في يوم الجمعة، 30 آبان 1404 هـ.ش الموافق 21 نوفمبر 2025، كانت لنا رحلة قصيرة إلى المنطقة السابعة عشرة من طهران، حيث يزدان المكان بأحد أشهر معالمه، إمامزاده حسن؛ وهو من المزارات المباركة المنسوبة إلى ذرية الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام. هناك، تحت القباب الفيروزية والفسيفساء الملوّنة المزدانة بآيات القرآن الكريم، أقمنا أجنحة الحملة الدولية Who is Imam Mahdi.
إن القيمة الفنية والثقافية-الإسلامية لهذا المقام، إضافةً إلى السوق التراثي المحيط به، كانت سببًا في توافد أعداد كبيرة من الزائرين والسائحين. وفي هذا الجو الحافل، وجدنا فرصة مميّزة للتواصل مع الحاضرين والتعريف بأهداف الحملة وأنشطتها بما يلائم اهتماماتهم واحتياجاتهم.
وفي صحن البقعة الرئيسي، وتحت الجدران المزيّنة بالنقوش اللاجوردية، تحدّثنا عن الأبعاد الروحية والاجتماعية لحملة Who is Imam Mahdi، وذكّرنا بأن وجود كل واحد منا هنا هو خطوة في سبيل المعرفة الصحيحة بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، وأننا جميعًا نحمل رسالة العدل والأمل والسلام للعالم. كما تحدّثنا كذلك عن دور جمهورنا في المستقبل المشرق لـ”الدولة الكريمة”، وسعينا لنسج صلة قلبية عميقة بينهم وبين ذلك الغد الموعود.
أما المنتجات الثقافية والفنية التي قدّمناها، فكانت مألوفة لدى بعض الزائرين لدرجة لم يكن هناك حاجة إلى شرح. كما كانت إلى جانب النشاط الرئيس للحملة أقسامٌ طبية وتمريضية، وخدمات قانونية واستشارية، وخدمات عامة، إضافة إلى وحدة “برنا”، وعدد من الأجنحة والملصقات التي لاقت تفاعلًا واسعًا، فزاد ذلك من نبض المكان وحيويته.
وفي ذلك اليوم، كما كان السوق التقليدي قرب إمامزاده حسن يعجّ بالحركة، كان سوق نشاطنا أيضًا في ذروته. ومع اقتراب الشمس من أدنى خط أفقها، وبدء نور القمر في التلألؤ فوق القبة الذهبية، بقينا في مواقعنا، نواصل عملنا بإصرار؛ خوفًا أن يُحرم أحد من شعاع الشمس الحقيقية لولاية الحق.
وفي دفء مشاعر الناس وصفاء أرواحهم، ازددنا يقينًا بأن كل خطوة تُخطى في سبيل التعريف بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، إنما هي نور يشرق في القلوب، ونقطة ضياء تضاف إلى خريطة العالم حتى مطلع صبح الظهور الموعود.