Search
Close this search box.
  1. بيت
  2. شرط
  3. ما هو الهدف من خلق الإنسان؟ لماذا خلق الله الإنسان؟

ما هو الهدف من خلق الإنسان؟ لماذا خلق الله الإنسان؟

الهدف من خلق الإنسان وسُبل الوصول اليه

إلى جانب رحلة الغوص في أعماق الذات، وفهم مراتب الوجود الإنساني، تبرز مسألةٌ أخرى ذات أهميةٍ بالغةٍ في سياق رحلة معرفة النفس، ألا وهي “هدف الخلق”. فالإنسان، بوصفه محور الخلق ومركز الكون، يتبوّأ مكانة فريدة في نظام الوجود. فکل ما في السماوات والأرض، من مخلوقاتٍ دقيقةٍ تحت سطح البحار، إلى الكواكب والمجرات، وصولًا إلى الملائكة والشياطين، كلّها خُلقت لخدمة الإنسان واحتياجاته، وانسجامًا مع بنيته الوجودية الفريدة. إنّ مكانةَ الإنسان في نظام الخلق تُعدّ جوهريةً وحاسمةً لدرجة أنّ إزالته من خارطة الوجود، ولو للحظةٍ واحدةٍ، ستُفقد كلّ شيءٍ معناه وقيمتَه.

عندما نُدرك عظمة مكانة الإنسان في هذا الكون، يتبادر إلى أذهاننا سؤال جوهريٌّ: ما هو هدف خلقتنا؟ فما معنى أن يُمنح الإنسانُ هذا العالم الفسيح بكلّ ما فيه من عجائبٍ وكنوزٍ، ليقتصر وجوده على الطعام والنوم وتكوين العائلة والنشاط الاجتماعيّ، ثمّ يرحل عن الدنيا تاركًا وراءه سلسلةً من الأيام المتكرّرة؟ هل حقًّا خُلِق هذا الكونُ العظيم، الذي ما زال العلماءُ على الرغم من قرونٍ من البحث عاجزين عن فهم خبايا ذرّاته، لمثل هذه الأهداف البسيطة والسطحية؟

تعدّ هذه الأسئلة من أهمّ الأسئلة التي يواجهها الإنسان في رحلة حياته، وقد يُؤدّي عدم إيجاد إجابات مرضيةٍ لها إلى شعورٍ بالفراغ واللا معنى، ولجوء البعض إلى سلوكياتٍ مدمّرةٍ مثل الانتحار. فالإنسان بطبعه كائنٌ مُفكّرٌ وسائل يبحث عن معنىً وراء كل ما يحيطُ به ويريد تفسيرًا منطقيًّا لكل ما يحدث من حوله. وهل يوجد حدثٌ أعظم وأهمّ من وجوده في هذا العالم؟ إنه أصلُ العديد من الأسئلة والأحداث.

 

ما هو هدف خلق الإنسان؟

ما هو هدف خلق الإنسان وسبب وجوده في هذا العالم؟ للبحث عن إجابة لهذا السؤال المهم، لا بدّ من العودة مرة أخرى إلى تعريف الإنسان. لقد قلنا إنّ الإنسان يمتلك خمس مراتب ومناحي وجودية، ويشترك مع باقي المخلوقات في الأربع مراتب الأولى، وهي مراتب جمادية ونباتية وحيوانية وعقلية، بينما تُعدّ المرتبة الخامسة فقط هي مرتبةٌ خاصةٌ به. وبعبارة أخرى، يمتلك الإنسان جميع الكمالات الجمادية والنباتية والحيوانية والعقلية، ويحبّها جميعًا؛ لكن ما يجعل الإنسان إنسانًا وأشرف المخلوقات هو كمالات المرتبة الخامسة والمحبوب المرتبط بهذه المرتبة.

يحملُ الإنسانُ في مرتبة خامسة من كيانهِ شوقًا عميقًا للكمال المطلق واللانهاية وهو الذات الإلهية المقدّسة. يُعدّ هذا الشوق للكمال المطلق مترسخًا في بنية الخلق وأصله، حينما نفخ الله في الإنسان من روحه، مُودعًا فيه جميع صفاته الكاملة وأسمائه الجليلة. قبل أن يطأَ الإنسان بقدمه على هذه الأرض، عاش تجربة اللانهاية المطلقة متّحدًا مع الذات الإلهية. ولكن، عند انتقاله إلى عالم الأرض المحدود، واجه الإنسان صعوبة في التأقلم مع هذه الحدود، وشعر بنقص عميق ناتج عن ابتعاده عن الكمال المطلق الذي كان يعيشه. لهذا السبب، يُكافح الإنسان في هذه الحياة سعيا وراء تحقيق الكمال المطلق، مُحاولًا استعادة تلك الحالة السامية التي عاشها قبل وجوده على الأرض. يتوق الإنسان إلى تجربة جميع مظاهر الكمال التي ذاقها في رحلة وجوده، من متعةٍ وقوةٍ وشعبيةٍ وجمالٍ وثروةٍ. كما أنه يسعى جاهدًا لتفعيل القدرات الكامنة في داخله، والتي أودعها اللهُ فيه على هيئة أسمائه وصفاته، مُتطلّعًا إلى الوصول إلى المكانة الرفيعة التي خُلقَ من أجلها.

