كان لا بُدَّ من تجهيزاتٍ كاملة لإقامة جناحٍ عرضيّ لحملتنا في مدينة تكتسي بأهميةٍ سياسيّةٍ بالغة. من أعلامٍ مناهضةٍ للاستكبار وداعمةٍ لفلسطين، إلى صورٍ لجرائم وحوشِ الصهيونية في غزة — كان الموضوع المركزي لحملتنا قضيةُ فلسطين مع محورٍ أسمى: حاجة العالم إلى منقذ.
رغم أن جمهورنا كان في غالبيته من شباب لاهاي، إلّا أن امرأة مسنّةً وقفت وسط الحضور وكانت — في خضمّ الاستقطاب العالمي الجديد — شديدة البغض لإسرائيل. سألت عن نوع نشاطاتنا، وبعد أن تسلّمت كتيّب الحملة توقّفت للحظاتٍ وتحدّثت معنا. من الحديث عن فلسطين انتقلنا إلى مسألة حاجة العالم إلى منقذ. قالت: إن المسيح سيعود قريبًا وستنتهي الحروب والظلم في العالم.
أجبناها أننا نؤمن أيضاً بعودة المسيح وظهور المنقذ، وأن هذا المنقذ ليس حريصًا على فئةٍ دون أخرى، بل همّه العالم بأسره. أوضحنا أننا هنا لنحثّ الناس على الدعاء لقدومه، وأن نعمل في حدود طاقتنا على تنوير الآخرين وإعدادهم لذلك اليوم. وللتوصل إلى ذلك الهدف، لا بدّ أولًا من معرفةٍ صحيحةٍ للمنقذ.
وبمقدار ما سمح به صبرها، بيّنّا لها هدف المعرض والحملة المركزيّ؛ فكان كثيرٌ من زوارنا يعترفون بعجز منظمات حقوق الإنسان والدول المزعومة نصرةً للسلام، ويأملون في يومٍ تُنهي فيه قدوم المنقذ ظواهر الظلم والاستبداد.