على أعتاب المولد المبارك لخاتم الأنبياء، النبيّ الأكرم محمد المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، نصبنا أجنحة حملة «من هو الإمام المهدي؟» في قلب العاصمة النابض، منتزه آب و آتش، حيث تنبض طهران دوماً بالحياة وتشهد كبريات الأحداث. هذه المرّة، كانت شاهدةً على لقاء نورين عظيمين؛ نور النبوّة وشذا المهدويّة.
لقد كانت إقامة هذه الأجنحة في ذلك الموضع البهيّ فرصةً فريدةً لنربط بهجة المولد بعظمة الغاية، فنُعرّف الناس بأكمل إنسانٍ وأسمى قدوةٍ للبشرية، الإمام المهديّ المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).
وامتدت أنشطة الحملة لتشمل آفاقاً واسعة: خدماتٌ طبية وتطوعية مجانية قدّمت للعابرين في الحديقة، وعروضٌ فنيةٌ مؤثرة استلهمت روح المناسبة، وأركانٌ ثقافية ازدانت بالكتب المتخصصة والمنتجات المعرفية التي لاقت إقبالاً لافتاً.
وكانت بطاقات “موجب لا نهائي” بريق الحملة وأحد أبرز مفاصلها؛ فقد جذبت الأنظار، وأيقظت الفضول، وفتحت أبواب الحوار العميق بين الزوّار والمشاركين.
أما جمهورنا، فكان في غالبه من الشباب المتعطشين للمعرفة والمعنى، وقد وجدوا في نشاط الحملة نَفَساً جديداً وصوتاً ناطقاً بالعقل والإيمان. كما كان إقبال العائلات واليافعين باعثاً على البهجة، إذ وجدوا في مضامين الحملة ما يبدّد الغموض عن مفهوم الانتظار، ويمنحهم فهماً أصفى لدور الإنسان في تحقيق الوعد الإلهي وبناء المجتمع الموعود.
ورغم قِصر مدة حضورنا في حديقة الماء والنار، إلا أنّ الأثر الذي تركناه كان عميقاً؛ إذ جمعنا في قلب العاصمة بين فرحة المولد النبوي وبهجة الرجاء بظهور المصلح العالمي، وأضأنا مصباح المعرفة المهدويّة في قلوبٍ جديدةٍ تاقت للنور، فكان الحضور أوسع من المكان، والرسالة أبقى من الزمان.