إنّ خاصية العشق سحر يجذب العاشق إلى حضن المعشوق والاتحاد به. تأمل شهوتك للطعام حين الجوع، كيف تتجه بشغفٍ وشهوةٍ عارمةٍ نحو طعامك، بوصفه حبيبك وزوجك في قسمك النباتيّ من الوجود! تذكّر أيضًا تلك الرغبة المُلحّة في إقامة علاقةٍ عاطفيةٍ عميقةٍ ودافئةٍ مع شريك حياتك كمحبوبك في القسم الحيواني من الوجود، كيف تهمل كل الأعمال المهمة لتخصص دقائق في خلوتكما. هكذا هو الأمر في علاقة الإنسان بالله. فالإنسان في بعده الإنساني عاشق لله، يسعى بفطرة ونزعة فطرية إلى الوحدة معه، يرنو إلى أن تصبح كمالات الله اللانهائية جزءًا من وجوده، وأن يتحول إلى مظهر كامل لله على الأرض. هذا هو الهدف الذي جاء الإنسان من أجله إلى هذه الأرض. و يمكن القول باختصار: إن هدف خلق الإنسان هو الوصول إلى مقام الخلافة الإلهية من خلال تجلي أسماء الله وصفاته في وجوده. السؤال الآن هو: كيف يمكن للإنسان أن ينال هذا المقام؟

 

طريق العبودية: مسار الوصول إلى هدف الخلق

لقد حوى القرآن الكريم في آية واحدة مجمل قصة الخلق وغاية خلق الإنسان، فقال تعالى: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”(الذّاريات: 56). وقد أخطأ بعض المفسرين في تفسير هذه الآية، فاعتبروا “لِيَعْبُدُونِ” مرادفة للعبادة. وهذا التفسير خاطئ، فـ”لِيَعْبُدُونِ” ليست بمعنى العبادة، بل هي بمعنى العبودية.

العبودية مرتبة أسمى من العبادة بكثير. العبودية هي بمعنى الرّقّ. والعبد هو من لا يرى ذاته أمام مولاه، فهو مطيع محض لمولاه، ويُنفّذ أوامره دون أيّ سؤالٍ أو تردّدٍ. وتُمثّل العبودية في الحقيقة تيارًا تربويًّا تكوينيًّا، يقف فيه العبد على أحد طرفيه، بينما يقف المولى والمُربّي على الطرف الآخر. فعندما استخدم الله تعالى كلمة” لِيَعْبُدُونِ” في الآية الكريمة، أشار بذلك إلى شأن ربوبيته كمُربٍّ، واستخرج من هذه الكلمة اسم ربّه. فـ”الرّبّ” هو المالك الذي يدبّر شؤون الإنسان والعالم. والله تعالى هو ربّنا، أيْ أنّ تربيتنا بيده، وهو المُربّي الوحيد لنا لبلوغ هدف خلقتنا.

ليست العبودية مفهومًا غريبًا، بلْ هي أمرٌ مألوفٌ نعرفه جميعًا ونمارسه في حياتنا اليومية. فما يحدث في النادي الرياضيّ أو المدرسة هو تجسيدٌ حقيقيٌّ للعبودية. فعندما يدرك الإنسان موهبة كامنة في نفسه أو من حوله، فإنّ أول خطوةٍ يخطوها هي الالتحاق بالنادي أو المدرسة. فهناك يصبح الفرد تلميذا ومُتدربًا أمام مُعلّمٍ خبيرٍ وحاذقٍ، حيث يُقدّم له المُعلّم تمارين مُتنوّعة ويعمل على تنمية مواهبه الكامنة، ليساعده على إظهارها وإبرازها. أهمّ ما يفعله المعلّم هو نقْل كمالاته إلى تلميذه، بحيثُ يتحوّل التلميذ الذي كان في البداية لا يفقه شيئًا إلى مُعلّمٍ کامل.

ولكن من البديهي أنّه لن يصل كلّ التلاميذ إلى مرتبة المُعلّم. فما يميّز التلميذ الذي يصلُ إلى هذه المرتبة، هو مدى عبوديّته وانقياده للمعلّم. فكلّما كان التلميذ أكثر تواضعًا وخضوعًا وانصياعًا للمُعلّم، زادتْ فرصه في النموّ والتقدّم. أمّا التلاميذ الذين لا ينصاعون للأوامر، حتى لو كان لديهم أفضل معلّم العالم، فلنْ يصلوا إلى أيّ مرتبةٍ من الكمال.

عندما يتحدث الله تعالى عن العبودية كأهم هدف من خلق الإنسان، يريد أن يلقي الإنسان هذه الرسالة: يا أيّها الإنسان! لقد خلقتك على مثال نفسي، أطعني فيما أمرتُك، لكي تظهر فيك كل أسمائي وصفاتي التي أودعتُها فيك، وتصبح صاحب تلك الكمالات التي أتمتع بها. إذا أدرك الإنسان مفهوم العبودية وما تخفيه من نتائج باهرة، فسيفهم بسهولة علل الشرائع الإلهية وأوامر الله ونواهيه، ولن يثقل عليه أداء تكاليف مثل الصلاة والحجاب والخمس والصوم والجهاد وغيرها، لأنه يعلم أن امتثاله للأوامر الإلهية سيوصله إلى مقام لا يستطيع الوصول إليه أي مخلوق آخر، حتى الملائكة.

وهذا هو مجمل قصة الخلق وغاية خلق الإنسان. فإنّ حب الله يحرك الإنسان لجذب الكمالات اللانهائية والأسماء والصفات الإلهية، مما يجعله يتشبه بالله شيئًا فشيئًا، ويوصله إلى مقام الخلافة الإلهية ونيابة الله على الأرض.

 

هذه الآية عظيمة جدًّا، وإذا أدرك الإنسان معناها الحقيقي، سيفهم هدف خلقه، وسيفرح ويرقص من شدة السعادة بالمكانة التي خصصها الله له في نظام الخلق.

المقالة التالية:

المشارکة

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *