في صباح السبت، الثالث عشر من سبتمبر عام ۲۰۲۵، كان هواء ميدان “دام” في أمستردام قارسًا إلى حدٍّ مؤلم.
بردٌ يخترق العظام، لكنه لم يستطع أن يطفئ دفءَ قلوبنا التي امتلأت حماسةً لإطلاق كشكٍ صغيرٍ لحملة «Who is Imam Mahdi».
تزامن هذا الحدث مع ذكرى ميلاد النبيّ الأعظم محمد مصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وبينما كانت صور المآسي الحديثة تُزيّن جدران الكشك وتصرخ بوجعها، بدأنا أولى خطواتنا.
كانت صورُ أطفالِ غزة الأبرياء، الذين سقطوا ضحايا العنف والاستكبار العالمي، تجذب الأنظار وتستوقف المارة.
ومن تلك اللحظة بدأ حوارنا مع الناس.
حملة «Who is Imam Mahdi» وُلدت لتُعرّف العالم بشخصية الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، المنقذ الإلهي الذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعد أن مُلئت ظلمًا وجورًا.
زُيّن ركنُنا بعلم فلسطين، تحيط به صورٌ مؤلمة خلّفها الاحتلال الإسرائيلي لأطفال غزة.
وبين مشاهد الألم تلك، كنا نوزّع كتيّباتٍ تتحدث عن الإمام المهدي، وعن فلسفة ظهوره، وعن الأمل الذي يبثّه وعدُ العدالة الإلهية في قلوب المستضعفين.
اقترب كثيرون من الهولنديين والزوار الأجانب بفضولٍ وأسئلةٍ ملحّة، كانت أولها تدور حول ما يحدث في غزة:
«كيف يمكن للعالم أن يصمت أمام إبادة شعبٍ بأكمله؟»
وكان جوابنا دائمًا واحدًا، يلتقي في معنى العدالة المفقودة:
المشكلة في غياب الإنسان العادل، والحل في انتظار المنقذ الذي سيقيم ميزان الحق على الأرض.
تلك الساعات القليلة التي قضتها الحملة في ميدان “دام” كانت كفيلةً بأن تذكّر الجميع بأن رسالة الإسلام لا تعرف حدودًا، وأن نداء العدالة لا يُقيَّد بجغرافيا ولا بزمن.
صرخةُ غزة ليست مجرد مأساةٍ لشعب، بل هي صدى مظلومية البشرية كلّها،
وما من علاجٍ نهائي لهذا الظلم إلا بظهور المنقذ الموعود، الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).