تؤكد جميع الأديان على بعض المفاهيم المشتركة مثل مفهوم الخلق ووجود الله، وتبرز شخصيات عظيمة مثل الأنبياء والرسل كوسطاء بين الله والإنسان. لكن الموضوع المشترك الذي نستعرضه بشكل خاص هو وجود مستقبل مشرق للعالم، حيث تسود فيه القيم النبيلة والعدالة والسلام ويزدهر فيه الخير والسعادة.
تبشر جميع الأديان بانتصار الخير والنور والحق في نهاية المطاف على الكرة الأرضية، وتتفق على وجود منقذ يملأ الأرض سلامًا وصفاءً وعدلاً ويطلق عليه في التعاليم الدينية اسم “القائم”، وهو شخصية مشتركة بين الأديان، والذي سيأتي ليحكم العالم بالعدل والسلام والحق.
يُخصِّص القرآن الكريم عددًا كبيرًا من الآيات للحديث عن المستقبل والمنقذ الموعود، مما يبرز أهمية هذا الموضوع في العقيدة الإسلامية. وفي ضوء التعاليم النبوية، تجدر الإشارة إلى أكثر من ستة آلاف حديث شريف يتفق فيها جميع المذاهب الإسلامية على مفهوم المستقبل والمخلص الموعود، ورغم وجود بعض الاختلافات في التفاصيل حول هويته، فإنهم يتفقون على أنه سيظهر ليحكم العالم بدين الحق.