في أوّل جمعة من 24 أكتوبر 2025 م (شهر آبان لعام 1404 هـ.ش)، احتضن صحن إمامزاده صالح تجریش المبارك في طهران فعاليات الحملة الدولية Who is Imam Mahdi، حيث اجتمع العاشقون والمنتظرون لإقامة مراسم الاستغاثة في هذا المركز العريق من قلب العاصمة. وكانت هذه المناسبة فرصة ثمينة لنقدّم لهم، ولو بصورة مصغّرة، ملامح الحياة في الدولة الكريمة لمن ارتفعت أيديهم تضرّعًا لظهور الوعد الإلهي.
وقبل أن تشرق الشمس بذهبها المعتاد، كنا قد نصبنا الأجنحة والركائز، وبدأت الأقسام المختلفة بمهامها المتخصّصة، وكلٌّ يمارس دوره في خدمة الزائرين. تحدّثنا مع المارّة عن نتاجاتنا المكتوبة والمرئية، وعن الحاجة إلى الرعاية الجسدية والروحية في هذا المخاض الأخير من التاريخ، وعن الدور المفصلي للجمهور في إعداد المجتمع والعيش حول محور الإنسان المعصوم الخبير. كما قمنا بالتذكير بأنّ حياة السلام لا تتحقّق من غير مشاركتنا الفاعلة؛ فالمُنقذ لا يُنتظر ليأتي… بل مجيئه مرتبط بصحوتنا واستعدادنا!
وبين حركة الزائرين والوافدين، ظلّت أنشطة حملة Who is Imam Mahdi تنبض قرب مرقد صالح بن كاظم بنبضٍ لا يهدأ، وكان كلّ حوار وكلّ تواصل خطوة صغيرة نحو ذلك الموعود الكبير.
ومع مرور ساعات على غروب الشمس، وقد ارتدى الليلُ عباءته الحريرية المرصّعة بالنجوم، ظلّ رفقاؤنا يجولون بهدوء في أرجاء الصحن، يبحثون عن لحظة أكثر هدوءًا للحديث مع سفرائنا والتقرّب من رسالتنا. وكنّا، في المقابل، نفكّر في حجم التأثير الذي قد تُحدِثه هذه الجهود؛ جهود قصيرة كالفترة بين الشروق والغروب، لكنها متى لامست قلب الإنسان، قادرة أن تعبر العالم وتوقظ الروح من سباتها.