الرسالة السابعة
إن المستقبل للذين يعتبرون من أخطاء الماضي و يرجعون إلى الله من أناس إنتهازیین الأنانین و من الأفکار الضعیفة الناقصة أیضا و یلجأون إلیه و یفحصون عن منج إلهي و رسوله. المنجي و القائد الذي ینهل علمه و قوته من منهل إلهي.
إن المستقبل للذين يؤمنون بخالق الإنسان و العالم الرحيم بدلاً من الإیمان بالظلمة الفسقة. إن المستقبل للذين يحبون مليارات الناس المحرومين المعذبين في أرجاء العالم و سیستقبلون الرجل الذي یمثل رحمة الله بقلوبهم الطیبة.
هو رجل من جيل الأنبياء الإلهيین و لديه لطف جمیع أنبياء التاريخ و شفقتهم. الرجل الذي يواصل طريقتهم و يكمل دينهم و ينفذ أهدافهم.
یا أهل العالم! لقد فقدنا كل ما أحببناه و توقعناه من الثقافة الحالية للعالم مثل السلام و الهدوء و العدالة و الصداقة بين الأمم و الرفاه و إزالة الفقر و الصحة و غیر ذلک.
لقد وصلنا إلی ما كنا نخاف منه و نكرهه. منه الحرب و الحزن و القلق و الفقر و تفشي الأمراض الرهيبة المهلکة و الظلم و الوحدة و إنهيار الأسر و فقدان الحبّ و زيادة العنف، و فقدان التعاطف و الأخلاق، و الإدمان، و الإنتحار، و القتل، و الإضطهاد، و التمييز، و الفساد التي كلها نتاج الحضارة الحالية الحاکمة علی العالم.
يشعر جميع شعوب العالم بحاجة إلى قائد سماوي إلهي من أعماق قلوبهم و يبحثون عنه. و قد جعل الله تعالی هذه الحاجة فينا جميعاً و يؤیدها العقل.
الثقافة التي تحكم العالم هي ثقافة إهدار الحياة البشرية و مواهبها.
إنهم لا يهدرون أعمار البشر فحسب و هي أعظم ثرواتهم، بل يحرموننا أيضاً من فرصة الحياة الأبدية الفريدة و الحياة السماوية بجوار الله و أنبيائه و ملائكته.
تشغل الثقافة الحالية الناس بأشياء لا یمکنها أن تجعل الإنسان سعيداً في هذه الدنیا و لا تستطیع أن تبني له حیاة أخرویة أبدیة.
يُحرم الإنسان في الثقافة البشرية من هدي الله و أنبياءه و يعيش على أساس أفكاره الناقصة المعزولة عن السماء.
یعجز العقل البشري عن فهم العديد من الحقائق و قواعد الکون و كذلك أبعاده الوجودية.
على الرغم من مرور آلاف السنين منذ تاريخ علم الإنسان، لم يجرأ أي شخص على أن یدعي أنه لقد عرف أحد مخلوقات الله تماما مثل الذرة، أو الإلكترون، أو الخلية، أو النبات، أو الحيوان و ما إلى ذلك.
و مع ذلك فإن الإنسان مغرور و متغطرس لدرجة أنه يعتبر نفسه غنیا عن إسترشادات الله و القادة الإلهيين. فیدعي قیادة العالم و البشر بعلمه المختلط بآلاف مجهول.
فلقد أدی أمر العالم إلی هنا بسبب هذا الغباء.
لا يوجد مكان على وجه الأرض و لا بلد، و لا مدينة، و لا منزل و هو یفقد آثار الحضارة الحالیة الرهیبة.
لن يملک البشر مصيرا سوى الحیرة و الوقوع في جميع أنواع الظلم و الفساد دون إرشادات إلهیة.