يوم ظهور الموعود، يومُ لقاء “التجلي الأعظم لله على الأرض”

  1. Home
  2. فيديو
  3. يوم ظهور الموعود، يومُ لقاء “التجلي الأعظم لله على الأرض”

يوم ظهور الموعود، يومُ لقاء “التجلي الأعظم لله على الأرض”

يقول الله تعالى في سورة الجاثية في الآية 14: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ يُشير القرآن الكريم إلى “أيام الله” في العديد من الآيات. كما جاء في سورة إبراهيم، الآية 5: “و ذکّرهم بأیّام الله إنّ فی ذلک لآیات لکلّ صبّارٍ شَکور”،  أمر الله تعالى رسله أن يُذكّروا الناسَ بأيّام الله، وهي الأيّام التي يُظهر الله تعالى فيها نفسه على عباده ظهورًا. إنّ يوم الله، كما أوضحه العلامة الطباطبائي رحمه الله، هو يومٌ عظيمٌ يتجلى فيه الله تعالى وفي ذلك اليوم يواجه الناسُ أعلى تجليات الله وأعظم مظاهره. لن يظهر الله على وجه الأرض وفي تاريخها، يومًا مثل اليوم الذي سيظهر فيه الموعود ويسود دين الله. في ذلك اليوم، سيُظهر الله تعالى قدرته، ورحمته، وحكمته، بشكلٍ لم يُظهره من قبل. فإنّ يوم ظهور الموعود، هو  المظهر الأعلى ليوم الله في الدنيا. وهذا اليوم آيةٌ للصابرين الشاكرين؛ ليتذكر المرء تلك الأيام التي من المقرر أن يحل فيها يوم الله، أي اليوم الذي يظهر الله فيه بكامل قوته، وحكمته، ورحمته، فسترى الناس في ذلك اليوم حقيقة الله بأعينهم. مع هذا الظهور، ستُظهر عظمة الله بشكلٍ جليٍّ، وستُتاح للناس فرصة التواصل معه بشكلٍ أعمق.

وفقًا لقول الإمام الباقر عليه السلام، إنّ أحد مصاديق “أيام الله” هو يوم ظهور القائم وقيامه. ((الخصال، ج۱، ص۱۰۸)

تُوضّح الآية 14 من سورة الجاثية، مفهوم يوم الله بشكلٍ جليٍّ: :«قل للذین امنوا یغفروا للذین لایرجون أیّام الله لیجزی قوماً بما کانوا یکسبون». أي يجب على المؤمنين أن يتحملوا أولئك الذين لا يرجون ذلك المستقبل ويرتكبون الخطايا والجرائم والظلم، بل يجب عليهم الصبر. “يغفروا”:  أي لا يجب عليكم السعي للانتقام منهم.

“يوم الله” هو اليوم الذي تبلغ فيه آيات الله ذروته، ويحصل فيه البشر على أعلى درجات معرفة الله. يوم ظهور المنقذ هو أبرز مظهر لـ “يوم الله”.

• «قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ» (الجاثیه، ۱۴)
• «وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ» (ابراهیم، ۵)
• و قوله: «وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ‏»(ابراهیم،5) لا شك أن المراد بها أيام خاصة، و نسبة أيام خاصة إلى الله سبحانه مع كون جميع الأيام و كل الأشياء له تعالى ليست إلا لظهور أمره تعالى فيها ظهورا لا يبقى معه لغيره ظهور، فهي الأزمنة و الظروف التي ظهرت أو سيظهر فيها أمره تعالى و آيات وحدانيته و سلطنته كيوم الموت الذي يظهر فيه سلطان الآخرة و تسقط فيه الأسباب الدنيوية عن التأثير، و يوم القيامة الذي لا يملك فيه نفس لنفس شيئا و الأمر يومئذ لله، و كالأيام التي أهلك الله فيها قوم نوح و عاد و ثمود فإن هذه و أمثالها أيام ظهر فيها الغلبة و القهر الإلهيان و أن العزة لله جميعا. و يمكن أن يكون منها أيام ظهرت فيها النعم الإلهية ظهورا ليس فيه لغيره تعالى صنع كيوم خروج نوح (ع) و أصحابه من السفينة بسلام من الله و بركات و يوم إنجاء إبراهيم من النار و غيرهما فإنها أيضا كسوابقها لا نسبة لها في الحقيقة إلى غيره تعالى فهي أيام الله منسوبة إليه كما ينسب الأيام إلى الأمم و الأقوام و منه أيام العرب كيوم ذي قار و يوم فجار و يوم بغاث و غير ذلك. (الميزان في تفسير القرآن، العلامة الطباطبائي، ج‏12، ص 18)
• الإمام الباقر علیه السلام: «أَيَّامُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثَلاَثَةٌ يَوْمَ يَقُومُ اَلْقَائِمُ وَ يَوْمَ اَلْكَرَّةِ وَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ.» (الخصال، ج۱، ص۱۰۸)
• «بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» (هود، ۸۶)
• الإمام الباقر علیه السلام: «…فَعِنْدَ ذَلِكَ خُرُوجُ قَائِمِنَا فَإِذَا خَرَجَ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى اَلْكَعْبَةِ وَ اِجْتَمَعَ إِلَيْهِ ثَلاَثُمِائَةٍ وَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً وَ أَوَّلُ مَا يَنْطِقُ بِهِ هَذِهِ اَلْآيَةُ: بَقِيَّتُ اَللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا بَقِيَّةُ اَللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ خَلِيفَتُهُ وَ حُجَّتُهُ عَلَيْكُمْ فَلاَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ مُسَلِّمٌ إِلاَّ قَالَ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اَللَّهِ فِي أَرْضِهِ فَإِذَا اِجْتَمَعَ إِلَيْهِ اَلْعِقْدُ وَ هُوَ عَشَرَةُ آلاَفِ رَجُلٍ خَرَجَ فَلاَ يَبْقَى فِي اَلْأَرْضِ مَعْبُودٌ دُونَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ صَنَمٍ وَ وَثَنٍ وَ غَيْرِهِ إِلاَّ وَقَعَتْ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَ وَ ذَلِكَ بَعْدَ غَيْبَةٍ طَوِيلَةٍ لِيَعْلَمَ اَللَّهُ مَنْ يُطِيعُهُ بِالْغَيْبِ وَ يُؤْمِنُ بِهِ.» (کمال الدین، ج۱، ص۳۳۰)

تعليقات المستخدم

بعض التعليقات من مستخدمينا حول هذا الفيديو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *