Search
Close this search box.

ازدياد عدد الصالحين وقوّتهم في المستقبل

يبشر القرآن الكريم بأن زمن ظهور المنجي والمستقبل الموعود سيأتي عندما يزداد عدد أنصار الحق بشكل كبير، وفي هذا السياق يقول في سورة الجن، الآية 24: “حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا”.

ومن الأمثلة على ذلك ما حدث خلال “طوفان الأقصى”، حيث لم يتوقع أحد أن تكون هذه الحادثة، التي قامت بها مجموعة صغيرة، قادرة على أن يتحد العالم بأسره ضد المستكبرين والظالمين وحكام الأرض؛ حتى أن اليهود في أمريكا داخل البيت الأبيض رفعوا شعارات لصالح فلسطين وضد إسرائيل.

الاعتدال؛ سمةُ منتظري المستقبل الموعود

تبيّن الآية 81 من سورة الإسراء: “قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا”. أنّ الباطل ليس له بقاء وسيزول بالتأكيد. ومع ذلك، فإننا نشهد الآن انتشار الباطل والكفر والفساد والظلم في جميع أنحاء العالم. فمتى تتحقق هذه الآية ومتى يزول الباطل؟ يقول الإمام الباقر عليه السلام إنّ قيام المهدي سيؤدي إلى زوال دولة الباطل. (الکافی، ج۸، ص۲۸۷)

غلبة دين الحق على الباطل كله؛ المستقبل الموعود للعالم في القرآن

“هُوَ ٱلَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلْهُدَى وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ”. هذا هو وعد إلهي لتحقيق السيادة الدينية العالمية، حيث يؤكد القرآن الكريم أن الدين الحق سيسود في النهاية على يد الإمام المهدي المنتظر من آل النبي(ص).

الإنسان: الرابط المشترك بين جميع الأديان

تؤكد جميع الأديان على بعض المفاهيم المشتركة مثل مفهوم الخلق ووجود الله، وتبرز شخصيات عظيمة مثل الأنبياء والرسل كوسطاء بين الله والإنسان. لكن الموضوع المشترك الذي نستعرضه بشكل خاص هو وجود مستقبل مشرق للعالم، حيث تسود فيه القيم النبيلة والعدالة والسلام ويزدهر فيه الخير والسعادة.

آخر الزمان: صراعٌ بين توحيد الصالحين وكبر المستكبرين

تسلط الآية الخامسة من سورة القصص: “وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ” الضوء على وعد الله للمستضعفين بأنهم سيحصلون على القيادة والتمكين في المستقبل.

حکومة الصالحين على الأرض: وعد إلهيّ مشترك في الكتب السماوية

تُشير الآية الخامسة من سورة القصص إلى وعد إلهي كبير للمستضعفين في الأرض، حيث يقول الله تعالى: “ونُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ.” تُؤكد هذه الآية على إرادة الله تعالى في نصر المستضعفين وتغيير مسار التاريخ لصالحهم.

الدين = نظرةٌ متفائلة إلى المستقبل + سعيٌ لبنائه

تؤكّد الآيتان الكريمتان(105 و 106) من سورة الأنبياء على أنّ جوهر الدين يكمن في فهم المستقبل والسعي لبنائه وفي هذا بلاغ لكل عابد ومتديّن. فالمؤمن الحقيقيّ لا يقتصر إيمانه على فهم الحاضر فقط، بل يتّسع ليشمل فهم التاريخ البشريّ، وسيرة الأنبياء، وما بَشّر به الله تعالى من مستقبلٍ مُشرقٍ. فمَن حصر إيمانه في نطاق الحاضر الدنيويّ، ولم يربطه بمسار التاريخ الإلهيّ، لا يمكنه القول بأنّه قد أدرك حقيقة الدين، بل لا يمتلك ربطًا حقيقيًا به.

الوعد بالتحقق الأكيد لـ”البشارة المُشتركة بين الأديان السماوية”: ارتباطٌ وثيقٌ بين أتباع الأديان لبناء مستقبلٍ أفضلٍ

كان جميع الأنبياء عليهم السلام مُبشّرين بنصر الصالحين وحكمهم على الأرض، فكما وردَ في آيتَيْ 105 و 106 من سورة الأنبياء، لن يُهزم تيار الدين أبدًا. تشير هذه الآيات إلى أن قوى الطاغوت لن تتمكن من القضاء على القواعد الثقافية للصالحين على الأرض، سواء كانت هذه القواعد معابد، أو جامعات، أو تنظيمات، أو تيارات ثقافية. بغض النظر عن محاولات هذه القوى، فإنها لن تفلح في إيقاف أو تدمير النشاطات الثقافية والاجتماعية للصالحين.

“البشارة المشتركة” بين القرآن الكريم والكتب السماوية الأخرى عن المستقبل: مفتاحُ السكينة وقوةُ الإنسان لبناء المستقبل

الآيتان 105 و106 من سورة الأنبياء تتحدثان عن مفهوم “وراثة الأرض” كرمزٍ غنيّ بالمعنى يُخاطب العقول المتفكّرة ويوحي بمستقبلٍ مُشرقٍ ينتظر المؤمنين الصالحين. فما هي علاماتُ هذا المستقبل؟ وكيف ستتحقّق وراثةُ الأرض؟ يسير مسار التاريخ و حركة الحياة الطبيعية نحو هذا الهدف، وأنّ الطغاة والمجرمين سيضعفون يومًا بعد يومٍ، حتّى ينتهي حكمُهمْ ويحلّ محلّه حكم الصالحين.

“الحاضر”: نافذةٌ تُطلّ على “الماضي” بأكمله و”المستقبل” بأكمله.

تحدثنا سابقًا عن خصائص المستقبل ومبادئه العلمية، وناقشنا الآية رقم 156 من سورة الأنبياء في القرآن الكريم. وفقا لهذه الآية، قد تنبأ الأنبياء لأتباعهم بأن الأرض ستكون ميراثًا للعباد الصالحين، وبالتالي، سيجتمع الناس من الماضي، والحاضر، والمستقبل على مسار واحد، مشكلين حلقة متصلة في سلسلة مترابطة.