تطورات محور المقاومة خلال عامي 2023 و2024: مراجعة شاملة للأحداث

تطورات محور المقاومة خلال عامي 2023 و2024: مراجعة شاملة للأحداث

نظرة عامة على تطورات محور المقاومة بعد عملية طوفان الأقصى وحتى اليوم

لم تعد تطورات محور المقاومة مقتصرة على دولة واحدة أو حتى مجموعة من الدول؛ فكما كان الحال منذ سنوات، حيث تتدخل قوى عالمية متعددة في أحداث غرب آسيا، باتت هذه التطورات اليوم شأناً عالميًّا يهمّ شعوبًا من مختلف القارات. وقد أدرك الكثيرون، ولا سيما الأحرار في العالم،  أن ساحة المعركة النهائية بين الحق والباطل قد أقيمت، وأن كل فرد مدعو لاختيار موقفه: مع الحق أم مع الباطل؟ مع الخير أم الشر؟ مع التوحيد أم مع الشرك؟

ولذلك، أصبحت مستجدات محور المقاومة محورًا رئيسيًا للأخبار العالمية، تتصدر العناوين في وكالات الأنباء، وخصوصًا حين يتعلق الأمر بإيران. المثير للدهشة أن ضعف جبهة الباطل — رغم شعاراتها وادعاءاتها بالقوة العسكرية والمالية والسياسية، ممثلة في الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية — بات واضحًا للعيان، حتى أصبح الكثيرون على يقين بأن هذه القوة ليست سوى سراب، وأن الباطل في تراجع وانهيار.

في الأعوام الأخيرة، وخصوصًا بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، خرجت الأفعى الجريحة من جحرها، بينما واصل محور المقاومة تقدّمه بثبات نحو إنهاء هذه الأفعى البرية. ورغم ما قد يواجهه من تضحيات وخسائر وألم، فإن هذه التحديات ليست إلا علامات على نضجه واقترابه من هدفه النهائي: إقامة الحكومة العالمية الموعودة، وبناء حضارة إسلامية جديدة. انضموا إلينا في رحلة استكشاف التطورات الدقيقة لمحور المقاومة بعد عملية طوفان الأقصى وحتى يومنا هذا.

الأحداث الرئيسية لمحور المقاومة في عام 2023

  • أكتوبر 2023:
  • عملية طوفان الأقصى من قبل حماس:

كجزء من تطورات محور المقاومة، شنت حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية هجومًا واسع النطاق من غزة على إسرائيل. شمل الهجوم التوغل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإطلاق آلاف الصواريخ، وأسر عدد من الإسرائيليين. أشعل هذا الحدث شرارة حرب غزة.

  • بدء الرد العسكري الإسرائيلي: ردًا على هذا الهجوم، فشنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة،. شملت الهجمات استهداف المناطق السكنية والمستشفيات ومخازن المواد الغذائية.
  • تصعيد الاشتباكات في غزة: كثف الجيش الإسرائيلي هجماته على مناطق مختلفة في غزة، مما أدى إلى مقتل وجرح الكثير من المدنيين الفلسطينيين.
  • الوضع الإنساني في غزة: مع الحصار الكامل لغزة وانقطاع المياه والكهرباء والمواد الغذائية، تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل كبير.
  • الاشتباكات الحدودية بين لبنان وإسرائيل: بدأ حزب الله اللبناني، كجزء من محور المقاومة، في تنفيذ عمليات ضد مواقع الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية، مما فتح فصلًا جديدًا في تطورات محور المقاومة. استمرت هذه الاشتباكات بشكل متقطع ولكن مستمر، مما أدى إلى تبادل إطلاق النار بين الطرفين.
  • الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا: شنت فصائل المقاومة الإسلامية في العراق وسوريا، دعمًا لشعب غزة وردًا على دعم أمريكا لإسرائيل، هجمات على القواعد العسكرية الأمريكية في البلدين. نُفذت هذه الهجمات عادةً باستخدام الصواريخ أو الطائرات بدون طيار، ولعبت دورًا مهمًا في تطورات محور المقاومة في المنطقة.

–  أزمة البحر الأحمر: شهدت أواخر عام 2023 وأوائل عام 2024 اضطرابات خطيرة في التجارة العالمية. كانت هذه الأزمة مرتبطة بسلسلة من الهجمات على السفن التجارية في المنطقة من قبل قوات أنصار الله اليمنية. نُفذت هذه الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار في البحر الأحمر ومضيق باب المندب بذريعة دعم الفلسطينيين. أدت هذه الهجمات إلى تعطيل الملاحة الدولية وزيادة المخاوف بشأن أمن هذا المسار التجاري الحيوي، وكان لها تأثيرات اقتصادية كبيرة.

