نبذة عن حياة الأستاذ محمد شجاعي
وُلِدَ الأستاذ محمد شجاعي، عام 1383ه.ق (1964م) في عائلة دينية ملتزمة في مدينة ري الإيرانية، حيثُ أكمل تعليمه الابتدائي والثانوي فيها. ونظراً لشغفه الشديد بالعلوم الدينية، التحق بالحوزة العلمية بعد إكماله المرحلة الثانوية، ودرس لسنواتٍ عديدة تحت إشراف الأستاذ البارز في الحوزة، آية الله الشيخ مجتهدي الطهراني.
كما أنه استفاد بشكل مستمر من تواجده بين علماء الدين المرموقين مثل العلامة حسنزادة الآملي، آية الله جوادي الآملي، آية الله انصاري الشيرازي، آية الله ممدوحي الذي كان من تلامذة المرحوم آية الله بهجت، الحاج الشيخ الإمامي والمرحوم السيد دولابي.
بالتزامن مع الاستفادة من هؤلاء العلماء البارزين في مجال العلوم الدينية، نجح الأستاذ محمد شجاعي في تعزيز مهاراته الاستدلالية في الجامعة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة ودرجة الماجستير في علوم القرآن، مما فتح له آفاقًا جديدة لتطوير أسلوبه الفريد في التعبير واقترب تدريجيًا أكثر فأكثر من طريقته الخاصة في التعبير.
ميزة رؤية الأستاذ شجاعي في مواجهة تعاليم الإسلام وتقديمها للجمهور
يربط الأستاذ شجاعي مفاهيم الإسلام وتعاليمه بالحياة اليومية بطريقة عملية شاملة. تجذب هذه الرؤية الفريدة فئات مختلفة من المجتمع، خاصة الشباب، إلى الإسلام وتشجعهم على تبني نمط حياة إسلامي أصيل. تنبع هذه الرؤية التطبيقية من مباحث هامة في علم الإنسان، مما يمكنه من تقديم تعريف شامل ومفهوم بالبعد الإنساني للإنسان بلغة سهلة وواضحة. إن هذا التعريف الشامل الذي تم إهماله من قبل مختلف المذاهب البشرية، يفتح طريقًا ساطعًا أمام كل من يبحث عن الحقيقة.
تعريف الإنسان من منظور الاستاذ شجاعي
في هذا التعريف، الإنسان له بداية وليس له نهاية. أي أنه كائن يعيش في الفترة الزمنية “من الميلاد إلى اللانهاية” و تعتبر هذه اللانهائية إحدى السمات المهمة للبعد الإنساني التي يتميز عن بقية مخلوقات العالم. في هذا المنظور، يواجه كل إنسان خلال حياته ولادتين؛ الولادة الأولى هي الولادة إلى الدنيا، ومقدّمة لحياةٍ زمنيّة محدودة تمتدّ لبضعة عقود، وتنتهي بالموت. والموت، الذي يمثّل انتقالًا من مكان إلى آخر، هو نفسه بداية الدخول إلى العالم الآخر الذي لا نهاية له. هذه هي ولادة الإنسان الثانية لحياة خالدة لا نهاية لها في الآخرة. في هذه الرؤية، لا ينتهي الإنسان بالموت، بل تبدأ حياته الحقيقية هناك.
سمة فريدة
من بين النقاط المهمة والجديرة بالتأمل في تعاليم الأستاذ شجاعي، هو تأكيده على أن الحياة في كل من هذين العالمين تتطلب أدوات خاصة، وفقدانها أو نقصها يُعرض الإنسان للقيود.
تُصنع الأدوات اللازمة لكل مرحلة خلال فترة قصيرة قبل الدخول فيها. فالإنسان بحاجة إلى جسدٍ سليمٍ للعيش في الدنيا، لكي يتوافق مع ظروفها الحياتية. يُشكل هذا الجسد مجموعة من الأعضاء والأجهزة المختلفة، كل منها مصمم مسبقًا لأداء مهمة محددة في الدنيا. هذه الأعضاء والأجهزة، التي تُعدّ أدوات حياة الإنسان في الدنيا، تنشأ جميعًا خلال المرحلة الجنينية في رحم الأم. و بالمثل فإن الحياة في الآخرة تتطلب أدوات تتناسب مع لانهائيتها.
يتعلق هذا الخلود بمستوى من الحياة خاص بالبُعد الروحي للإنسان، يُشار إليه بـ “الطفل الغالي للروح”.
سمة فريدة
من بين النقاط المهمة والجديرة بالتأمل في تعاليم الأستاذ شجاعي، هو تأكيده على أن الحياة في كل من هذين العالمين تتطلب أدوات خاصة، وفقدانها أو نقصها يُعرض الإنسان للقيود.
تُصنع الأدوات اللازمة لكل مرحلة خلال فترة قصيرة قبل الدخول فيها. فالإنسان بحاجة إلى جسدٍ سليمٍ للعيش في الدنيا، لكي يتوافق مع ظروفها الحياتية. يُشكل هذا الجسد مجموعة من الأعضاء والأجهزة المختلفة، كل منها مصمم مسبقًا لأداء مهمة محددة في الدنيا. هذه الأعضاء والأجهزة، التي تُعدّ أدوات حياة الإنسان في الدنيا، تنشأ جميعًا خلال المرحلة الجنينية في رحم الأم. و بالمثل فإن الحياة في الآخرة تتطلب أدوات تتناسب مع لانهائيتها.
يتعلق هذا الخلود بمستوى من الحياة خاص بالبُعد الروحي للإنسان، يُشار إليه بـ “الطفل الغالي للروح”.
الدنيا رَحِم ثان
إنّ الطفل الغالي للروح هو نفس الجوهر الإنساني، وهو كما يدلّ عليه اسمه، بحاجة إلى الرعاية والتغذية والتنشئة حتى يتمكن من النضج للعيش في الآخرة. عدم نضج هذا الطفل، وهو روح الإنسان، يعني عدم التوافق مع شروط الحياة في الآخرة، وعدم التوافق هذا، يؤدي إلى التعرض للقيود والعذاب. في الواقع، ما يُطلق عليه اسم الجنة أو النار هو كلاهما نتيجة التوافق أو عدم التوافق مع الآخرة. كل من يهيّئ بُعده الإنساني بما يتناسب مع خصائص الآخرة وظروفها، سيكون قادرًا على الاستمتاع بإمكانات الحياة اللامتناهية في الآخرة. أما من لم يُكيّف نفسه مع تلك الظروف فسوف يعاني من الألم والحرمان بمقدار ذلك عدم التكيف. بما أنّ فرصة الحياة في الدنيا هي من أجل التوافق مع شروط الحياة في الآخرة، وكما يفعل رحم الأمّ بالجنين الذي يُكوّن جسد الإنسان، فإن الدنيا تمتلك القدرة على بناء روح الإنسان ونفسه. هذا يعني أنّ الدنيا هي رحم الإنسان الثاني.
نظرية النسبة
إنّ التشابه الذي يتجلى بين استخدام هذين الرحمين وعلاقتهما بالعالمين القادمين، قد أدى إلى تطوير “نظرية النسبة”، التي تستند إليها العديد من تعاليم الأستاذ شجاعي. يعتمد أساس هذه النظرية على حديث عن نبي الإسلام (ص) حيث يقول: “مثل المؤمن في الدنيا، كمثل الجنين في بطن أمه…”. بحسب هذه النظرية، فإن “العلاقة التي تربط رحم الأم بالدنيا موجودة أيضًا بين الدنيا والآخرة”، حيث ينبغي التركيز على سلوكيات الجنين وتفاعلاته خلال فترة الرحم وعند ولادته إلى الدنيا لفهم العديد من المسائل المتعلقة بالوفاة وعالم الآخرة.
الأحداث التي تحدث للجنين خلال فترة الحمل تتسبب في حدوث خمسة أنواع مختلفة من الولادة. هذه الأنواع الخمسة تشمل الولادات: “السليمة، والسليمة القوية، والضعيفة، والمريضة، والمعيبة”. تتضمن كل ولادة باستثناء الولادات السليمة والسليمة القوية، عدم التوافق مع ظروف الحياة الدنيوية وبالتالي تنتج عنها معاناة العلاج، والتقييد والعذاب، وفي بعض الحالات نهاية الحياة الدنيوية.
جهنم في رؤية الأستاذ
تنص نظرية الأستاذ محمد شجاعي على أن النفس الإنسانية، لديها الفرصة في رحم الدنيا لتهيئ نفسها للعيش في الآخرة، كما هو الحال مع الجنين في بطن أمه، فهي تخلق أدوات لازمة وتُطوّرها لتحقيق ذلك، لتُولد في الآخرة إما سليمةً أو قويةً. ولكن قد تُواجه النفس الإنسانية ولاداتٍ ضعيفةً أو مريضةً أو معيبةً، ممّا يحرمها من الاستفادة من مرافق الآخرة المتقدمة التي لا حصر لها. ويُطلق على هذا الحرمان من نعيم الآخرة اسم “جهنم”. وبالتالي، تُشير جهنم إلى حالة عدم الانسجام بين الإنسان وإمكانات الجنة وقدراتها اللامحدودة .
من هذا المنظور، لا تهدف جميع تعاليم الدين المُصنّفة تحت أحكام الواجب والمستحب والحرام والمكروه والمباح، إلا إلى تهيئة الظروف الملائمة للإنسان في رحلة حياته الدنيوية بوصفها رحم ثان للإنسان. بقبول الإنسان للدين والتزامه بتعاليمه، يُهيّئ في الواقع الظروف لنموّ بُعده الروحي، حيث أنّه من المقدر له الميلاد بعد بضعة أعوام في الآخرة ومواصلة حياته الأبدية في ذلك العالم.
لذا، يكمن الهدف الرئيسي لتحديد الأحكام الدينية في إثراء الجانب الروحي للإنسان، أو ما يُعرف بالنفخة الإلهية الموجودة في جسد الإنسان.
انعكاس الرؤية التربوية الإنسانية للاستاذ شجاعي في ساحة الصفوف التعليمية
بناءً على ما سبق، ونظرًا لدور الدنيا الأساسيّ في تحقيق السعادة الأبدية للإنسان، فإنّ جميع أفكار الإنسان ومعتقداته، وخياراته، وعلاقاته، وسلوكه، تكتسب معنىً على مدى الأبدية؛ لأنّ كلًّا منها يُساهم في بناء جزءٍ من الآخرة والحياة الأخروية للإنسان. وهكذا، فإنّ كلّ مكوّنٍ وعلاقةٍ يواجهها الإنسان في حياته، بدءًا من التحصيل العلميّ، وكسبِ الرزق، إلى تكوينِ الصداقات، والزواج، وإنجابِ الأبناء، والعبادةِ والتأمّل، وصولًا إلى أمور مثل النومِ والطعام، كلّها ذات أهميّةٍ بالغةٍ، وتُلزم الإنسان باكتسابِ المهاراتِ اللازمةِ للتعاملِ معها بفعاليّة. ولذلك، فقد سعى الأستاذ محمد شجاعيّ طوالَ ثلاثين عامًا مضت إلى عقدِ سلسلةٍ من الدروسِ العامّةِ المجانيّةِ، بهدفِ نشرِ هذهِ المهاراتِ على نطاقٍ واسعٍ بينَ الناسِ.
- تهدف هذه الدورة إلى فهم حقيقة الإنسان، كيانه، مكانه في نظام الخلق، مقصده النهائي، وغيرها من الأسئلة الجوهرية.
- تهدف هذه الدورة إلى التعرف على ألدّ أعداء الإنسان، وهو الشيطان، وتشمل سبب وجود الشيطان، آلية عمله، علامات عداوته للإنسان، كيفية مواجهته، والإجابة على العديد من الأسئلة الأخرى المتعلقة به.
- تنطلق هذه الدورة من فكرة أن أصل الإنسان هو روحه ونفسه، لا جسده المادي. وتماما كما أن للجسم عائلة أرضية، فإن الروح أيضاً لها عائلة. تهدف هذه الدورة إلى التعرف على ذلك.
- تهدف هذه الدورة إلى فهم معايير صحيحة لاختيار زوج مناسب وفهم علم نفس الزواج
- تناقش هذه الدورة أدوار وواجبات الرجل والمرأة في نمو الأسرة وتعزيزها.
- تُعنى هذه الدورة بتعليم مهارات "اقتصادية" و"عاطفية وأخلاقية" و"روحية" لتحسين جودة الحياة.
- تركز هذه الدورة على التربية الفطرية وتنمية القدرات الإنسانية اللامحدودة لدى الطفل.
- تُعرّف هذه الدورة على مفهوم العزة الحقيقية ودورها في الحياة الدنيا والسعادة الأبدية
- تُقدم هذه الدورة تعريفًا للحزن وتأثيره على الحياة الآخرة، وتعرّف على سبل التخلص منه
- تُركز هذه الدورة على دور القلب في تشكيل شخصية الإنسان ودور الأمنيات في توجيهه. وتُعلّم كيفية تنظيم وإدارة الأمنيات بشكل صحيح.
الأنشطة الدولية
بالإضافة إلى الأنشطة المذكورة داخل إيران، لِما تتميّز به أفكار الأستاذ شجاعي من طابع فطريّ وإنسانيّ وشامل، فهو يحظى باهتمامٍ دائمٍ من قِبل مُختلف مجموعات العلماء والباحثين وغيرهم من باحثين عن الحقيقة في أنحاء العالم. ممّا دفعَ الأستاذَ إلى القيامِ بالعديدِ من الأنشطةِ خارجَ إيران، ونذكرُ منها:
- إقامة ورش عمل حول علم الإنسان في خارج البلد للنشطاء الثقافيين والحوزويين والمسلمين في البلدان الأجنبية.
- عقد العديد من المؤتمرات الدولية داخل وخارج البلاد بهدف زيادة المعرفة
- نشر أكثر من 300 ألف مجلد من الكتب والكتيبات والمجلات على الصعيد الدولي.
- إلقاء محاضرات أمام أساتذة الجامعات الأوروبية حول موضوع علم النفس الفلسفي وعلوم التربية (9 دول).
- إلقاء محاضرة حول موضوع معرفة الذات أمام حزب الله في لبنان وسوريا والعراق وروسيا وتركيا والهند.
رسالة إلى شعوب العالم
تناقش هذه الرسائل، أزمة الظلم والبغي التي يعاني منها العالم، وتقدّم حلّاً لهذه الأزمة من خلال الإيمان بالله وانتظار المخلّص الموعود. كما تُوجّه إلى جميع الناس، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو جنسهم وتهدف إلى إيقاظِ الوعي لدى الناس وإلهامهم للعمل من أجل التغيير وأن تحفّزهم على الإيمان بِالأمل والعمل من أجل خلاص البشرية.
رقم الرسالة: 7
رقم الرسالة: 6
رقم الرسالة: 5
رقم الرسالة: 4
رقم الرسالة: 3
رقم الرسالة: 2
رقم الرسالة: 1
مؤلفات الأستاذ محمد شجاعي:
المصالحة مع الإمام المهديّ عليه السلام
ضرورة معرفة الذات والدراسات الإنسانية.
المُعزّي الحقيقيّ: درجات الخمس في سلوك المُعزّي
الفرد والمجتمع الساميّ: وصايا الإمام الرّضا عليه السلام للشيعة، نقلاً عن السيد عبدالعظيم الحسني سلام الله عليه.
الدرّ والصدف: بحث دينيّ اجتماعيّ سياسيّ حول الحجاب.
الصلوات: الذكر الأعظم
انعكاس النور: ترجمة وشرح مُختصر لخطبة الإمام الرّضا عليه السلام التوحيدية.
الأربعين: ملحمة الظهور.
بشارات الأربعين.
المُصلح المُختار.
شعاع من أسرار الصوم.
قتيل العبرات: الإمام الحسين عليه السلام في مرآة الأحاديث وكلمات كبار أهل السنة.
الثورة الإيرانية ومستقبل العالم.
سيدة الكرامة.
هناك موارد أخرى متنوعة من موضوعات دروس الأستاذ شجاعي وبحوثه في مختلف المجالات منها: المعتقدات وأسلوب الحياة الإنسانية؛ مثل “شرح زيارة الجامعة الكبيرة” و”شرح زيارة عاشوراء” و”الكسل والضجر” و”الصمت والجدل” وغيرها الكثير، فنكتفي بذكر بعضها ونحيل القراء الكرام إلى هذه الصفحة (الرابط) لمعرفة المزيد عن هذه الدروس والدورات.