إلى جانب كونها العاصمة، تتحمل لندن لقب أكبر وأكثر المدن كثافة في بريطانيا، ونحن أقيمنا جناح حملة “Who is Imam Mahdi” في قلب هذه المدينة. في نفس اليوم، كان جمع كبير من سكان لندن يتجمعون في مسيرة مناهضة للصهيونية. شكل جناحنا، المزدان بالصور والقصص حول الإبادة الجماعية في فلسطين، تماشى مع هذه المسيرة الضخمة والوعي بمظلومية سكان غزة، ما جذب عددًا لا بأس به من الزوار إلى جناحنا.
كان الزوار يسألون عن تفاصيل عملنا ونشاطاتنا، عن اعتقادنا بخصوص جرائم إسرائيل، وعن تحالف ودعم الدول الكبرى لهذا النظام، وكل ما يهمهم ضمن التصنيفات الجديدة للعالم. كنا نأخذ المبادرة، وبعد شرح نشاطات الحملة الدولية، ننتقل للحديث عن صمت المنظمات العالمية تجاه الأحداث المأساوية في غزة، وعن حاجة العالم إلى حاكم أو قائد قادر على وضع حد لكل هذه الظلم والاضطهاد. الشخص الذي يرى جميع البشر بعين واحدة، والذي نقدم من خلاله فكرة الإمام المهدي، الذي حتى ظهورُه، يستمر استغلال القوى الظالمة.
كان معظم زوار جناحنا متفقين في شيء واحد: الكوفية. فقد بدت الكوفية وكأنها الغطاء الوحيد الذي يعلن من خلالها موقفهم المناهض للظلم. ونحن وضعنا هذا الرمز المقاوم بجانب علم فلسطين في نقاط مختلفة من الجناح، وبدأنا التفاعل مع الزوار عبره. قمنا بتوزيع المنشورات وطلبنا من الزوار مسح رمز الاستجابة السريعة (QR) للوصول إلى صفحات الحملة على الإنترنت والحصول على مزيد من التفاصيل. جنبًا إلى جنب مع شرح الحملة، حاولنا إزالة الارتباك لدى سكان لندن حول فكرة التعرف على منقذ عالمي. وكانت محتويات الحملة موثقة بما فيه الكفاية، ولحسن الحظ، فإن غالبية من جاءوا إلى الجناح أصبح فهمهم حول المنقذ متوافقًا معنا.
على الرغم من قصر مدة وجودنا في لندن، إلا أن ذلك اليوم في قلب المدينة وبين المشاركين في مسيرة دعم فلسطين، أيقظ وعي العديد من زوار جناحنا.