بناءً على آية ” سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ”(فصلت، 53)، سيبيّن الله في المستقبل، الحقيقة والحق على الجميع. روي عن الإمام الباقر(عليه السلام) تفسير لهذه الآية، مشيراً إلى أن ظهور الحق في الآفاق والأنفس، سواء في النظام الخارجي أو النظام الداخلي، سیکون في زمان ظهور القائم. (الکافی، ج۸، ص۳۸۱) من أبرز وأهم تجليات هذا الظهور في العصر الحالي هو مسيرة الأربعين، حيث يظهر الحق بوضوح تام سواء في العالم الخارجی أو في العالم الداخلي للإنسان.
في الجانب الخارجي أو الآفاق، فإن هناك مرقدًا للإمام المعصوم يزوره الناس من أكثر من مائة دولة حول العالم، ومن مختلف الأديان والثقافات، يعبرون عن حبهم له. أما في الجانب الداخلي أو الأنفس، فإن جميع الحاضرین في هذه المسيرة قد وقعوا في حب الإنسان الكامل، وقد وصلوا إلى وحدة وسلام وخدمة بفضله.
وأمّا في قضية فلسطين، فإننا قد شهدنا انفجار الحقيقة في العالم دفعة، حيث أصبح الناس في حيرة بسبب ذلك. كانت المسيرات السنوية في الأربعين أمرًا مدهشًا وغریبًا بالنسبة للناس، لكن قضية غزة هي أمر آخر تمامًا، حيث يتظاهر مئات الملايين يوميًا ضد الظلم والاستكبار فی أنحاء العالم. کما يظهر الحق والتمسك به بوضوح تام في هذه القضية، ويتم إدانة من يدافع عن الباطل سواء أراد ذلك أم لم يرغب. وتدور أحداث هذا التفسير حول “سنريهم” في الآية المذكورة. التجلي النهائي لهذا الحق سيأتي مع ظهور المنجي الموعود، حيث يتبيّن الحق والباطل بوضوح، وينتصر الحق على الباطل. والبشارة التالية هي في الآية 88 من سورة ص:”وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا” حيث تشير إلى أن الأرض ستنير بنور ربها. مع اخذ اعتبار مفهوم “الإحياء”، في الآية17 من سورة الحديد: “وَأَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا”، فإنّ هذا الاحياء بيد المنجي الموعود، سينير الأرض بنور الله، وستحيي في “أيّام الله” وبيد “بقية الله”.