يجب على الإنسان أنْ يعمل في دينه بما يرضي الله تعالى، فذلك هو السبيل الوحيد لنيل مقام خلافة الله وبلوغ هدف خلْقه الأصليّ.يقولُ اللهُ تعالى في سورةِ النورِ، الآيةِ 55: “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ”. ويقولُ تعالى في سورة النملِ، الآيةِ 62: “وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ”. وتخصّص الآية 55 من سورة النور خلافة الله بالصالحين من أهل الإيمان. يقول القرآن الكريم إنّ الدّين المرضي لله هو الدّين الذي لا يمكن لأحدٍ أنْ يحكمه ويديره إلّا أهل البيت عليهم السلام. ففي واقعة الغدير، عندما عيّن رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليًّا عليه السلام خليفةً له، قال الله تعالي:”الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي”(المائدة، 3).
يؤمن الشيعة والسنة على حدٍّ سواءٍ أنّ الذي سيسيطر دين الحقّ على جميع الأديان هو الإمام المهديّ عليه السلام من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وعد الله تعالى أن يمكنكم ويُعطيكم القوة لكي تقيموا ذلك الدّين الحقّ، دين أهل البيت، في جميع أنحاء الأرض، لكي يتمكّن الجميع من اعتناقه دون أيّ مانع. فعندما يأتي الإمام المهديّ عليه السلام، سيسلم الجميع بدين أهل البيت، الذي هو الدين المرضي لله، وسيمارسونه بكلّ أمانٍ وطمأنينةٍ في جميعِ أنحاء الأرض، دون خوفٍ من السخرية أو التهديد أو الإهانة أو التضييق.
إنّ الآيةَ 62 من سورة النمل، “وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ”، هي نتاج تطبيق هذا الدّين على مستوى العالم.
فعندما يُطبّق هذا الدّين بشكلٍ عالميٍّ، سيصبح العديد من الناس في مقام خلافة الله ويحققون الكمال الإنسانيّ الذي هو هدف خلقهم. في هذه الحالة، سيتمكن الإنسان من عبادة الله تعالى بسهولةٍ.
يقول الله تعالى في سورة النور، الآيةِ 55: “يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا”.
يُمكنُكمْ في بيئةٍ آمنةٍ أنْ تطيعوا الله مربّيكم، وأنْ لا تشركوا بعبادته أيّ كلامٍ خاطئٍ أو مشركٍ أو ضعيفٍ.
الممارسة الخالصة من العبادة، دون شركٍ، وممارسة ما يُعلّمهُ ربّ العالمين ومربّي الإنسان بدقّةٍ وصوابٍ، أمرٌ مُمكنٌ في هذه البيئة. فعندما لا يكون في العبادة شرْكٌ، يُصبح الناسُ سريعًا مُشابهين لمربّيهم وربّهم.