[rank_math_breadcrumb]

تزايد شعبية إيران عالميًا بعد حرب الأيام الاثني عشر مع إسرائيل: كذبة أم حقيقة؟

سبب صعود شعبية إيران عالميًا بعد "حرب الأيام الاثني عشر" مع إسرائيل

سبب صعود شعبية إيران عالميًا بعد “حرب الأيام الاثني عشر” مع إسرائيل

كان أداء إيران في حرب الأيام الاثني عشر بمثابة منصة انطلاق لشعالصفحة الرئيسيةها في قلوب وعقول العالم الغربي والعالم العربي على حدٍ سواء. فبعد أكثر من أربعين عامًا من الدعاية الإعلامية المسمومة التي حاولت خلق صورة سلبية عن إيران وتشويه علاقاتها مع العالم، انقلب المشهد تمامًا. لقد كان العدو يسعى لبث “الرهاب من إيران” في العالم وتشويه مكانتها في المجتمعات العربية عبر إثارة النعرات العرقية، وتقديم صورة كاذبة عن إيران كدولة “إرهابية، وطموحة، وخطيرة”. كما كان يصفها بأنها دولة ضعيفة فكريًا وعمليًا وأنها خاسرة دائمًا في أي صراع.

قبل الحرب، كانت إيران تواجه تحديات متعددة داخليًا، وإقليميًا، ودوليًا. ورغم أنها كانت دائمًا تعارض السياسات الأمريكية والإسرائيلية المتغطرسة، وتدعو إلى السلام والعدالة للجميع، إلا أن أهدافها كانت مجرد “تصريحات” أو “تهديدات” لم تتحول بعد إلى واقع. ولكن بعد الحرب، تغيرت الأمور وأصبحت تهديدات إيران ذات مصداقية دولية، حيث أثبتت جبهة التوحيد قدرتها على الوقوف في وجه الظلم وإضعافه. لقد اكتسبت إيران مصداقية واحترامًا كبيرين، إقليميًا وعالميًا. لقد رأى العالم كيف أن الصهاينة، الذين كانوا يعيثون فسادًا في العالم دون خوف، باتوا يرتعدون، وأن مكانتهم قد تحطمت على يد إيران. لقد خاضت إيران هذه المعركة بمفردها أمام “جبهة الشيطان” دون أن تبالي بدعم الحكومات الغربية أو العربية لإسرائيل، وتحدت الفكر الصهيوني العالمي. لم تخشَ الحرب الإعلامية، ولم تهرب من المواجهة، ولم تعتبر قوة الأعداء شيئًا، بل حاربت الشيطان وجنوده متسلحة بالإيمان. كانت هذه المشاهد المذهلة، ذات العمق الروحي، جذابة ومؤثرة بالنسبة لشعوب العالم، فقد أيقظت فيهم أحلامهم الإنسانية المفقودة. لقد رأى العالم في إيران منقذًا يُعيدهم إلى فطرتهم، ويغرس فيهم من جديد التوكل والحب لله. ومن هنا، وجد العالم في إيران صدىً لما في داخله، فأعيدت شعالصفحة الرئيسيةها من جديد. إذا كنت تريد معرفة الأحداث التي أظهرت شعبية إيران في العالم خلال حرب الأيام الاثني عشر مع إسرائيل، فتابع معنا.

شعبية إيران في الواقع الميداني

عندما خططت إسرائيل وراعيها الأمريكي لمشروع تدمير إيران بحرب شاملة، لم يخطر ببالهما أن الرأي العام العالمي، بمختلف توجهاته من مسلمين سنة وشيعة وعرب وغير عرب، وعلمانيين ومتدينين، بل وحتى المشاهير، سيتوحد لدعم إيران. لقد راهنت “جبهة الشيطان” على خلافات السنة والشيعة والعرب وغير العرب، لكنها فوجئت بدعم غير متوقع من العديد من المسلمين السنة والعرب. حتى الأمير السعودي “تركي الفيصل” الذي يُعرف بعدائه لإيران، أعلن دعمه لها صراحة بعد الهجوم الأمريكي على منشأة “فوردو”، وقال إن منشأة “ديمونا” الإسرائيلية هي التي كان يجب أن تُقصف بدلاً من المنشآت الإيرانية.

لقد شهد العالم العربي بعد عملية “الوعد الصادق 3” موجة دعم هائلة لإيران، وانضم الرأي العام العربي إلى جانبها دون أي تردد. كما أعلن علماء من السنة والشيعة دعمهم لإيران دون خوف، واعتبروها الحليف الوحيد للمظلومين في غزة. لم يقتصر هذا الدعم والتضامن على الدول العربية و”محور المقاومة“، بل امتد إلى العديد من الدول التي كانت حكوماتها تتآمر على إيران. فقد خرجت مظاهرات حاشدة في عواصم أوروبية وأمريكية، حمل فيها المتظاهرون أعلام إيران وفلسطين معًا، وهتفوا بشعارات تُشيد بقوة إيران وانتصارها. ومن اللافت أنهم كانوا يهتفون أحيانًا باللغة الفارسية: “الموت لإسرائيل!”.

شهدت مدن مثل لندن، روتردام، جنيف، روما، باريس، وفيينا، مظاهرات واسعة ضد الحرب. هذه الاحتجاجات العفوية أطلق عليها “أكبر حشد شعبي أوروبي ضد الحرب”. كما أصدر المحتجون في لندن بياناً مع “ائتلاف وقف الحرب في بريطانيا” يُطالب بمنع بريطانيا من دعم أمريكا وإسرائيل ضد إيران. أما في روما، فقد نُظّمت أوسع مسيرة مناهضة للحرب في العام الماضي دعماً لإيران، وطالب المتظاهرون بوقف الحرب في غزة وإيران، ورفعوا شعارات تدعو إلى العدالة الاجتماعية، والديمقراطية، والسلام لإيران والعالم. وفي فيينا، أدان أنصار إيران الولايات المتحدة وإسرائيل. واحتشد نشطاء حقوق الإنسان أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف، مطالبين باحترام ميثاق الأمم المتحدة. وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة في ألمانيا ودعمها الواضح للهجوم الإسرائيلي الأمريكي، فقد تجمّع الآلاف في وسط المدينة للاحتجاج على هذا الموقف.

شعبية إيران في الفضاء الإلكتروني

في ظل الظروف التي شهدت انقطاع الإنترنت الدولي في إيران لأسباب أمنية، تحوّلت شعبية إيران المتزايدة إلى دافعٍ لحركة دعم شعبي واسع النطاق. فقد سارع المؤثرون، ويوتيوبرز، والمدونون، والمشاهير، والفنانون إلى التعبير عن دعمهم بالترانيم ومقاطع الفيديو، مُحتفلين بالصواريخ الإيرانية. ومنذ حرب الأيام الاثني عشر، حظيت إيران بتعاطفٍ وتأييدٍ من المستخدمين بشكل مذهل. فمقاطع الفيديو والصور الخاصة بالصواريخ الإيرانية انتشرت كالنار في الهشيم، وأصبحت حديث الساعة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، مثل تويتر، وتيك توك، وإنستغرام، ويوتيوب.

كانت تعليقات المستخدمين على المنشورات المتعلقة بإيران أكثر إثارة من أرقام المشاهدات. فقد كانت التعليقات الإيجابية والحماسية، التي كانت تُرفَق بعلمَي إيران وبلد المستخدم، تُثير التساؤل: هل هؤلاء المستخدمون حقاً من جنسيات وأديان وأعراق مختلفة؟ كيف يمكن لدولة واحدة أن تجمع شعوب العالم على اختلافها في مثل هذا التلاحم والحب والوحدة؟ كانت الشعارات الحماسية مثل “اضرب يا إيران!” و “افعلها فقط! ” تُعبّر عن الألم الذي تكنّه قلوب الملايين لجبهة “الشيطان”. هذا الألم الذي لم يملك أصحابه يقيناً بقدرة على علاجه، واكتفوا بالأسف، وجدوا الآن في إيران المؤمنة والقوية “الطبيب الماهر” الذي يرجونه لإنهاء هذه المعركة.

أكدت مقالة نشرتها مجموعة من الباحثين في مجلة “فورين أفيرز” بوضوح أن الحرب بين إيران وإسرائيل قد زادت من مستوى الدعم العالمي لإيران والمقاومة. كما أن شعبية الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما في الشرق الأوسط بدأت في التراجع بشكل جدي منذ أحداث 7 أكتوبر، ووصلت اليوم إلى ذروتها.

