أنّ لله ودائع مؤمنين في أصلاب قوم كافرين ومنافقين، فلا يقتل الله الآباء حتى تخرج الودائع وفق قول الامام الصادق(ع).(علل الشرائع، ج۱، ص۱۴۷) ولکن الله تعالى سيُقيم في آخر الزمان مقاييس واضحة لتمييز الصفوف بين المؤمنين والكافرين شيئًا فشيئًا.
أصبحت فلسطين اليوم بأحداثها العصيبة، مرآة تعكس هذا التمييز في كل العالم؛ حيث يظهر النبلاء برُقي إيمانهم وإنسانيتهم ويكشف الظالمون عن جبروتهم وقسوتهم. يتوجب على كل فرد أن يختار موقفه بشكل واضح في هذه القضية. وهكذا، تصبح الصفوف أكثر شفافية تدريجيًا.
مع تقدم الزمن، سوف تتبين الحقائق وتتضح المعالم، وتزداد الخطوط وضوحاً بين الحق والباطل، وكما وعدنا الله، فإن جبهة الحق ستنتصر في النهاية.