ما الفرق في أداء الطرفين في المواجهة الإيرانية-الإسرائيلية(الحرب الـ12 یوما) ؟ وماذا كانت نتيجته؟
لا يمكن توقع أداء أخلاقي أو مشروع من كيان غير شرعي مثل الكيان الصهيوني، فالهدف لديهم دائماً يبرر الوسيلة، وهم على استعداد للتضحية بأي شيء لتحقيق أهدافهم. فهدفهم الأسمى هو السيطرة العالمية، ولا يهمهم في سبيل ذلك تدمير الشعوب والأمم. لقد أدركنا سابقاً أن الصراع بين الخير والشر، المتمثل في إيران و”إسرائيل”، أمر لا مفر منه. هذا الصراع انتقل الآن من مجرد حرب أفكار وروايات إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
شنّ الكيان الصهيوني، في خطوة غير محسوبة وغير أخلاقية، هجوماً على الأراضي الإيرانية بهدف تحقيق حلمهم المزعوم بالسيطرة العالمية. لقد جاء هذا الاعتداء في وقت منحت فيه إيران فرصاً عديدة لـ”إسرائيل” للتراجع عن ممارساتها العدوانية، حيث سبق لـ”إسرائيل” أن ارتكبت اعتداءات وانتهاكات في الأراضي الإيرانية، مثل اغتيال “إسماعيل هنية“. ولكن ضبط النفس والصبر الإيراني لم يُجديا نفعاً مع طبيعة “إسرائيل” الشريرة. فعلى الرغم من أن الصهاينة اغتالوا العديد من العلماء الإيرانيين، وارتكبوا انتهاكات أخرى، وزرعوا الجواسيس، وأطلقوا حملات إعلامية بهدف إسقاط الجمهورية الإسلامية وإشعال حرب داخلية، إلا أن إيران واصلت منحهم فرصة للعودة عن أفعالهم. لكن “إسرائيل” لم تندم، بل أصبحت أكثر شراسة وشنّت حرباً مفروضة على إيران بهدف تدميرها. على النقيض من ذلك، سارعت هذه الحرب تحقيق الأهداف الحضارية والإنسانية لإيران لعشرات السنين. لطالما سعت الثورة الإسلامية الإيرانية لجمع الأحرار من جميع أنحاء العالم في جبهة واحدة، ليعملوا معاً على تهيئة الأرضية لظهور “المنقذ الموعود”. لقد شغل المحور الصهيوني-الأمريكي إيران لسنوات طويلة في حروب إعلامية، ونفسية، ومعرفية، واقتصادية، لمنعها من حشد العالم وراء رؤيتها الحضارية العالمية في ظل “المنقذ الموعود”.
لقد أصبح العدوان الصهيوني الغادر، والاختلاف في أداء الطرفين في المواجهة الإيرانية-الإسرائيلية، خير وسيلة لإظهار حقيقة كل طرف أمام العالم. لم تَعُدْ قوة الإعلام، أو رواية العدو، أو الثروة، أو النفوذ، مجديةً هنا. بل انتصرت قوة الإيمان، وأصبحت هذه المواجهة مرآة تعكس بوضوح النوايا الحسنة للثورة الإيرانية والشر الكامن في طبيعة العدو. لقد مكّنت قوة الإيمان والتوحيد لدى الثورة الإيرانية في هذه المواجهة من توحيد صفوف أحرار العالم مع إيران، ومن توحيد أصواتهم المطالبة بالحرية والعدالة مع أصوات الإيرانيين الساعين إلى التمدّن و”المنقذ”. لقد أصبح كل من الولايات المتحدة و”إسرائيل” وسيلةً إيرانيةً لإيصال حقيقتها للعالم. رأى العالم في هذه المواجهة بعينه الظلم، والكذب، والاعتداء، وقتل الأطفال والعلماء، والقوة الغاشمة في جبهة الباطل، بينما رأى في جبهة إيران الصمود، ورفض الظلم، والتعاطف، والمحبة بين الشعب، والاتحاد بين الأمة والدولة، والإيمان، والقيم الإلهية. في هذه النقطة بالتحديد، صدّق العالم ما سمعه في القصص عن “المدينة الفاضلة” والدولة الكريمة، وتولّد في قلبه الشوق لتحقيقها. فما هو هذا الفرق في الأداء بين الطرفين الذي دفع بأحرار العالم إلى الإيمان بأحقية إيران؟ للإجابة عن هذا السؤال، تابعوا معنا.
أداء إيران في “حرب الـ12 يوماً“
في ردٍّ على العدوان الإسرائيلي، أطلقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عملية “الوعد الصادق 3” في الثالث عشر من يونيو 2025، بالتزامن مع عيد الغدير. بدأت العملية بكلمة متلفزة للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية “السيد علي الخامنئي”، تحت شعار “يا علي بن أبي طالب”. استمرت العملية حتى الرابع والعشرين من يونيو، وشملت 22 هجوماً صاروخياً و10 هجمات بطائرات مسيرة.
استهدفت عملية “الوعد الصادق 3″ مراكز حيوية للاستخبارات والجيش الإسرائيلي، وشملت أيضاً هجمات سيبرانية على أنظمة الدفاع والمراكز الاستخباراتية. وقد شملت الهجمات 150 هدفاً في الأراضي المحتلة، حيث تعرضت مدن مثل تل أبيب، وحيفا (المركز النفطي والاقتصادي لإسرائيل)، و”بات يام”، و”رحوفوت” لهجمات متتالية بالصواريخ والطائرات المسيرة.
على الرغم من محاولات إسرائيل للمناورة، فقد شنّت القوات المسلحة الإيرانية هجوماً مضاداً حاسماً وسريعاً. وقد استخدمت القوات الإيرانية بشكل متزامن وفاعل صواريخ باليستية مثل “قدر” و”سجيل”، بالإضافة إلى صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت مثل “فتاح”. ولم يقتصر الاستعراض العسكري الإيراني على ذلك، بل شمل أيضاً صواريخ موجهة مثل “عماد”، وصواريخ استراتيجية مثل “خيبر شكن”، وصواريخ عنقودية مثل “خرمشهر”. وقد أثبتت إيران أنها تمتلك قدرات عسكرية كبيرة، كما أضافت طائراتها المسيرة الشبحية “آرش” و”شاهد” بُعداً جديداً في فنّ الحرب الإيراني.
كانت النقطة الأهم هي أن إيران لم تكسب الهيبة لنفسها فحسب، بل سحقت الهيبة المُزيّفة للكيان الصهيوني الغاصب تحت أقدامها. فإسرائيل، التي كانت تعتمد على أنظمتها الدفاعية المتعددة الطبقات كدرع لقوتها وهيبتها، تعرضت للعار في هذه الحرب على يد إيران. ففي أسرع وقت ممكن، حولت إيران أسطورة “حصانة” الكيان الصهيوني إلى سراب. إسرائيل، التي كانت تروج إعلامياً لمناعة أنظمتها الدفاعية مثل “القبة الحديدية”، و”مقلاع داوود”، و”آرو”، سقطت وذلّت أمام العالم.
لقد اخترقت معظم الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية بسهولة أسطورة سماء إسرائيل الحصينة، وكسرت “قبتهم الخيالية” لتضرب أهدافها بدقة. في اليوم التاسع من الحرب، لم يعد الصهاينة قادرين على اعتراض صاروخ واحد. وكان الفرق الواضح بين أداء الطرفين في هذه الحرب هو اختيار الأهداف؛ فإسرائيل لم تتوانَ عن استهداف المناطق السكنية وقتل النساء والأطفال الأبرياء في هجمات مفاجئة، بينما أصدرت إيران تحذيرات مسبقة قبل هجماتها، مما أعطى العدو فرصة للاحتماء وإنقاذ حياته، مع التركيز على استهداف المراكز الحكومية. فرض الكيان الصهيوني حظراً على نشر أي أخبار، أو تقارير، أو صور، أو فيديوهات للأضرار والخسائر، وفرض عقوبات صارمة على المخالفين. ومع ذلك، تسربت الحقائق حول الخسائر والأضرار بطرق مختلفة، في حين تعاملت إيران بشفافية أكبر، ولم تخشَ من نشر الحقائق.
كان من بين الأهداف التي استهدفتها الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية: المجمع العسكري الاستخباراتي “كريا” (ما يعادل البنتاغون في إسرائيل)، ومقر وزارة الحرب الإسرائيلية، ومعهد “فايتسمان” للأبحاث، ومركز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، ومقر التنسيق لأكبر مصفاة وقود في حيفا، بالإضافة إلى مركز إنتاج المعالجات الدقيقة والتكنولوجيا المتقدمة في المنطقة الصناعية “كريات جات”، ومطار “بن غوريون”، ومراكز القيادة والتحكم التابعة للجيش الإسرائيلي والموساد في تل أبيب وحيفا.
أداء إسرائيل في حرب الـ 12 يومًا
شنت إسرائيل هجمات غادرة باغتيال قادة عسكريين إيرانيين بارزين، وهو عمل كان من الممكن أن يزعزع أي دولة، لكنه لم يهز إيران الإسلامية، لأن الفكر السائد في الثورة الإسلامية الإيرانية لا يرتكز على الأفراد بل على القوة الجماعية والنظرة الإنسانية. كما اغتالت إسرائيل أكثر من عشرة من علماء إيران في مجالات حساسة مثل الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي والأدوية الإشعاعية. ويُعتبر هذا العمل انتهاكًا للقوانين واللوائح الدولية. وبخلاف القوانين الأخلاقية التي تلتزم بها إيران، بادرت القوات الصهيونية بالهجوم، وألحقت أضرارًا بأنظمة الدفاع والرادارات الإيرانية، مما أدى إلى مباغتة القوات المسلحة الإيرانية. لقد خططوا لهذا الهجوم لسنوات، ودربوا العديد من العملاء للتجسس وإرسالهم إلى إيران. كما قاموا بتسيير آلاف الطائرات الصغيرة المسيرة عبر عملائهم داخل الأراضي الإيرانية، ونفذوا العديد من الاغتيالات. وشنوا هجمات سيبرانية متكررة على الأنظمة الدفاعية والمصرفية والمدنية، مما تسبب في تعطيلها.
وفي حرب إيران وإسرائيل، سعى الصهاينة للاستفادة القصوى من منصات التواصل الاجتماعي والفضاء الافتراضي لتحقيق أهداف عسكرية واستخباراتية. وقد أعلن وزير الاتصالات الإيراني صراحة أن حوالي 22 ألف هجوم سيبراني استهدف إيران خلال الحرب، بدأت قبل يومين من الحرب واستمرت حتى يومين بعد وقف إطلاق النار. وخلال هذه الحرب، نفذت إسرائيل هجمات متعددة على عدة مناطق سكنية، واستهدفت منشآت نووية في نطنز وخنداب بأراك وخرم آباد، ومطار مهرآباد، ومنظمة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وبعض مستودعات النفط والغاز في المدن، وبعض حقول الغاز والنفط في بوشهر.
وفي الوقت الذي خرج فيه الشعب الإيراني إلى الشوارع في مسيرات حماسية تمتد كيلومترات، متكافلين ومتحدين، فرّ الفئران الصهيونية إلى ملاجئها أو عادوا إلى الدول التي كانوا قد هاجروا منها إلى فلسطين واغتصبوها. وبسبب إلغاء الرحلات الجوية، فرّ الصهاينة براً وبحراً من فلسطين التي اغتصبوها بالقوة، مما أظهر للعالم من هم أصحابها الحقيقيون.
دور الولايات المتحدة في حرب الـ12 يوما
كان الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها ضد إيران واضحاً جداً، لدرجة أنه لم يقتصر على مجرد “المساندة”، بل اتخذ شكل “الشراكة الكاملة”. فالولايات المتحدة كانت المزوّد الرئيسي للمقاتلات، والطائرات المسيرة، وحتى أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. كما كانت هناك لقاءات متكررة بين نتنياهو وترامب لإدارة هذه الحرب بشكل مشترك. وفي بداية الأمر، لم تدخل أمريكا الحرب بشكل مباشر وعلني. ولكن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية كشفت في اليوم الرابع للحرب عن اجتماع طارئ بين ممثلين عن القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)[1] وقادة الجيش الإسرائيلي. وفي هذا الاجتماع، طلبت تل أبيب إمدادها على وجه السرعة بالعديد من أنظمة التتبع، وصواريخ “تامير”، وطائرات مسيرة. ولم تمضِ سوى ساعات قليلة حتى وصلت طائرة عسكرية أمريكية مُحمّلة بمعدات متطورة جداً من قاعدة “رامشتاين” في ألمانيا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومن جانب آخر، نفّذت الأقمار الصناعية الأمريكية أكثر من 70% من عمليات تتبع الصواريخ الإيرانية ورصدها.
مع اشتداد الحرب ووصولها إلى مراحلها الوسطى، أدركت إسرائيل عجزها أمام إيران، فتخلّت حتى عن مظهرها الخارجي، وراحت تستجدي الدعم من ترامب. وقد اتخذ هذا الأمر منحىً مُبالغاً فيه لدرجة أن الفنانين راحوا يُعبّرون عنه برسوم كاريكاتورية تسخر من هذه العلاقة الدموية والمهينة. وفي النهاية، أدركت إسرائيل أن مشروعها غير المدروس للإطاحة بالحكومة الإيرانية قد انقلب عليها، ليكشف للعالم أنها مجرد “طبل فارغ”، وأن وجودها الأمني والعسكري لا يمكن أن يستمر في مواجهة إيران دون الدعم الأمريكي.
بعد أقل من عشرة أيام على اندلاع الحرب، قرّرت الولايات المتحدة التدخل بشكل مباشر، لأنها أدركت خطر الانزلاق في مستنقع حرب استنزاف لا يمكن السيطرة عليها. وعلى الرغم من أن أمريكا شنت هجوماً على موقع “فوردو” الإيراني، إلا أن إيران كانت قد اتخذت إجراءات احترازية مسبقة، مما جعل الأضرار التي لحقت بالمركز محدودة. وبعد ساعات قليلة، وفي عملية “بشارة الفتح“، ردّت إيران بهجوم على قاعدة “العديد” في قطر، التي تُعَدّ أكبر وأهم قاعدة عسكرية أمريكية في غرب آسيا، وشلت فعلياً قدرة أمريكا في المنطقة.
أدركت الولايات المتحدة أن استمرار هذا الصراع سيتحول إلى أزمة طويلة الأمد ذات تداعيات خطيرة إقليمياً وعالمياً. فالصواريخ الإيرانية المستمرة، والوحدة الشعبية، والحماسة الدينية لدى الإيرانيين، وتأهب حزب الله في لبنان، وتهديد أنصار الله في اليمن بإغلاق باب المندب، والهجمات الصاروخية من العراق على القواعد الأمريكية في سوريا، بالإضافة إلى إرهاق إسرائيل من تكرار عمليات التتبع، والضغط الهائل على قدراتها اللوجستية، كل هذا كان يُشير إلى صراع طويل الأمد. لقد أدرك “جبهة الشر” بقيادة أمريكا وإسرائيل الفرق بين إيران الإسلامية والدول الضعيفة الأخرى في المنطقة، واستشعروا الخطر. ولهذا السبب، طرحت الولايات المتحدة مبادرة وقف إطلاق النار.
وفي اليوم الثامن للحرب، أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تقريراً تحذيرياً، أشارت فيه إلى أن القدرة الدفاعية الإسرائيلية ستنهار في غضون أسبوعين إذا استمر الوضع على ما هو عليه. لم تكن الولايات المتحدة ترغب في تكرار تجاربها الفاشلة في العراق، وأفغانستان، وليبيا في قلب الشرق الأوسط، خصوصاً مع دولة قوية مثل إيران. فقد أدركت تماماً أن استمرار هذه المعركة سيُكلّف إسرائيل وواشنطن ثمناً اقتصادياً، ونفسياً، وجيوسياسياً باهظاً.