أثار أداء إيران حماسة شعوب العالم، وارتفعت شعالصفحة الرئيسيةها لدرجة أن فنانين عالميين، بالإضافة إلى المظاهرات الشعبية، عبّروا عن دعمهم لها من خلال أعمالهم الفنية. على سبيل المثال، قام المواطن الأمريكي-الإيطالي “لوكاس غيج” بتأليف أغنية “بوم بوم تل أبيب”، التي حظيت بأكثر من 500 ألف مشاهدة في أقل من 24 ساعة، وانتشرت بشكل واسع لتحصد أكثر من مليار مشاهدة.[1] كما أنتجت الفرقة الصينية “إنوكيدز” أغنية “ألعاب نارية فوق إسرائيل”. ولم تقتصر هذه الحركات على الموسيقيين فقط، بل شارك فيها رسامو الكاريكاتير، والرسامون، والكتاب، وصناع المحتوى، وغيرهم من الفنانين الذين قدموا أعمالاً قيّمة. ومن بينهم “كمال شرف”، و”لويس كارلوس”، و”فاسكو غارغالو”، و”طارق صخراوي”، و”كارلوس لطوف”، و”ديميتري جورجوباليس”، وغيرهم.

السبب وراء شعبية إيران في العالم

لقد اعتادت شعوب العالم على مر التاريخ على الظلم، واللامساواة، والاستكبار، والعنصرية، والقتل، والإبادة الجماعية، لدرجة أنها كادت تتعايش معها. ومع ذلك، فإنّ فطرتها الإنسانية والنقية كانت دائمًا تعاني من هذه الشرور. لكن بما أنهم لم يجدوا منقذًا شجاعًا وقويًا وحنونًا، فقد اعتقدوا أن هذا الذلّ والإهانة هما حق طبيعي للعالم. لقد آمنوا بأنهم عبيد لحكام الولايات المتحدة وقادة الفكر الصهيوني، وأنه عليهم الانحناء أمامهم والسكوت. لكن عندما اندلعت الحرب بين إيران وإسرائيل، واجه العالم ظاهرة جديدة تجمع بين التوحيد والقوة. فقد رأى العالم شعبًا يعتمد على الله وإيمانه الحقيقي به، ويُكافح بجهد وشجاعة، دون خوف، ويقف وحده أمام “حزب الشيطان” ليُسحقه بكل عزة ورحمة.

فجأة، استيقظت الفطرة الإلهية والتوحيدية لدى البشر وعادت إليها الحياة. لقد انضمّ أحرار العالم إلى بعضهم البعض كقطرات النهر، واندمجوا في محيط إيران الإسلامية الواسع، حتى يتمكن “محيط التوحيد والإيمان” التابع لـ”حزب الله” من أن يبتلع “حزب الشيطان” كما ابتلع البحر جيش فرعون. إنّ شعبية إيران في العالم ليست نتيجة لأسباب سياسية أو عسكرية. لقد أضاءت إيران شمعة في قلوب البشر كانت قد أُطفئت وأُظلمت من قبل “حزب الباطل”. شعر الناس بأنهم مفيدون وقادرون على إحداث تغيير في العالم، وتحسنت نفسيتهم بإيمانهم بقدرتهم على لعب دور في مستقبل العالم، وآمنوا بأن بإمكانهم جميعًا المشاركة في إنقاذ العالم واتخاذ خطوة نحو ذلك. لقد عادت ثقتهم بالله وثقتهم بأنفسهم.

أدرك الجميع أن فصلًا جديدًا من التاريخ قد بدأ، وأن الأرض على وشك أن تلد مولودًا جديدًا يُنقذ البشرية. إن شعبية إيران في العالم هي نتاج الروح الجديدة التي نُفخت في شرايين الأرض المُجففة والمُتعَبة من الاستكبار، وهي روح أصبحت بمثابة الخيط الذي يربط بين جميع أحرار العالم لإنقاذ الأرض. هذا الرابط سيؤثر بلا شك في مواجهة آخر الزمان وسيُحسم أمر “حزب الشيطان” مرة واحدة وللأبد.

[1] . الانتشار السريع والواسع للمحتوى بين مستخدمي الفضاء الإلكتروني، بطريقة تُشبه الفيروس الذي ينتشر بسرعة على شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات المختلفة.

المشارکة

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *