الإنسان: الرابط المشترك بين جميع الأديان

تؤكد جميع الأديان على بعض المفاهيم المشتركة مثل مفهوم الخلق ووجود الله، وتبرز شخصيات عظيمة مثل الأنبياء والرسل كوسطاء بين الله والإنسان. لكن الموضوع المشترك الذي نستعرضه بشكل خاص هو وجود مستقبل مشرق للعالم، حيث تسود فيه القيم النبيلة والعدالة والسلام ويزدهر فيه الخير والسعادة.

غلبة دين الحق على الباطل كله؛ المستقبل الموعود للعالم في القرآن

“هُوَ ٱلَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلْهُدَى وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ”. هذا هو وعد إلهي لتحقيق السيادة الدينية العالمية، حيث يؤكد القرآن الكريم أن الدين الحق سيسود في النهاية على يد الإمام المهدي المنتظر من آل النبي(ص).

الاعتدال؛ سمةُ منتظري المستقبل الموعود

تبيّن الآية 81 من سورة الإسراء: “قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا”. أنّ الباطل ليس له بقاء وسيزول بالتأكيد. ومع ذلك، فإننا نشهد الآن انتشار الباطل والكفر والفساد والظلم في جميع أنحاء العالم. فمتى تتحقق هذه الآية ومتى يزول الباطل؟ يقول الإمام الباقر عليه السلام إنّ قيام المهدي سيؤدي إلى زوال دولة الباطل. (الکافی، ج۸، ص۲۸۷)

ازدياد عدد الصالحين وقوّتهم في المستقبل

يبشر القرآن الكريم بأن زمن ظهور المنجي والمستقبل الموعود سيأتي عندما يزداد عدد أنصار الحق بشكل كبير، وفي هذا السياق يقول في سورة الجن، الآية 24: “حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا”.

ومن الأمثلة على ذلك ما حدث خلال “طوفان الأقصى”، حيث لم يتوقع أحد أن تكون هذه الحادثة، التي قامت بها مجموعة صغيرة، قادرة على أن يتحد العالم بأسره ضد المستكبرين والظالمين وحكام الأرض؛ حتى أن اليهود في أمريكا داخل البيت الأبيض رفعوا شعارات لصالح فلسطين وضد إسرائيل.

تمييزٌ سريعٌ بين الصالحين والطالحين في العالم على أعتاب حُكم الصالحين

يقول الله تعالى: “وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا”. هذا يُبشّرنا بعظمة الله تعالى وقدرته على إعادة الحياة للأرض بعد موتها. قال الإمام الباقر(ع): فَيُحْيِيهَا اللَّهُ بِالْقَائِمِ فَيَعْدِلُ فِيهَا فَتَحْيَا الْأَرْضُ وَ يَحْيَا أَهْلُهَا بَعْدَ مَوْتِهِم‏. (بحارالانوار، ج۲۴، ص۳۲۵)

يوم ظهور الموعود، يومُ لقاء “التجلي الأعظم لله على الأرض”

يقول الله تعالى في سورة الجاثية في الآية 14: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ يُشير القرآن الكريم إلى “أيام الله” في العديد من الآيات. كما جاء في سورة إبراهيم، الآية 5: “و ذکّرهم بأیّام الله إنّ فی ذلک لآیات لکلّ صبّارٍ شَکور”،  أمر الله تعالى رسله أن يُذكّروا الناسَ بأيّام الله، وهي الأيّام التي يُظهر الله تعالى فيها نفسه على عباده ظهورًا.

ظهور المخلص الموعود؛ يومُ تجلّي آيات الله في النفس والعالم

بناءً على آية ” سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ”(فصلت، 53)، سيبيّن الله في المستقبل، الحقيقة والحق على الجميع. روي عن الإمام الباقر(عليه السلام) تفسير لهذه الآية، مشيراً إلى أن ظهور الحق في الآفاق والأنفس، سواء في النظام الخارجي أو النظام الداخلي، سیکون في زمان ظهور القائم.

یوم الفتح وانتهاء فرصة التوبة والإيمان بالحق

تقول الآية 29 من سورة السجدة: «یوم الفتح لا ینفع الذین کفروا إیمانهم و لا هم ینظرون». سُئل الإمام الصادق(ع) عن يوم الفتح، فأجاب عليه السلام بأنّه يوم تفتح الدنيا على القائم. (تأویل الآیات الظاهرة، ص۴۳۸) وفي تفسير آية “إن نشأ ننزّل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين”، يبشّر الإمام الباقر عليه السلام بحدثٍ عظيمٍ وهو جزء من العلامات الحاسمة لظهور المنقذ في التعاليم الإسلامية، وهو الصيحة السماوية.

فرصة محدودة للكافرين للاستفادة من الدنيا

يُبيّنُ الله تعالى في سورة الشعراء، في الآيات من 205 إلى 207، حكمة إمهاله للكافرين: “أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ”.مهما حصل الكافرون على فرصٍ للتمتع في الدنيا، فستزول هذه الفرص في النهاية، وسيتحقق لهم ما وعدوا به.

دعوة الناس إلى انتظار ظهور القائم

قال الله تعالى فی سورة يونس، الآية 20:”وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ”. قال الإمام الصادق(ع): الغيب هو ظهور القائم وموعده بيد الله(بحارالانوار، ج۵۲، ص۱۲۴)، وفي سياق قريب من الآيات التي قرأناها، يقول الله تعالى في سورة الأنعام، الآية 158: ﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ….. قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ﴾