Search
Close this search box.
  1. بيت
  2. شرط
  3. استحالة خلق الإنسان قبل الإمام المعصوم: دراسة فلسفية

استحالة خلق الإنسان قبل الإمام المعصوم: دراسة فلسفية

لماذا یستحیل خلق الإنسان قبل الإمام المعصوم ؟كيف كانت مراحل الخلق؟

لماذا من المستحيل أن یخلق إنسان قبل الإمام؟  لماذا خلق الله الإنسان؟  ما هو أول مخلوق لله؟  كيف حدثت مراحل خلق العالم؟ هذه أسئلة مشتركة بين جميع البشر، و قد أجاب عليها جميع الأديان. تقدّم القصص الأسطورية والحكايات الدينية المختلفة تفسيراتٍ متباينةً لمراحل الخلق وأسبابه وأهدافه؛  تفسيراتٌ يميل الكثير منها إلى الأساطير، ولا تقنع العقل المنطقي للإنسان. وفي الوقت نفسه، لكنّ الإسلام يقدّم إجابةً مختلفةً تمامًا، فهو يعتقد باستحالة خلق الإنسان قبل الإمام المعصوم، وبناءً على ذلك، يصف مراحل الخلق بطريقةٍ مختلفةٍ تمامًا.

ولعلّ إجابةَ سؤالِ “لِمَ يستحيل من منظور الإسلام، خَلقُ الإنسان قبل الإمام والمربی المعصوم؟” تكمن في تفسير الإسلام لغاية الخلق. فقد حدّد الإسلام غاية محدّدة لخلق الإنسان، وهي التشبّه بالله تعالى والارتقاء إلى مرتبة الكائن اللّامتناهي والمطلق. إنّ السّعي من محدوديّة القوّة نحو اللّامتناهي والوصول إلى الفعل، غاية تتناغم مع طبيعة الإنسان الساعية إلى اللّامتناهي. ولكن كيف تُفسّر آيات القرآن الكريم مراحل الخَلق والتكوين؟

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الرَّحْمَنُ ﴿۱﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿۲﴾ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴿۳﴾

تفصح آيات سورة الرّحمن المباركة في مطلعها عن خلق القرآن الكريم قبلَ خلق الإنسان. فإذا لم يكن ثمة إنسانٌ في ذلك الوقت، فإلى مَنْ عَلّم الله القرآن إذنْ؟ لعلّنا نجد إجابة لأحد أقدم أسئلة الإنسان، لو تأمّلنا تفسير هذه الآية بدقةٍ، وسلكنا هذا المسار على ضوءِ ما استخرجناه من أنفسنا حتى الآن.

 

ضرورة المرشد في رحلة السير

تؤكّد الفلسفة الإسلاميّة على استحالة خلق الإنسان قبل الإمام المعصوم، مشّبهًا ذلك ببناء جامعةٍ دون التفكير في مقرّراتها ودروسها، ودون تعيين أستاذٍ يلقّيها. فلو خُلق الإنسان قبل الإمام المعصوم، لكان عالمنا أشبه بجامعةٍ بلا معلّم، وهو ما يتناقض مع حكمة الله تعالى.

فكما تشيرُ إلى ذلك آيات سورة الرّحمن المباركة، فقد خُلقَتْ مفاهيم الدّروس في جامعة العالم وأساتذته قبل خلق الإنسان، ولم يأت الإنسان إلّا بعد ذلك. ولكن لماذا؟

سبق لنا أنْ بيّنّا في مقالاتٍ سابقةٍ أنّ الله هو الوجود الجاري في كلّ شيءٍ، لكنّنا لا نستطيع التواصل مع الوجود المطلق اللامتناهي، ولا نستطيع معرفته. ففي الحقيقة، لا نملك القدرة على التّواصل مع الكمال المطلق إلّا إذا تجلّى وظهر في صورةٍ أو تجسّد في مثالٍ. لذلك، خلق الله في تجلّيه الأول أسمى نموذجٍ لنفسه، ومنحه جميع كمالات وجوده. فصار المثل الأعلى، خليفة الله أو نور محمدٍ صلى الله عليه وسلم، أتمّ نموذجٍ لأسماء الله وصفاته، ولم يكنْ يختلف عن الله إلّا في كونه غير قائمٍ بذاته.

وبالتالي، فإنّ سبب استحالة خلق الإنسان قبل الإمام من منظور الإسلام هو الهدفُ والوظيفةُ التي حدّدها للإنسان. فالإنسان، من وجهة نظر الإسلام، خُلق ليتشبّه بالله، ويحتاج لتحقيق هذا الهدف، إلى مثالٍ ملموسٍ يمكنه فهمه وإدراكه من صفات الله. وهذا المثال هو المثل الأعلى أو الإمام المعصوم الذي خُلق قبل الإنسان. في الواقع، لقد مهّد الله قبل خلق الإنسان كلّ ما يلزم لحياة الإنسان.

يبدأ الخلق باسم الرحمن وهو أقوى الأسماء وأشملها، ويحتوي على جميع الأسماء بعد اسم الله.

ففي مراحل الخلق، خلق الله تعالى خليفة الله أو تجلّيه الأعلى أوّلا، ثمّ خلق باقي الموجودات والعوالم الأخرى تباعًا، من وجود مثل الأعلى وكيانه. فبعد خلق المثل الأعلى، جاءَ الجبروت والملكوت والطبيعة أو الناسوت، عالمًا بعد عالمٍ، وكلٌّ منها خلاصة وجوهرٌ للعالم الذي قبله. حتى وصلَ المثلُ الأعلى إلى أعلى منزلةٍ، بينما احتلت الطبيعة أو الدنيا أدنى مكانٍ.

عندما ندخل الی هذا العالم نواجه شتّى الأسئلة حول كيفيّة مراحل الخلق، وبطبيعة الحال، لا نستطيع الإجابة على الكثير منها بوجودنا الماديّ المحدود. ولا تفسّر هذه الأسئلة وتشرح إلّا من قِبل خالقنا وصانعنا، في ظلّ الأخذ بعين الاعتبار البُعد اللّامحدود والحياة التي عشناها قبل دخولنا إلى الدنيا، والعودة بعدها إلى الآخرة. من هذه الأسئلة: من أين أتيت؟ كيف كانت مراحل خلقي قبل دخولي إلى هذا العالم، وما هي كيفيّتها؟ من أين ينبع أصلي وجذري وحقيقتي؟ ما هي احتياجاتي في عالم الدنيا؟ وكيف صمّم الله تعالى مسار وصولي إلى السعادة؟

 

الحاجة إلى المربي في مسير الحركة

إن حقيقتنا مأخوذة من المثل الاعلى، و تسافر روحنا اللانهائية قبل دخولها إلى العالم واستقرارها في الجسد عبر كل هذه العوالم من الجبروت إلى الملكوت ومن ثم إلى عالم الطبيعة.  تحتاج النفس التي تنتمي إلى جسدنا إلى أن تخضع لمختلف الاختبارات والتحديات والظروف في هذا العالم وأن تحول أسمائها والصفات الموجودة بالقوة إلى أسماء فعلية، حتى تسلك مسار العودة إلى عالم الآخرة وأصلها وجذورها بسلامة. وفي هذه الأثناء، لا تقتضي رحمة الله اللّامتناهية التي رصد لنا أعلى المراتب، أنْ يتركنا في هذا المسار الخطِر والمجهول دون مربٍّ وبرامج وخرائط طريقٍ وأساليب حياةٍ.  ولهذا فانه جعل خلقه الأول خليفته، لكي يرشدنا إلى هدف خلقنا، وهو التشبه به واكتساب أسمائه وصفاته، كمعلم.  ولذلك فإن خلق البشر قبل الإمام المعصوم غير ممكن.

