الرسالة الأولی
الدنیا لیست علی ما یرام، فلنفعل شیئا
قد یعاني العالم من أزمة الإدارة منذ سنوات و یتعرض الناس لألوان الأزمات و قد أحاطتهم الأحزان و المخاوف و الإضطرابات و الیأس و الإکتئاب و الأمراض النفسیة بجانب الإصابات الجسمیة. و یُهدد العالم بالتدمیر بالحروب و جرائم القتل و الطلاق و تعاطي المخدرات و تناول مضادات الإکتئاب و تفشي الأمراض و الفیروسات القاتلة أکثر من أی زمان آخر
و یعود کل هذه المشاکل إلی أن شعوب العالم قد وثقوا خاطئین بحکّامهم و مدراءهم الجهلة الأنانیین الحمقاء. قد أدی عدم کفاءة الحکام في إدارة بلادهم إلی خیبة الدول بالإضافة إلی إحباط الشعوب. لقد أظهر تفشي فايروس کورونا في العالم هذا العجز و عدم الكفاءة على مستوى الإدارة العالمية. قد یعدّ کل من قتل عشرات الآلاف من الأبرياء، و مرض ملایین البشر المضطهدین، و بطالة الملایین، و فقر الملایین حول العالم، و تعطیل النشاطات الإجتماعیة و الإقتصادیة و الثقافیة و الدینیة و تداعیاتها النفسیة الرهیبة، إنذار کبیر للمجتمع الدولي.
لم يثبت على شعوب العالم ضعف إدارة حكّامها و مدعي قيادة البشرية إلی هذا الحد قط و لم یذل و یسخر من قدرة مدعي الإدارة و سیادة الشعوب إلی هذا الحد
لا یزال یتعرض کل العالم لقدرة فایروس صغیر غیر مرئي الذي قد تحدی کل القوی العالمیة. هناک سؤال یطرح نفسه في خضم هذه الكارثة العالمية و هو هل سيتم إنقاذ الناس من هذا الفايروس الخطير و هذا الوضع الرهيب و متی؟
السؤال المهم هو: إذا وصل ذاک الیوم و یتم حل مشکلة کورونا أهناک ضمان ألا یعرض المسؤولون السياسيون و الإقتصاديون و المجانين و المرضى عقلياً الذين يرتدون زي العلماء و يقررون للعالم، شعوبهم بوباء أسوأ و أخطر من کورورنا؟
ألا يكفي كل هذا البؤس؟ ألم یحن الوقت أن نفکر في إنقاذ العالم؟ ألم یحن الوقت أن نثق بخالق البشر و العالم؟ الرب الرحیم الذي قد بشّر في جمیع الکتب السماویة أنه هو منقذ العالم. هو بشّر جمیع شعوب العالم من الدیانات المختلفة بظهور موعود الأدیان و منقذ البشریة. لقد أصاب العالم خیبة الأمل و البؤس أکثر من أی زمان آخر و هو یتأهب لظهور منجي البشریة و یحتاج إلیه أکثر من أي زمان آخر.
فعلینا أن نستعد لإستقباله و ظهوره. ها هو نحن الذین یجب علینا أن نقوم في وجه الأوضاع الراهنة و ندمر الحالة الظالمة الرهیبة في العالم
ها هو نحن لنستعین الله تعالی و نبتهل إلیه بأدعیة خالصة و حرقة قلوبنا و نسأله أن ینقذ البشریة. هو وعدنا علی لسان کل أنبیاءه المقدسین أن ینقذنا لو ندعوه مخلصین. لم یعد یبق زمان لظهور منجي البشریة و موعود کل الأدیان. فعلینا أن نسأل الله سبحانه ظهوره من صمیم قلوبنا
فیا أهل العالم! و یا أیها المظلمون الذین تستحقون الأفضل من عند الله! لو تروا فيکم الأهلیة أن یظهر الله خلیفته و منجي العالم لکم، فلتتحدوا مع بعض و تدعوا لظهوره الشریف. و لو لا تعتبرون أنفسكم جديراً بهذا الاضطهاد العالمي و هؤلاء الحكام غير الأكفاء الحمقاء الظلمة فعلیکم أن تنتفضوا ضد الوضع الراهن و أن تصلوا إلی أبیکم السماوي و منقذ العالم.
کلنا عباد الله الواحد و أولاد من أب و أم واحدة. فتعالوا نضع الإختلافات العرقیة و الدینیة جانبا علی رغم أنف الشیطان. تعالوا نعشق الإنسانیة و نتحاب مع بعض. کلنا نری حب الله في ذاتنا و نعشق منجي البشریة و موعود الأدیان. فتعالوا نضع الإختلافات الشیطانیة جانبا بسبب عشقنا المشترک و نتحاب مع بعض کأفراد أسرة واحدة. یجب أن نتکاتف معا و ندعو من أجل إنقاذ کل الأبریاء و المضطهدین في العالم.
نتوب إلی الله جمیعا علی ثقتنا علی المدراء الجهلة غیر الأکفاء و العلماء الفاسدین و نعتذر إلیه و نستغفره و نتطلب منه أن یترحم علینا و یظهر أبانا السماوي و منقذنا. بمجیئه سیتحول کل الحروب إلی السلام، و کل کراهیة إلی المحبة، و کل خلاف إلی الإتحاد و التعاطف، و کل فقر إلی الغناء، و کل خوف إلی الأمان، و کل حزن إلی السعادة الأبدیة، و کل ظلم إلی العدالة، و کل یأس إلی الأمل و البهجة، و کل ملل إلی الفرح و الروحانیة و المحبة لله و لکل الشعوب. فلماذا لا نتحد لأجل تحقيق هذا اليوم و لا نجتهد؟
إعلموا أن ظهور المنقذ قريب جداً؛ إذا أردنا و ندعو الله لمجیئه و نتحد مع بعضنا البعض. ألا یتحول کل الخلافات إلی التعاطف و کل عداء إلی المحبة؟ فلنعلم أنه لا یرضی الله و منجي العالم من إختلافاتنا و عداواتنا. و تجدر الإشارة إلى أن الاختلافات العرقية و الدينية هي السبب الرئيسي لهيمنة الشيطان على العالم و حرماننا من المنجي الموعود
فمن أجل حبه، نضع جميع الإختلافات و العداوات جانبا حتى يرحمنا الله و نجد الجدارة و السعادة في تشرفنا بالمنجي الموعود.
هل سيتتحسن الأوضاع في العالم إذا استمر حکم هؤلاء الحكام و المدراء الأنانيين الأغبياء؟ كلنا نعرف ذلك جيداً و جربنا هذه الحقیقة، لو إستمر حکم حکام الحالیین في العالم، لن يتخیل خلاص للعالم فحسب، بل سيزداد الوضع سوءاً يوماً بعد يوم. هل نستطیع أن نتحمل حالة أسوأ مما لدينا اليوم؟
إذا لم نترحم علی أنفسنا و لا نفعل أي شيء لتغيير إدارة العالم، فإن الله سيتركنا وحدنا عند هذه المشاكل حتى ندرك أننا بحاجة إلى منجي، و ندرک أن لا نستسلم لحکم الطغاة الفجرة و ندرک أنه یجب علینا أن نتوب إلی الله و نطلب منه إنقاذ البشریة و نری أننا لا نکون شیئا بدون مساعدته و نعیش في الخوف و الإضطرابات و الظلم و التعذیب و الحزن دون توجیهه و عونه
فنتکاتف مع بعض و ندعو الله الرحیم و منجي العالم و موعود الأدیان بصوت واحد آملین الرحمة الإلهیة الخاصة
أين المنجي المعدّ الذي إدخره الله لقطع دابر الظّلمة؟
أين المنتظر الذي یبدل الأمت و العوج في العالم إلی السلم و الهدوء؟
أين المتخيّر لإعادة الدین الإلهي الخالص و الذي یسود العالم بالأحکام المنقذة للبشر
أين هادم أبنية الشّرك و النّفاق و الکذب؟
أين مستأصل الأفکار الخاطئة الخطیرة و الأوهام الشیطانیة المخیفة؟
أین معز الأولیاء و المضطهدین؟
و أین مذل العتاة و المردة و المفسدین؟
یا رحمان! أن جودک و کرمک أرجی من أعمالنا و مغفرتک أوسع من ذنوبنا فترحم علی عبادک الضعفاء و أجرنا من الظلم و الفساد و الأحزان المتتالیة. یا من یبدل السیئات إلی الحسنات و یا من قلت و قولک الحق: «لو علم المدبرون کیف إشتیاقي بهم لماتوا شوقا»
نحن نرجوک علی الرغم من أننا عاصین؛ لأننا نعلم أنه لیس هناک من یعیننا غیرک. فترحم علینا بلطفک و جودک و عجل في فرج مولانا المنجي، یا من هو بمن عصاه حلیم و یا مجیب الدعوات و غافر الخطیئات و قابل التوبات و یا دافع البلیات و الأحزان
یا رحمن! أسألک أن تعجل في فرجه!
یا کریم! نسألک أن تجعل کل شعوب العالم سعداء فرحین بظهوره!
اللهم أرنا الطلعة الرشیدة و الغرة الحمیدة!
یا ربي الکریم و یا محبوب کل الناس! عجل في فرج عبدک الحبیب و أبینا السماوي!