الرسالة الثالثة
يا أهل العالم! لقد حرّم السياسيون و العلماء الفسقة الجهلة الأنانيون جميع شعوب العالم من حضارة إنسانية ـ إلهية من خلال وضع القوانين الجائرة التي تدافع عن الطبقة الرأسمالية و الحاكمة علی الناس.
الحضارة التي تحترم أجزاء الحیاة المعنویة و الإنسانیة بالإضافة إلی المادیة و تسیطر الحب و الأخوة و المودة علی البشر کافة بحیث لا يعاني أحد في العالم من الفقر و الحروب و الخلافات و القلق و اللاهویة.
تضمن في الحضارة الإلهية للإنسان، التي تبنی بید رسل الله و بتوجيههم الإلهي المباشر وحسب، سلامة البشر و سعادته في الدنیا و الآخرة.
سیصل البشر في هذه الحضارة إلی الأهداف الرئیسیة من الخلقة بالإضافة إلى تحقيق أعلى مستویات الرفاهية و الثروة و الصحة.
أحد أركان الحضارة الإنسانية الإلهية هو الروحانية و المحبة لله، و للإنسان و العالم، و كذلك الحب الحقيقي و الأبدي لنفسه و العشق الأبدي لجميع أبناء البشر على وجه الأرض.
و لكن ما بناه الحكّام غير الأكفاء الظلمة للناس اليوم هو حضارة حيوانية وحشية و قاسية التي أصابت الغالبیة العظمی من شعوب العالم بجميع أنواع الأمراض الجسدية و الروحیة و نشرت الخوف و القمع و سفك الدماء و الفقر في كل مكان.
علینا أن نری لماذا تم شراء مليوني قطعة سلاح من قبل أناس خائفین غیر هادئین فقط في الولايات المتحدة خلال شهر واحد و بعد تفشي فایروس کورونا؟
لماذا تقوم الدول التي تبدو متحضرة بسرقة و نهب الکمامات المشتراة من قبل حلفائها؟
لماذا يوجد الكثير من التمييز و الظلم في توزيع الإمکانیات الطبية؟
لماذا حرم الطاقم الطبي في معظم البلدان المصابة بكورونا من الوصول إلى الإمکانیات الصحیة و الواقیة مثل الکمامات و ملابس غرفة العملیات و ما إلى ذلك، على الرغم من وجود قوی إقتصادیة و تقدمات في بلدانهم؟
لا یستطیع الإنسان بمعلوماته المحدودة عن الكون و عن نفسه و أبعاد وجوده، أن يبني حضارة جديرة به و بشخصيته.
قاوم الطغاة الظلمة المتغطرسون أمام قوانين الرياضيات المختصة و الكاملة الإلهیة، و سلّطوا قوانينهم الجاهلة الجائرة علی العالم.
لطالما نتوقع من أناس مثلنا أن ينقذوا العالم، فلنستسلم أمام کل هذه المفاسد و الجرائم.
خلاصنا هو أن نعرف و نتأكد من أنه لا يمكن لأي شخص و لا مدرسة بشرية أن تنقذنا و أن نتأكد من أن الله الرحيم، و خالقنا و مالك الإنسان و العالم، هو الذي وحده يمكنه أن ينقذنا.
الله الذي لقد أعدّ للبشر مستقبلاً مشرقاً و جميلاً و قابلاً للتحقيق و قريباً جداً و بشرّ به في جميع الكتب السماوية.
لكن ها هو نحن الذین یجب علینا أن نطلب هذا المستقبل. و نحن محرومون من هذا المستقبل المشرق مادام نرجو إنقاذ العالم من أناس جهلة قساة بدلاً من الله.
لقد أختُبر هذا البشر الظالم فليس هناك رجاء له و لحلوله.
يجب علينا أن نرجع إلى خالقنا الرحیم و مدبر السماوات و الأرض بشکل تعقلي حبّي و نسأله أن یعجل في فرج منجي الأرض و ینقذ جمیع شعوب العالم من هذا الوضع البائس.
لقد إنسدت الطرق البشرية و لن تفتح أبداً. لكن طريق الله مفتوح. إن الطريق المشرق الذي وضعه الله لسعادتنا و هو ينتظر جهودنا.
إن طريق الله له قدسیة خاصة بالإضافة إلى أنه یتکل علی العلم الإلهي اللانهائي و یستهدف جمیع جوانب الإنسان الوجوديّة و إحتیاجاته المادیة و المعنویة.
القوانین الإلهية لها دعم إلهي و سماوي، و يقبلها المرء السلیم من کل قلبه و يحبها.
إن قادة الحضارة الحالية للعالم يعارضون القوانين و الحضارة الإلهية متغطرسین؛ لأنهم يعتبرونها حاجزا أمام طمعهم و رغباتهم الحيوانية.
يا أهل العالم! و یا أيها الأبرار المظلومون! يا من جعلهم الله أفضل من ملائكته! و یا من خلق السماوات و الأرضین لأجلهم! يا من أسرتهم القوابض الدمویة لحكام العالم المتغطرسين الفاسدين الظالمين!
یا من أغتُصبت حقوقهم الأساسیة لحياة سعيدة و هادئة یصحبها السلام و الراحة!
يجب علينا جميعا أن ننهض من جميع أرجاء العالم و نأخذ حقنا من الطغاة (المتمردين) و الحكام الإجراميين الأنانيين؛ لأنه و لطالما لا نقوم لتغییر العالم فلا تصل أی مساعدة من قبل الله تعالی.
نحن جميعاً مسؤولون عن الوضع الحالي للعالم، و علينا أن نعترف بقصورنا و معاصینا و نتوب إلى الله و أن نتصالح مع خالقنا الرحيم العظيم و منقذنا الحبیب.
فلنذهب جميعاً إلى بابه الطیب و نقول له مشاكلنا و معاناتنا.
يا من ذکره و الأنس معه هو مصدر شرف و عظمة و سرور لعباده!
یا من شکره فوز للشاکرین!
و یا من طاعته نجاة و سعادة للمطیعین!
یا من أبوابه مفتوحة للمشتاقین و التائبین!
یا من یرزق عباده المطیعین و العاصین جمیعا!
یا من لا یدع عباده النادمین و لا یغلق أبواب رحمته علیهم!
یا حبیب الباکین، و یا سید المتوکّلین، یا هادی المضلین، و یا ولیّ المؤمنین!
یا أنیس الغرباء، و یا مفزع الملهوفین، و یا منجی الصادقین!
أنت الحلیم الذي لا یرفع عن عباده التوبة، أنت الجواد الذي لا یبخل، أنت الصادق الذي لا یخلف وعده و لا تمل من الجود علی عبادک و مغفرتهم.
نحن عبادک العاصون الذین إعتصموا بباب لطفک و نرجع إلیک البائسین العاجزین المنهزمین الخائفین المضطرین الیائسین المحرومین.
أین مظهر العدالة و المحبة الإلهیة؟
أین وجه الله الجمیل الحبیب؟
أین عبد الله الحبیب الذي تشتاق إلیه قلوب الوالهین؟
أین منتقم جمیع المظلومین و المحرومین و الأبریاء؟
أین الذي بشر بظهوره جمیع المرسلین؟
أين الذي ينتظره كل المؤمنين و حتى غير المتدينين و يحتسبون أيام ظهوره؟
أين الذي يحتاج إلیه أيتام العالم و الغرباء و السجناء الأبرياء المضطهدون و مئات الملايين من الجياع الذين سلبت حقوقهم من قبل الطغاة، من أعماق وجودهم و ينتظرون مجيئه؟
أيها الحبيب الرحيم الکریم! أنت خلقتنا من أجل قربك و صداقتك، فأزل کل عقبات الحب و الصداقة معک بظهور من إدخرته لإنقاذنا!
لقد وعدت أن تملأ الأرض به بالعدل و المساواة و أن تمنح العالم السلام و الهدوء به آلاف السنين، فنسألک أن ترحمنا عبادك الجهلة المخطئین، و أن تعجّل في فرج منقذنا!