يقول الله تعالى في سورة الجاثية في الآية 14: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ يُشير القرآن الكريم إلى “أيام الله” في العديد من الآيات. كما جاء في سورة إبراهيم، الآية 5: “و ذکّرهم بأیّام الله إنّ فی ذلک لآیات لکلّ صبّارٍ شَکور”، أمر الله تعالى رسله أن يُذكّروا الناسَ بأيّام الله، وهي الأيّام التي يُظهر الله تعالى فيها نفسه على عباده ظهورًا. إنّ يوم الله، كما أوضحه العلامة الطباطبائي رحمه الله، هو يومٌ عظيمٌ يتجلى فيه الله تعالى وفي ذلك اليوم يواجه الناسُ أعلى تجليات الله وأعظم مظاهره. لن يظهر الله على وجه الأرض وفي تاريخها، يومًا مثل اليوم الذي سيظهر فيه الموعود ويسود دين الله. في ذلك اليوم، سيُظهر الله تعالى قدرته، ورحمته، وحكمته، بشكلٍ لم يُظهره من قبل. فإنّ يوم ظهور الموعود، هو المظهر الأعلى ليوم الله في الدنيا. وهذا اليوم آيةٌ للصابرين الشاكرين؛ ليتذكر المرء تلك الأيام التي من المقرر أن يحل فيها يوم الله، أي اليوم الذي يظهر الله فيه بكامل قوته، وحكمته، ورحمته، فسترى الناس في ذلك اليوم حقيقة الله بأعينهم. مع هذا الظهور، ستُظهر عظمة الله بشكلٍ جليٍّ، وستُتاح للناس فرصة التواصل معه بشكلٍ أعمق.
وفقًا لقول الإمام الباقر عليه السلام، إنّ أحد مصاديق “أيام الله” هو يوم ظهور القائم وقيامه. ((الخصال، ج۱، ص۱۰۸)
تُوضّح الآية 14 من سورة الجاثية، مفهوم يوم الله بشكلٍ جليٍّ: :«قل للذین امنوا یغفروا للذین لایرجون أیّام الله لیجزی قوماً بما کانوا یکسبون». أي يجب على المؤمنين أن يتحملوا أولئك الذين لا يرجون ذلك المستقبل ويرتكبون الخطايا والجرائم والظلم، بل يجب عليهم الصبر. “يغفروا”: أي لا يجب عليكم السعي للانتقام منهم.