الرسالة الثانیة
أكبر حاجز أمام ظهور موعود الأديان و منجي العالم هو نفس القادة الظلمة المتغطرسين ذوو ثقافات مدمرة الذین قد حكموا العالم.
إن سعادة شعوب العالم في أن یحکم الله و منجي العالم علیهم وحسب و أن يوصلا جميع شعوب العالم إلى سعادة الدنيا و الآخرة من خلال تطبيق قوانين الله الواهبة للحياة.
لا أحد له الحق في حكم العالم و إدارة البشر الا لموعود الأديان و منجي العالم. فقد إنتظرنا هذا المنجي الموعود منذ قرون.
هو ينتظرنا کي نستنتج أنه لا يمكننا الإعتماد على السياسيين الفاسدين الجهلاء لتحقيق السلام العالمي و السعادة الدائمة.
هو ينتظرنا لنفهم أنه لا یمکننا تحقیق السلام العالمي و السعادة و الهدوء الدائمین من خلال المدارس و الإستراتيجيات البشرية المليئة بالجهل و التعصب و الأنانية.
هو ينتظرنا حتی نعود إليه و نسأل الله العظیم الرحیم أن یأذن في ظهوره.
لا يمكننا أن نمهد الطريق لظهور موعود الأديان و حکم منجینا دون تعاطف و وحدة عالمية. فيجب علينا أن نتخلى عن التحيزات و الإختلافات العرقية و الدينية و نكسر قيود التقييد و نطلب أبانا السماوي و خلیفة الله في أرضه بحب عالمي لجمیع الناس علی وجه المعمورة و من صمیم قلوبنا.
يا أهل العالم! طالما كانت لدينا خلافات عرقية و دينية، فيتم توظيفنا من قبل الحكام الفاسدين الظلمة.
لطالما كان هناك خلافات، و أنانية، و إنعدام الحب لبعضنا البعض، فنحن جميعاً خدام الشيطان، و لن نستحق في هذه الحالة قيادة خلیفة الله في أرضه. تعني الإختلافات العرقية و الدينية أننا لا نسعى عملياً إلى السلام العالمي؛ هذا يعني أننا لا نريد أن يظهر رسول السلام الإلهي و أننا لسنا مستعدين لمجيئه. بينما هو قائد كل الأرض و مرشد جميع شعوب العالم.
إنه أبونا جميعا و هو لنا کلنا، و بقیة الله لإنقاذ العالم. فلذلك يجب علينا أن نحب جميع الناس في العالم الذين هم أولاده.
فکم هو جمیل أن ندعو و نقول: اللهم أغن کل فقیر!
اللهم أشبع کل جائع!
اللهم أکس کل عریان!
اللهم إقض دین کل مدین!
اللهم فرج عن کل مکروب!
اللهم ردّ کل غریب!
اللهم فک کل أسیر!
اللهمّ أصلح كلّ فاسد من أمور الناس!
اللهم أشف کل مریض!
اللهم غیر سوء حالنا بحسن حالک!
يحب ربنا الرحيم أن ندعو هکذا؛ لأن الذين يدعون هکذا فهم أكثر شبها بالله في الرحمة و یملکون شخصية أكبر و ألطف.
في الحقیقة هؤلاء الناس يتمنون ظهور منجي آخر الزمان بدعواتهم هذه؛ لأنه لن تتحقق جميع هذه الدعوات الجميلة على نطاق عالمي دون ظهور المنجي.
هو الوحید الذي يستطيع أن ينقذ كل الفقراء، و المکروبین، و المرضى، و السجناء و الأسرى، و الضائعين و الغرباء، و المظلومين و المضطهدين.
و بعبارة أخرى، إن المحسن الحقيقي هو الذي يحب جميع الناس على وجه الأرض، حتى الحيوانات و النباتات. و الرحيم الحقيقي هو الذي يدعو من صمیم قلبه لظهور منقذ العالم.
الشخص الذي لا يدعو من أجل ظهوره فهو قاس و غير لطيف في الواقع و لا يريد إنقاذ شعوب العالم، على الرغم من مظهره الناعم اللطيف.
فتعالوا أن نحول دعواتنا الفردیة إلی دعوات جماعیة عالمیة.
تعالوا أن ندعو لأتباع جميع الأديان و الأعراق و الأجناس على الأرض، حتى الذين لا ینتمون إلی دیانة. و أن نحب الجميع لأن الله تعالی يحب جميع عباده و یحب منقذنا الرحیم جميع شعوب العالم.
يا إلهنا الرحيم! نحن نعلم جيداً أن سبب حرماننا من موعود جميع الأديان و منجي العالم هو أعمالنا القبيحة و أخلاقنا السیئة.
نحن نعلم جيداً أنه لو لم ننسك منذ قرون و لم ندر ظهورنا لقوانينك المستنيرة و الواهبة للحیاة، لما حرمتنا من إرشاداتک الإلهية.
ها هو نحن الذین لقد هربنا منك و من هديتك اللطیف و حرّمنا أنفسنا من عالم مليء بالسلام و المحبة.
ها هو نحن الذین لقد أهملناک و هربنا من حبک الفرید الذي لا نهایة له و سجنّا أنفسنا في سجن التصرفات الشیطانیة و الأخلاق الشریرة، و حوّلنا العالم إلى مكان مظلم یمتلأ بالفساد و المعاناة.
ها هو نحن الذین تركنا أيدي المدراء و الحكام الأشرار و جعلناهم يسيطرون على جميع شؤوننا الشخصية و الإجتماعية.
ها هو نحن الذین قد وثقنا بالعلماء الفاسدين الفسقة حتى يتخلوا عن قوانينك الطیبة المنقذة التي تم تصميمها بناءً على علمک اللامحدود للإنسان و العالم، و دسّوا أوهامهم و أفكارهم الضعيفة و عقدهم الشيطانیة باسم العلوم الإنسانية. الفرضيات التي تم رفضها من قبل مئات العلماء تزامنا بتنظیرها. و النظريات التي يعترف مصمّموها أنفسهم بعد سنوات بأنها خاطئة و نتائجها كارثية.
اللهم لقد وضعنا علمك و معرفتك جانباً و أصبحنا مفتونين بأوهام أناس مثلنا.
بعد الإبتعاد عنك و عن تعاليمك المختصة المحییة، فقد نمت المئات من المدارس و الديانات الزائفة في أرجاء العالم، فأضلت کل منها عشر مئات و مئات الملايين من الناس و أدت إلی خطأهم و بؤسهم.
فقد مئات الملايين من الناس حياتهم في طریق الرغبات البشرية الضعيفة و غير الكاملة.
و الآن فشل جميع المدارس البشرية، و لا یمتلک البشر ـ و هو أضعف من أی زمان آخر ـ طريقة لإنقاذ نفسه و العالم.
یشعر شعوب العالم بخيبة أمل و بؤس من جميع المدارس البشرية و لا يمكنهم الثقة بأي إنسان أو أي مدرسة.
لقد أدى وضع العالم الحالي المُحزن المؤسف و المأزق و الركود الرهيبان إلى خیبة الناس من مدعي الرئاسة و الحکم علیه.
یا إلهنا الرحیم و یا حبيبنا الصابر الجميل! لقد فهمنا جميعاً أنه لا يمكن الوثوق بأحد و لا تعلق الآمال علیه إلا بک و علیک.
نحن نعلم جيداً کم خطئا فظيعا وقعنا فیه!
نحن نعلم جيداً أنه لقد حان وقت التوبة عن أخطائنا و معاصینا.
ليس لدينا أحد غيرك یا ناصر المظلومین و المحتاجین! و یا مونس الغرباء و المساکین!
یا ملجأ المضطرین و یا حصن المرعوبین المغمومین! و یا مالک العالمین و مدبرهم! و یا سید العالم و مَلکه!
یا صاحب أجمل الأسماء و أفضلها! و یا مالک كل الصفات الجميلة و الجمال اللامتناهي! یا من هو ألطف بنا من أي شخص آخر و يحبنا أكثر من أنفسنا!
یا من هو أقرب إلینا من أی شخص و شیء و حتی أنت أقرب إلینا من أنفسنا!
بعد كل هذا البؤس و المشاكل المدمرة، فنحن علی یقین من أنه لقد حان وقت التصالح معک و مع منقذنا.
لقد أدركنا أنه كلما تأخرنا عن التوبة و التصالح معك، إستمرت قسوتنا و مشاكلنا و معاناتنا.
أين الذي يزيل جميع الإختلافات الدينية فيتحد كل من على وجه الأرض و يتعاطفون مع بعضهم البعض، و يجد جميع البشر الحب البشري الأبدي؟
أين الذي يتسابق جميع البشر مع البعض في الحب و الخدمة لبعضهم البعض بعد مجیئه؟
أین الذي یدرک الإنسان بمجیئه متعة حب الله و الملائکة في أعلی درجاتها؟
أين الذي تُفتح بمجيئه أبواب عالم الغیب أمام البشر و یصادق مع ملائکة الکون؟
أین الذي یدرب عشاقه و محبیه علی عظمة الملائکة و الأنبیاء و نقاوتهم؟
أین الذي یدمر الشیطان و ينقذ كل البشر على الأرض من وساوسه و رفاقه؟