في قلب الزحام الروحي العظيم لمسيرة الأربعين عام ١٤٤٧هـ، أقامت حملة «من هو الإمام المهدي؟» مركزها التعريفي في صالة “سلام” بمطار الإمام الخميني الدولي في طهران، تحمل هدفًا ساميًا يتجاوز الحدود: التعريف بالمنقذ الإلهي، والإمام الذي ينتظره العالم العطِش إلى العدل والرحمة.
ورغم ضيق المكان والازدحام المستمر للمسافرين والزائرين، انطلقت أعمال الحملة بكل طاقتها. فقد امتلأ المكان باللافتات والمنشورات والمحتويات المرئية والمنتجات الثقافية المهدوية، لتقدّم للناس نافذةً على فكرٍ حيّ يذكّرهم بالأمل القادم.
كانت نشاطاتنا مركّزة وواضحة الغاية: جذب الشباب وتوجيه الكبار نحو معرفة الإمام المهديّ عليه السلام، من خلال معارف تجمع بين الوعي المهدويّ وفهم الذات. ورغم أن محور عملنا كان نشر تعاليم المهدوية الأصيلة، فإن هدفنا الأعمق كان أن نُعرّف كل زائر بقيمته الحقيقية، وبأنه جزء من مشروعٍ إلهيٍّ عظيم يحمل معنى الوجود وكرامة الإنسان.
أما محطات “موجب لا نهائي”، فكانت نقطة اللقاء الأكثر دفئًا في الحملة. إذ تناولت — عبر بطاقاتها وأسئلتها التفاعلية — هموم الزائرين الشخصية، ومشاكلهم الأسرية، لتقودهم بخطواتٍ من نور نحو الأمل، والإيمان، والحلول المطمئنة. وفي الوقت نفسه، قدّمنا لهم أدعيةً وأحرازًا مجرّبة تفيض طمأنينةً وسكينةً، تذكّرهم بأن الاتصال بالله هو أعظم دواءٍ للقلوب القلقة.
وعلى مدى عشرة أيامٍ متواصلة، ظلّت أجنحتنا تنبض بالحركة والعطاء دون توقف. لم يكن هدفنا مجرّد تعريفٍ أو ترويج، بل كنا نبحث عن لحظة تلامس القلوب؛ عن تلك الصلة التي توصل الإنسان المرهق في زحمة الدنيا بـ قلب الإمام المهديّ (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، قلبٍ هو موطن الرحمة ومصدر الأمل ونور العدالة الذي يشفي وجع البشرية كلّها.