كان أهل هولندا — وإن كانوا غير منتظمين في التجمع — يعقدون مسيرات دعم متكررة لفلسطين، وكل مرة يزداد حضورهم عن السابقة. وفي اليوم الذي نصبنا فيه جناح حملةِ الإمام المهدي تصادف ذلك مع إحدى تلك المسيرات. كان المارة على طول المسيرة يجرون معنا أحاديث ودّية. وكان طيف الجمهور واسعًا، لا سيما الشباب الذين هم أكثر يقظة للقضية الفلسطينية والمهتمون بإنتاجات الحملة.
صميم وشعار زيّ فريقنا سهّلا جذب اهتمام الناس وأثارا عندهم ميلًا أكبر للتعرّف. تقدمت سيدة هولندية وسألت: «هل المقصود بـ Who is Mahdi على ملابسكم هو ذُو النسب من محمد؟» وفتح هذا السؤال باب النقاش بيننا. فسردنا لها بتفصيلٍ أكثر مَن هو المهدي، وشرحنا هدف تواجدنا في الجناح. اتفقنا على أنّه لا بدّ لأن يظهر منقذٌ ليُنقذ العالم ويتحقّق العدل وتُقضى مظاهر الظلم. تحدّثنا عن حسّ المسؤولية الذي ينبغي أن يمتلكه ذلك القائد العالمي وأن انتماءه يتجاوز الأعراق والأديان.
خلال المسيرة كنا نوزّع كتيبات الحملة ونقدّم ضيافة بسيطة للمشاركين. واقترب منا في الطريق رجل إيراني وتحدّث معنا لبرهة؛ كان من أنصار المعارضة ومصممًا على أنّ الجمهورية الإسلامية ونظامها قد خانوا شعب إيران. تحاورنا معه وبيّنّا له موقفنا: أنّ إيران اليوم وصلت إلى قدر من القوّة والاستقلال ولا تخشى أعداءها، وأنّ وسائل الإعلام التي تُمارس الإسلاموفوبيا والتشويه تحاول إظهارنا دولة ضعيفة ومتخلّفة.
ومع ذلك كان النقطة الوحيدة التي اتفقنا عليها جميعًا — هو موقفنا المشترك من ضرورة زوال إسرائيل.
وموت الاستكبار العالمي؛ أي تسليم الأرض للصالحين…