نتائج حرب الـ12 يوما بين ايران واسرائيل
على عكس ما تصوره كلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل، أدت حرب الأيام الاثني عشر إلى نتائج سلبية سريعة على إسرائيل، منها: هروب رؤوس الأموال وانخفاض احتياطياتها العسكرية و زيادة تكلفة التأمين على النقل البحري واضطراب مسار الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط. كانت هذه الحرب بمثابة انتصار منخفض التكلفة لإيران، حيث حققت أهدافها البعيدة المدى بأقل الخسائر، بما في ذلك فضح إسرائيل وأمريكا وإظهار حقيقة الكراهية العالمية تجاههما. لقد راهن سياسيون مثل ترامب ونتنياهو على هذه الحرب وخسروا شرفهم وسمعة حكوماتهم أمام الثورة الإسلامية الإيرانية.
بينما كانت إيران في قمة الوحدة والتلاحم بين الشعب والحكومة وقواتها المسلحة، كانت إسرائيل تتهاوى من الداخل. وكلما زاد إيمان وثقة الشعب الإيراني في حكومته، زادت حالة انعدام الثقة والخلافات داخل إسرائيل، مما أدى إلى مظاهرات واشتباكات مع القوات المسلحة. وعلى الرغم من محاولات الإعلام الإسرائيلي المناهض لإيران لضرب هذه الوحدة الشعبية، ورغم الهجمات الإسرائيلية الجبانة على المناطق السكنية، إلا أن الحرب كانت هزيمة فاضحة لإسرائيل من جميع النواحي. فالعالم رأى الفرق الشاسع في الفكر بين نهج إيران الإسلامي القائم على الحق، والفكر الإسرائيلي المستغل. كانت القوة العسكرية الإيرانية قبل هذه الحرب محلاً للشك بالنسبة للكثيرين في العالم. كانت إسرائيل والولايات المتحدة تعتقدان أنهما سيُنهيان قضية إيران، ويُزيلان العقبة الرئيسية أمام تحقيق طموحاتهما. لكنهما بدلاً من ذلك، قدّما خدمة كبيرة للثورة الإيرانية، حيث كشفا حقيقة قوتها للعالم أجمع. إن الثورة الإسلامية في إيران مدينةٌ لقادة “جبهة الباطل” الحمقى، الذين، بفضل غرورهم وغطرستهم، وفّروا وسيلة سريعة للثورة للوصول إلى غايتها النهائية. فقد أظهروا لأحرار العالم الفرق الواضح بين الإيمان بالله والكفر به.
كانت حرب الأيام الاثني عشر بمثابة استعراض للقوة الإيرانية. لكن طبيعة هذه القوة تختلف عن استعراضات القوة والتباهي التي تقوم بها الدول والجيوش الأخرى. ما يُميّز القوة العسكرية الإيرانية هو طابعها التوحيدي. فهي لا تعتمد فقط على المعرفة والعلوم البشرية، بل هي بذرة علمية سُقيت بالإيمان والتقوى، ونمت على أساس التوحيد، لتُثمر نصراً.
إنّ نجاح الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ الثورة الايرانية حتى اليوم يعود إلى الإيمان التوحيدي والرؤية الحضارية لقادتها الثوريين وأتباعهم المخلصين. فاليوم، إذا كانت إيران تُمثّل راية المعركة النهائية بين الحضارات، وإذا كانت قادرة على إخضاع إسرائيل، وإذلال أمريكا، وكسب تأييد أحرار العالم، فلن يكون ذلك بفضل صواريخها القوية، بل بسبب قوة الإيمان الذي أوصل الشعب إلى قناعة بأن العالم بحاجة إلى منقذ، وبأن الدنيا تحتاج إلى دولة كريمة. إن واجبنا هو التمهيد لظهور المنقذ حتى ننقذ العالم تحت راية قيادته وتوجيهه.
[1] . القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية (USCENTCOM).