وصلنا إلى مدينة غوتنبرغ، ثاني أكبر مدينة في السويد؛
كان اليوم الخامس عشر من فبراير، منتصف شهر شعبان، يوم ميلاد أغلى مخلوق عند الله، ونصف شهر أهل السويد وسط قلب الشتاء وقساوة البرد.
أقمنا خيمة، جناحًا كبيرًا نسبيًا في مركز المدينة، ومنذ البداية، عندما شاهدنا الناس منهمكين في العمل والنشاط، لم يمروا بجانبنا بلا مبالاة.
سألونا: من أين أنتم؟ هل أنتم مسلمون؟ من هو المهدي؟ ماذا ستفعلون هنا؟
بدأنا مباشرة دون مقدمات:
– نحن من إيران، مسلمون وشيعة.
– المهدي ليس ملكًا لنا فقط، بل ملكٌ للعالم كله.
– المهدي سيأتي مع المسيح.
– المهدي منقذ وناجي، ويجب أن يظهر أولاً في القلوب.
كلما زاد شرحنا، أصبحت الوجوه أكثر هدوءًا وفرحًا.
تحدثنا عن نشاطنا، وقلنا إننا نريد نظرة مختلفة لكوننا بشرًا، أننا سنحرر أنفسنا من قيود الزمن والمكان والجغرافيا والحدود والجنسية والنوع، وأن نغذي روحنا وقلبنا.
سألناهم عن صفات القدوة الكاملة، وكل صفة ذكرها الناس وضعناها على كفة ميزان، وشرحنا لهم نموذج الإنسان الكامل، فكان تأثير حديثنا يثقل الكفة الأخرى في أذهانهم.
دعونا الناس للتفكير في أمنياتهم، وأخذوا البطاقات المزينة بأحاديث أهل البيت عليهم السلام. وكانت بعض هذه الأمنيات تبدو كأنها ولدت من قلب الأحاديث، أو ربما كانت قدرة الإمام على رؤية هدف الإنسان تجعله يصلنا برسالة صغيرة لتحقيق ذلك الهدف.
اقتربت منا سيدة سويدية، هادئة ووقورة، وسألت عن قصة هذا الجناح واللوحات. أخبرناها أننا سفراء السلام والعدل، وأن العالم وصل إلى نقطة من الظلم واللاعدالة تهدد إنسانيتنا. أجرينا نقاشًا ممتعًا، وأخذت رابط صفحة الحملة وغادرت، وأثر فطرتها كان أعمق منا.
سجلنا ذكريات عديدة مع أهل غوتنبرغ، من مهاجرين نيجيريين إلى عراقيين وأمريكيين. وعندما فهموا دورهم في بناء مستقبل سلمي، أصبحوا أكثر حماسة وإصرارًا على المستقبل.
وطبعًا، نحن زرعنا فقط شتلة في صحراء قلوبهم، بينما كان البستاني قد سقى الأرض قبلنا وبذل جهده أسرع منا
