يُبيّنُ الله تعالى في سورة الشعراء، في الآيات من 205 إلى 207، حكمة إمهاله للكافرين: “أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ”.مهما حصل الكافرون على فرصٍ للتمتع في الدنيا، فستزول هذه الفرص في النهاية، وسيتحقق لهم ما وعدوا به. يُروى في حديثٍ نبويٍ شريفٍ أنّ اللهَ تعالى قدّر عمر العالم بمائة ألف سنةٍ، خصّص منها عشرين ألف سنةٍ لغير أهلِ البيت(ع)، وثمانين ألف سنةٍ لأهل البيت عليهم السلام كأئمةٍ معصومين، يغلب فيها دين الحقّ ويعلو.( مختصر البصائر، ص494)
سيهيمن دين الحقّ على العالم لفترةٍ طويلةٍ، وستمتلئ الأرض بعبادة الله وتربية الإنسان الحقيقيّ. يُؤكّدُ اللهُ تعالى على ذلكَ في سورة الجاثية، في الآية 14، حيث يقول: {يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ}، وورد في تفسير الإمام الصّادق عليه السلام لهذه الآية أنّ “ما كانُوا يُوعَدونَ” هو ظهور الإمام المهديّ عليه السلام(بحار الأنوار، ج 24، ص 372). وأيّد القرآن الكريم ذلك في سورة الصفّ، حيث يقول تعالى: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}، أيْ: “ليظهر اللهُ تعالى الدين الحقّ على جميع الأديان.”