کون خليفة الله معلمنا هو لیس فقط مجرد نموذج لنوعنا وصورتنا، بل من المفترض أن يرفعنا إلى مقام الخلافة الإلهية ويوصلنا إلى مقامه.  ولذلك فإن حاجتنا إلى خليفة الله باعتباره الذي يعلم ويمهد طريق تشبهنا به، هي من أول وأهم الاحتياجات.  نحتاج إلى مرشد وخبير متخصص في كل جوانب وجودنا، وربما لا نشعر بهذه الضرورة في أمورنا الدنيوية بسبب إلمامنا بظروف الحياة المادية، أي أننا نعتقد أن هذه الحاجة يمكن حلها بالذهاب إلى الجامعة والدراسة، ولكنْ بلوغنا هدفَ الخلق لا شكّ أنّه غير ممكنٍ دون وجود مرشدٍ وخليفة الله.

في الجانب الإنساني من وجودنا، نحتاج بالتأكيد إلى أسلوب حياة إلهي، وإلى إمام معصوم ومربٍّ ينظّم مسيرتنا نحو الهدف.  عندما لا نكون على دراية بالغرض من خلقنا، فإن رموز القرآن حول مراحل خلق الإنسان ليست مفهومة و غیر مهمة للغاية بالنسبة لنا. الإنسان الذي يعرف نفسه في الحياة الدنيا المحدودة لا يشعر بالحاجة إلى متخصص معصوم، ومسألة لماذا لا يمكن خلق الإنسان قبل الإمام لا تثير في ذهنه سؤالاً.  بینما أن هذا السؤال الذي يبدو بسيطا يمكن أن يكشف عن مراحل خلق العالم وأسس الفكر الشيعي. فكما أنّ الفصل الدراسيّ لا قيمة له دون معلّمه، ولا يمكن للطالب أنْ يختار جامعة دون معلّمين، ولا يذهب إلى مستشفى دون طبيبٍ، فكذلك فإنّ عالم الخلق بحاجةٍ إلى مُعلّمٍ مربٍّ ومعصومٍ، ولا معنى له دون وجود الإنسان الكامل وحجّة الله على الأرضِ

 

 تعليم القرآن قبل خلق الإنسان

إنّ بنية الخلق، بدءًا منْ مراحل الخلق حتّى بنية وجود كلّ مخلوقٍ، هي بنية رياضيّة كاملة. وبناء على ذلك، يمكننا الآن  الاجابة  على السؤال الذي طرحناه في البداية.  إن لم يكن قد خُلق الإنسان بعدُ، فإلى منْ علّم اللهُ القرآنَ؟ ولماذا لم يُخلقْ الإنس قبل الإمام كما ذكرنا سابقًا، فقد نشأَ وجودنا كبشرٍ منْ المثل الأعلى ونور محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وتعلّق بأجسادنا بعد أنْ مرّ عبر عوالم مختلفةٍ. لقد رسم الله خريطة الطريق لحياتنا قبل خلقنا وعلمها لخليفة الله أو مثله الأعلى. بمعنى أنّ اللهَ تعالى قدْ حدّد هدفًا لخلقنا، وهو الوصول إلى أسماء الله وصفاته أو التشبه به تعالى. وبما أنّ سلوك هذا الطريق بشكلٍ صحيحٍ لا يمكن تحقيقه بمفردنا، فقد خلق الله تعالى في أوّل تجلٍّ له مربّينا، أيّ المثل الأعلى، وعلّمه كل ما یحتاج إليه لهدايتنا. ثمّ خلَقَنا وباقي المخلوقات في مراحل لاحقةٍ من هذا النموذج الأعلى من نفسه. لقد علّم الله تعالى القرآن الكريم، وهو خريطة طريقنا وما نحتاجه في طريق الوصول إلى الله تعالى والتشبه بأسمائه وصفاته، إلى المثل الأعلى قبل خلقنا.

 

المقالة التالية:

المشارکة

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *