في الثالث عشر من أغسطس 2025، وفي خضمّ أعظم تجمع عالمي، وصلنا إلى العراق، وكان يجب إقامة الجناح المركزي في أقصر وقت ممكن. هناك، في بداية شارع «سوق الكبير» في «شارع الصادق»، نُصبت الخيام والهياكل. كان من المقرر أن نبقى عشرة أيام؛ عشرة أيام من التفاعل مع جماهير لم تتمكن أي وسيلة إعلامية من تقدير عددهم بدقة — أكثر من عشرين مليون زائر!
كان هذا الجناح هو الأهم، والأكثر محورًا ومسؤوليةً، وكان الهدف النهائي لجميع الأعضاء واضحًا:
«أن نعرف الإمام المهدي (عليه السلام) معرفة صحيحة، وأن نقدّمه للعالم كما هو حقًا».
فريق مكوّن من مئة عضو موزّعين على خمسة عشر قاعدة ميدانية، يحملون أهدافًا بامتداد العالم بأسره، كان عليهم التعاون جميعًا لتحقيق هذا الهدف.
ومن النجف الأشرف، مركزنا الرئيسي، كنا نتابع عن كثب جميع الفرق الميدانية المنتشرة في أنحاء العراق، من سامراء إلى كربلاء والعموديات. كنّا نرغب أن نعرّف زوّار الإمام الحسين (عليه السلام) بمعارف الأربعين الحقيقية بقدر استطاعتنا، ولذلك كان جوهر عملنا في الجناح المركزي قائمًا على التفاعل وتقديم محتوى خالص في معرفة الإمام.
جئنا لنعرّف جميع الشعوب والطبقات من خلال ظاهرة الأربعين على الحضارة الإسلامية الجديدة؛ نتحدث إليهم بلغاتهم عن ملامح عالم يسوده السلام. كما قدّمنا موقعنا الإلكتروني ثلاثي اللغات «who is imam mahdi»، وقدّمنا لهم إنتاجاتنا الفنية والاجتماعية المتنوعة التي تناسب مختلف الأذواق.
عشرة أيام من الجهد المتواصل للفريق أثمرت عن انضمام تطوعي واسع للزوار في الحملة؛ قليل أن تجد من لم يطلب استمارة التسجيل. وعندما حدّثناهم عن العالم ما بعد الظهور وربطنا مشهد الأربعين بالأفق العالمي لذلك اليوم الموعود، زادت قلوبهم شوقًا لظهور المنقذ — وكانت هذه البداية فقط بالنسبة لنا.
كان علينا أن نمهّد لهم طريق الوصول إلى الظهور، لذلك تحدّثنا عن انهيار قوى الاستكبار وتهيئة الأرض لإقامة حكومة الصالحين، وقلنا لهم إن الدفاع عن المظلومين، خصوصًا الشعب الفلسطيني، هو جزء من هذا الطريق؛ لأن فلسطين هي المفتاح السرّي للفرج.
كان طريق النجف إلى كربلاء مزدحمًا بالملايين، وبجهود أعضاء الحملة الذين وزّعوا المنشورات وتفاعلوا مع الزوّار بقدر طاقتهم، قدّمنا صورةً عن خليفة الله في الأرض.