  • نوفمبر 2023:
  • وقف إطلاق النار المؤقت وتبادل الأسرى: بفضل وساطة قطر، تم التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت بين إسرائيل وحماس، تم خلاله إطلاق سراح عدد من الأسرى من كلا الجانبين. كان وقف إطلاق النار قصير الأمد، واستؤنفت الاشتباكات بعد بضعة أيام.
  • استمرار العمليات البرية الإسرائيلية في غزة: وسعت إسرائيل عملياتها البرية في غزة، وسيطرت على أجزاء من شمال غزة.
  • ديسمبر 2023:
  • توسع نطاق الاشتباكات في المنطقة، وخاصة بين الحوثيين وأمريكا: استمرت التوترات والاشتباكات بين قوات المقاومة والقوات العسكرية الأمريكية في المنطقة. بدأت أيضًا الهجمات على السفن في البحر الأحمر من قبل أنصار الله اليمنية، المعروفة باسم “الحوثيين”، دعمًا لغزة. شنت أمريكا عملية عسكرية تسمى “حارس الرفاه” ردًا على هجمات الحوثيين، وشكلت تحالفًا متعدد الجنسيات ضد اليمن. بالإضافة إلى ذلك، أدت الهجمات الجوية الإسرائيلية على سوريا في 2 و25 ديسمبر إلى استشهاد مستشارين إيرانيين في دمشق.
  • الجهود الدبلوماسية: استمرت الجهود الدولية في محاولاتها للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولكنها واجهت نجاحات محدودة، وكان لهذا تأثير كبير على تطورات محور المقاومة.

 الأحداث الرئيسية لمحور المقاومة في عام 2024

  • يناير 2024:
  • الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن: ردًا على هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، شنت أمريكا وبريطانيا هجمات جوية واسعة النطاق على مواقع الحوثيين في اليمن، مما زاد من حدة تطورات محور المقاومة. كما شنت إسرائيل هجومًا جويًا في دمشق، مما أدى إلى استشهاد عدد آخر من القادة الإيرانيين في سوريا.
  • استمرار الاشتباكات على مختلف الجبهات: استمرت الاشتباكات في غزة، وعلى الحدود اللبنانية، بالإضافة إلى الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا.
  • فبراير 2024:
  • استمرار العمليات العسكرية في غزة: وسع الجيش الإسرائيلي عملياته باتجاه جنوب غزة، وخاصة في منطقة خان يونس. في الوقت نفسه، أدى هجوم جوي في دمشق إلى استشهاد مستشار عسكري إيراني آخر في دمشق.
  • زيادة الضغط على المدنيين: مع استمرار الحرب، ازداد عدد النازحين الفلسطينيين في غزة، وزاد الضغط على وكالات الإغاثة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
  • العملية العسكرية للاتحاد الأوروبي ردًا على الحوثيين: في تطورات محور المقاومة خلال هذه الفترة، أطلق الاتحاد الأوروبي، بقيادة أمريكا، مهمة دفاعية بحتة لتوسيع المراقبة البحرية تسمى عملية “أسبيدس” في المنطقة.
  • مارس 2024:
  • الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار: استمرت المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بوساطة دول مختلفة، ولكنها واجهت عقبات جدية. شنت إسرائيل، في خضم جهود وقف إطلاق النار في غزة، هجمات جوية في حمص ودير الزور، مما أدى إلى استشهاد اثنين من القوات الإيرانية.
  • استمرار الهجمات المتبادلة على الحدود اللبنانية: استمرت الاشتباكات الحدودية بين حزب الله وإسرائيل، وتكبد كلا الجانبين خسائر.
  • أبريل 2024:
  • استمرار الاشتباكات في غزة: استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بقوة، مع التركيز على المناطق المتبقية والأنفاق تحت الأرض. في هذه الأثناء، أدى هجوم إسرائيلي على مبنى ملحق بالقنصلية الإيرانية في دمشق إلى استشهاد ثمانية من القوات الإيرانية.
  • عملية “الوعد الصادق 1”: بعد الهجوم الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق واستشهاد عدد من القوات الإيرانية، بدأت جمهورية إيران الإسلامية عملية “الوعد الصادق 1” تحت شعار “يا رسول الله” ضد إسرائيل في 14 أبريل 2024. كانت هذه العملية أول مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل بعد العديد من الأعمال الخبيثة التي قامت بها إسرائيل ضد إيران في مختلف أنحاء العالم. كانت عملية “الوعد الصادق 1” أكبر هجوم بطائرات بدون طيار في العالم. أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ باتجاه الأراضي المحتلة، وأصاب عدد من الصواريخ أهدافًا عسكرية إسرائيلية، بما في ذلك قاعدة نوآتيام الجوية، بعد تجاوز أنظمة الدفاع الإسرائيلية.
  • مايو 2024:
  • استمرار العمليات العسكرية في رفح: بدأت إسرائيل عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب غزة، مما أثار رد فعل دولي قوي. شملت هذه العملية المروعة حرق النازحين الفلسطينيين في “تل السلطان” وقصف مخيمهم. نُفذت هذه العملية بهدف تدمير آخر معاقل حماس والعثور على الأسرى الإسرائيليين، وخلفت مئات الشهداء والجرحى الفلسطينيين.
  • استمرار المقاومة في غزة: واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة مواجهة القوات الإسرائيلية، وبلغت تطورات محور المقاومة ذروتها.
  • يونيو 2024:
  • استمرار الضغط على رفح ومناطق أخرى في غزة: استمرت الاشتباكات في رفح ومناطق أخرى في غزة بقوة، وحذرت المنظمات الدولية من الوضع الإنساني الكارثي.
  • يوليو 2024:
  • اغتيال قيادي بارز في حماس من قبل إسرائيل: اغتالت إسرائيل “إسماعيل هنية”، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في هجوم إرهابي في طهران، بعد أن سئمت من صمود محور المقاومة.
  • سبتمبر 2024:
  • استمرار الاشتباكات على الحدود اللبنانية: تواصلت الاشتباكات الحدودية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل بشراسة، مما أدى إلى وقوع إصابات وخسائر. دافع حزب الله اللبناني عن حماس، وردت إسرائيل بشن هجمات على جنوب لبنان. قبل الهجوم الرسمي، وقع انفجار استهدف أجهزة اتصال حزب الله في لبنان، مما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات من مقاتلي الحزب. استشهد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، وعدة قادة من محور المقاومة في قصف لمقر قيادة حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت. لم يبق حزب الله صامتًا، ونفذ عدة عمليات ضد مواقع الصهاينة في شمال فلسطين المحتلة.
  • أكتوبر 2024:
  • هجوم حزب الله على تل أبيب: بدأت إسرائيل هجومًا بريًا على جنوب لبنان في 1 أكتوبر. أطلقت بعض المصادر الإسرائيلية على هذه الحرب اسم “حرب لبنان الثالثة”. واجهت إسرائيل مقاومة شرسة من حزب الله، وتلقت ضربات قاسية من مقاتلي المقاومة.
  • استشهاد رئيس المكتب السياسي لحماس: في 17 أكتوبر 2024، استشهد يحيى السنوار، خليفة الشهيد إسماعيل هنية، في قصف منطقة في غزة. أظهرت الصور التي نُشرت لاستشهاده مشهدًا مهيبًا للمقاومة الفلسطينية المظلومة والقوية، وأضافت المزيد من العزيمة والتضحية إلى محور المقاومة.
  • عملية “الوعد الصادق 2”: في 1 أكتوبر 2024، نفذت إيران عملية “الوعد الصادق 2” ردًا على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، والسيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، والسيد عباس نيلفروشان، نائب العمليات في الحرس الثوري الإيراني. استهدفت هذه الهجمات مقر الموساد، وقاعدة نِواتيم الجوية، التي تضم طائرات F-35، وقاعدة هاتْسْريم الجوية، التي كانت مركزًا لعمليات اغتيال السيد حسن نصر الله، بالإضافة إلى رادارات التوجيه، ومراكز تجمع الدبابات وناقلات الجند، وقاعدة تِلْ نُوف. على الرغم من الدعم الأمريكي لاعتراض الصواريخ الإيرانية، نجحت 90% من الصواريخ في إصابة أهدافها. ردًا على هذه العملية، شنت إسرائيل في 26 أكتوبر 2024 هجمات جوية على مواقع عسكرية في ثلاث محافظات إيرانية: طهران وخوزستان وإيلام.
  • نوفمبر 2024:
  • وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني: بعد حوالي 14 شهرًا من الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، تم التوصل إلى وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر. منحت هذه الهدنة إسرائيل 60 يومًا لإخلاء المناطق اللبنانية المحتلة. على الرغم من شروط وقف إطلاق النار، انتهكت إسرائيل الاتفاق مئات المرات منذ الساعات الأولى، ونقضت تعهداتها.
  • ديسمبر 2024:
  • سقوط حكومة بشار الأسد في سوريا: سقطت حكومة بشار الأسد، التي كانت عضوًا في محور المقاومة ولعبت دورًا في تطوراته، في غضون أسبوعين فقط دون مقاومة تُذكر من الجيش أو دعم شعبي. جاء هذا السقوط في أعقاب الاشتباكات في لبنان وقطع العلاقات بين سوريا ولبنان. أظهرت سرعة الأحداث في سوريا أن نظام الأسد لم يعد يتمتع بشعبية أو مصداقية لدى معظم السوريين. نجحت قوات المعارضة في الإطاحة بحكومة الأسد، وفر الأسد من البلاد. ساهمت عوامل متعددة في هذا السقوط، بما في ذلك شخصية بشار نفسه، وعدم رضا الشعب عن حكومته، بالإضافة إلى تعاون أمريكا وإسرائيل مع تركيا. أصبح “أبو محمد الجولاني”، زعيم جماعة “تحرير الشام“، خليفة الأسد في سوريا.

الحرب التي دامت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل: عندما نفد الصبر

اندلعت الحرب في يونيو 2025 بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والنظام الصهيوني، ولم تكن مجرد مواجهة عابرة، بل كانت نقطة انفجار لسنوات من الغضب المكبوت، والصبر الاستراتيجي، والردود المحدودة. عندما أقدم النظام الصهيوني، في خطوة جريئة ولكنها طائشة، على اغتيال عدة قادة عسكريين إيرانيين رفيعي المستوى على الأراضي الإيرانية، اشتعلت نيران هذه الحرب. لكن على عكس توقعات تل أبيب، لم تواجه ردًا محدودًا، بل ردًا مباشرًا ومتعدد المستويات يتجاوز الحدود.

خلال هذه العملية، التي عُرفت باسم “الوعد الصادق 3” وتحت شعار “يا أمير المؤمنين”، نُفذت على مدى 12 يومًا 22 موجة من الهجمات الصاروخية و10 مراحل من الهجمات بطائرات بدون طيار على المواقع الحيوية في إسرائيل، بما في ذلك مقر وزارة الحرب، والمراكز النووية، والموساد، وقاعدة نِواتيم الجوية. شملت عواقب هذه العملية إلغاء المفاوضات بين إيران وأمريكا، والخسائر الاقتصادية لإسرائيل، والهجرة العكسية للصهاينة من الأراضي المحتلة.

كانت الرسالة الرئيسية لعملية “الوعد الصادق 3” هي أن أمن إيران الإسلامية خط أحمر للقوات المسلحة. في هذه الحرب التي دامت 12 يومًا، دخلت إيران رسميًا وعلنًا في مواجهة مباشرة مع إسرائيل للمرة الأولى. استهدفت الصواريخ الدقيقة والطائرات بدون طيار الانتحارية الإيرانية عشرات القواعد العسكرية، والمراكز الأمنية، والبنى التحتية الحساسة في حيفا وتل أبيب وصحراء النقب. والمثير للاهتمام أن هذه الهجمات لم تُشن من أراضي دول أخرى، بل مباشرة من داخل إيران وبالتنسيق مع محور المقاومة.

في هذه الحرب:

  • تغيرت قواعد الاشتباك في المنطقة تمامًا.
  • تحول الخوف الاستراتيجي للصهاينة إلى رعب حقيقي.
  • فشل مبدأ “ساحة المعركة المحدودة”.
  • ولأول مرة، أظهرت إسرائيل عمقها الاستراتيجي الهش.

لم يكن رد إيران مقتصرًا على الجغرافيا، بل أدى إلى وحدة غير مسبوقة لمحور المقاومة. بالتزامن مع المرحلة الثانية من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار الإيرانية على إسرائيل في 24 يونيو، شنت اليمن أيضًا هجمات صاروخية على تل أبيب. في النهاية، بعد 12 يومًا من القتال المكثف، تم إعلان وقف إطلاق النار بوساطة روسيا والصين.

لكن هذه ليست نهاية الصراع، بل بداية معادلة ردع جديدة: إذا لم توقف إسرائيل الاغتيالات والجرائم، فلن تنقذها الجغرافيا أو المسافة أو الدعم الأمريكي. فتحت الحرب التي دامت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل فصلًا جديدًا في تطورات محور المقاومة، فلم تعد الجمهورية الإسلامية مجرّد داعم، بل أصبحت قائدًا ميدانيًّا في مواجهة مباشرة، حيث رأى العالم أن أسطورة إسرائيل التي لا تُقهر ليست إلا خرافة طفولية.

لا تزال تطورات محور المقاومة مستمرة حتى اليوم، وقد بلغت ذروة تصعيدها. وتبذل الجمهورية الإسلامية في إيران، وأنصار الله في اليمن، وحزب الله في لبنان أقصى جهودها لإضعاف جبهة الشر، التي تبدو وكأنها تقترب من نهايتها.

 

المشارکة

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *