قال الله تعالى فی سورة يونس، الآية 20:”وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ”. قال الإمام الصادق(ع): الغيب هو ظهور القائم وموعده بيد الله(بحارالانوار، ج۵۲، ص۱۲۴)، وفي سياق قريب من الآيات التي قرأناها، يقول الله تعالى في سورة الأنعام، الآية 158: ﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ….. قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ﴾
قال الإمام الصادق(ع) في شرح اليوم الذي “لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا”، إنّه يوم ظهور القائم والذي لن يكون هناك فیه مجالٌ للايمان، وسيُصبح الإيمان بلا فائدة. ولکن هناك حكمة جميلة تتمثل في حدوث الصيحة السماوية قبل ظهور الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف). يُعدّ هذا تجلّيًا رائعًا من رحمة الله تعالى بعباده، حيث يمنحهم فرصةً ذهبية للتوبة والعودة إلى الله قبل أن يصبح ذلك مستحيلًا بعد ظهور المنجي. فيا له من لطف إلهيّ، يطلب من خلال رحمته من الباحثين عن الفهم ليفهموا، ومن الراغبين في التوبة ليتوبوا.
کما نجد هذا المعني في (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً، وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) : سورة الطارق- الآيات 17-15 إذ روى عن الإمام الصادق (ع) أنّ المقصود من إعطاء الفرصة للكافرين هو إمهالهم إلى زمن ظهور القائم.(علل الشرائع، ج۱، ص۱۴۷) إنّ هذا الإمهال هو نفسه دليلٌ على رحمة الله تعالى ومحبته لعباده، لكي يعود إلى الله من كان لديه الاستعداد والتوبة، لأنّه بعد الظهور لن يكون هناك فرصة للتوبة. ومن ناحيةٍ أخرى، قد يُولد فی هذه الفترة من نسل الكافرين أولاد صالحون مؤمنون.