الصفحة الرئيسية / الدولة الكريمة هي دولة الصالحين
المستقبل الذي تنتظره البشرية هو مستقبل تتحقق فيه العدالة، ذلك الوعد الإلهي الذي بشر به جميع الأنبياء والرسالات السماوية، وترنو إليه الفطرة الإنسانية. إنه حلم البشرية جمعاء بعالم يخلو من الظلم، والتمييز، والخوف، حيث يسوده السلام والطمأنينة. وقد سمى الله عز وجل هذا الزمن الموعود بـ”الدولة الكريمة”. إنها الحقبة التي ستقوم فيها حكومة الصالحين على الأرض، فالدولة الكريمة ليست سوى حكومة الصالحين.
ولكن من هم الصالحون؟ وكيف ستُقام حكومتهم على الأرض؟ وما الذي يميز هذه الحكومة عن غيرها؟
لیست الدولة الكريمة وحكومة الصالحين مجرد مفاهيم جغرافية أو زمنية. فهما لا تتعلقان بزمان محدد أو مكان معين، بل هما مرتبطتان بظروف اجتماعية ونفسية خاصة. متى ما توفرت هذه الظروف في أي مجتمع وأي زمان، فإن أركان الدولة الكريمة ستُبنى وتُثبت. غير أن الأهم من تحقيق الدولة الكريمة في الواقع الخارجي، هو تحقيقها في أنفسنا. فالدولة الكريمة تبدأ من قلوبنا ونفوسنا، حيث يجب أن نتهيأ نفسيًا وروحيًا للعيش وفق مبادئها. إن انسجام ذواتنا مع قيم هذه الدولة هو المفتاح الحقيقي للانتقال إلى دائرة المنتظرين الصادقين. وحين يتحقق هذا الانسجام، سيصبح سعينا نحو إقامة حكومة الصالحين أمرًا طبيعيًا ينبع من إيمان راسخ ووعي عميق.
ليس غريبًا أن تستغل إسرائيل هذه الأهمية الدينية والتاريخية لفلسطين كذريعةٍ لاحتلالها، مدعيةً أنّها “أرضها الأجداد”؛ بينما الحقيقة أنّ بني إسرائيل هم من أحفاد النبيّ إبراهيم عليه السلام، وموطنهم الأصليّ هو “أور” بالقرب من جنوب بلاد الرافدين.
خلافا للإعلام الغربيّ، لا يقتصر تاريخ المقاومة في فلسطين على صمود الشعب الفلسطيني في وجه الكيان الصهيونيِّ بعد “نكبة” عام 1948 فحسب. بل هو صراعٌ قديمٌ بين الحقِّ والباطل، بين التوحيد والكبر. إنّها حربٌ جوهريةٌ مرتبطةٌ بالاختلاف الجذريّ بين هذين الطرفين، وستستمرُّ إلى أن ينتصر أحدهما، أو يتحول أحدهما إلى الآخر.