أهم العوامل والممهدات المؤثرة في تشكيل الدولة الكريمة
لطالما ظلّ حلم إقامة العدالة العالمية وتأسيس حكومة قائمة على الروحانية والكرامة الإنسانية، أمنيةً عزيزة في فكر المؤمنين والمنتظرين عبر تاريخ البشرية الطويل. وفي هذا السياق، يحتل موضوع تشكيل الدولة الكريمة مكانة خاصة في النصوص الدينية والدراسات المهدوية، فهو لا يربط مستقبل الشيعة فحسب، بل مستقبل البشرية بأسرها. وتكمن أهمية دراسة عملية تشكيل هذه الدولة في أن فهم هذا المسار بدقة يمكن أن يُغيّر نظرتنا وسلوكنا الفردي والاجتماعي في عصر الغيبة، ويدفع المنتظرين من حالة الانتظار السلبي إلى الانتظار الفعّال والمؤثر.
ولكن، ما هي مراحل تشكيل الدولة الكريمة؟ وما هي العلامات التي تُنبئ بوقوعها؟ وما هي الأزمات والتحولات الثقافية، والاجتماعية، والسياسية التي ستجعل العالم مستعدًا لاستقبال حجة الله؟ وكيف يُعرّف دور الناس والنخب والمجتمع العالمي في هذه العملية؟ وما هي الرسالة الدينية الملقاة على عاتق الفرد المنتظر في التمهيد لتشكيل هذه الدولة؟ هذه الأسئلة تُشكّل جزءًا من القضايا العملية التي يتناولها هذا المقال في سياق تشكيل الدولة الكريمة.
الأسس التاريخية والضرورية لتشكيل “الدولة الكريمة“
تُعدّ فكرة “الدولة الكريمة” جوهر مفهوم “الانتظار” في الفكر الشيعي، وهي تمثل إجابة تاريخية لتوق البشرية إلى العدل والكرامة الإنسانية. لكن هذه الدولة الإلهية ليست مُجرّد حلمٍ بعيد المنال، بل هي نتاج ظروف تاريخية واجتماعية مُحدّدة تظهر بشكل منهجي قبل الظهور.
لتحليل الوضع العالمي قبل الظهور ومسار تشکیل الدولة الكريمة، لا بد من رصد غياب العدالة الحقيقية، وتفشي الظلم، والأزمات الأخلاقية والروحية، والفشل الصارخ للأنظمة والحكومات القائمة. فالمجتمعات الإنسانية، على الرغم من تقدمها المادي والعلمي الظاهري، تعاني من فراغ روحي عميق، وتضجّ بالقلق، والحروب، وانعدام الأمن. فالكثير من الناس، حتى في العصر الحديث، يتعطشون لتحقيق وعد عالمي بالتحرر من التمييز والظلم والعنف. هذا الإخفاق الجماعي للأنظمة المادية يُهيّئ المناخ الملائم لاستقبال تحوّل إلهي وتاريخي في وجدان المجتمع العالمي. ومثل هذه البيئة هي مقدمة ضرورية لتأسيس “الدولة الكريمة”..
يتوقف تحقيق هذا الأمل الكبير على توفر شروط خاصة، أهمها ظهور الإمام المهدي علیه السلام وقيامه العالمي. ومع ذلك، فإن ظهور الإمام نفسه لا يتم بشكل عشوائي، بل يتطلب تمهيدًا مُعيّناً، وذلك لأن الإمام يواجه عقبات عملية واجتماعية حقيقية. من هذه العقبات: غياب عدد كافٍ من الأنصار الأوفياء والملتزمين، الذين سيُساعدونه على تحقيق أهداف قيامه وتشكيل “الدولة الكريمة”. فبحسب الروايات، لن يُطلق الإمام المهدي علیه السلام ثورته حتى يتأكد من وجود مجموعة من الأنصار البُصَراء، والمؤمنين، والمُضحّين. وهذا يُشير إلى أن تأسيس “الدولة الكريمة” لا يتوقف فقط على انهيار أنظمة الظلم أو الأزمة الروحية للمجتمع البشري، بل يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالاستعداد الأخلاقي، والفكري، والعملي للمنتظرين، وبإعداد قاعدة اجتماعية موالية ومخلصة. من جهة أخرى، تُعدّ مسألة حماية الإمام من تهديد الأعداء المستمر من أهم موانع تحقيق “الدولة الكريمة”. فلطالما سعى أعداء أهل الالصفحة الرئيسية عبر القرون للتآمر واستهداف الأئمة. إن الحفاظ على حياة الإمام هو شرط أساسي لأي تحول، وهذا لا يمكن أن يتحقق دون وجود قوة مخلصة ودعم اجتماعي متين.
إذن يتوقف تأسيس “الدولة الكريمة” على توفّر عدة طبقات من الشروط: فمن ناحية، يجب أن يبلغ العالم حالة من الانسداد الفكري والأخلاقي، ويصل إلى فشل تام في أنظمة الحكم، مما يجعله مستعدًا لتقبّل حل إلهي ومُغاير. ومن ناحية أخرى، يتطلب ظهور الإمام وقيامه بيئةً صلبة من الأمن، والولاء، والدعم الجماعي، والاستعداد البنیوي لدى الأنصار والمؤمنين. هذا الترابط العميق بين الضرورات التاريخية والعملية يُعمّق فهمنا لعملية تأسيس “الدولة الكريمة”، ويُظهر أن هذا الحدث العظيم ليس مجرد صدفة، بل هو تتويج لسلسلة من الشروط والمُمهدات الاستراتيجية.
علامات ودلائل اقتراب تأسيس “الدولة الكريمة“
يُعدّ فهم علامات ودلائل اقتراب تأسيس “الدولة الكريمة” من المواضيع المحورية في الفكر المهدوي، حيث يوليها المنتظِرون الحقيقيون اهتمامًا خاصًا بهدف تعزيز الأمل لديهم، ولتحديد مسارهم بشكلٍ صحيح.
تُشير المصادر الروائية إلى عشرات العلامات التي تسبق عصر الظهور وتُمهّد لتأسيس “الدولة الكريمة”. بعض هذه العلامات إيجابية ومبشرة، بینما البعض الآخر سلبي وذو طبيعة تحذيرية. إن إدراك وتحليل هذه العلامات ليس مجرد فضول تاريخي، بل هو وسيلة لإعداد الجيل الحالي روحيًا واجتماعيًا ليُشارك بفاعلية في هذه العملية العظيمة.
العلامات الإيجابية
تتحدث العديد من الروايات عن تحولات إيجابية تحدث في المجتمع العالمي قبل تأسيس “الدولة الكريمة”، مثل: ارتفاع الوعي والبصيرة الدينية، وتزايد العطش الروحي في مختلف فئات المجتمع، وتوحّد الجهود الإنسانية[1] للسعي نحو العدل والقضاء على الظلم. ومن العلامات الإيجابية الأخرى ازدياد استعداد شرائح من المجتمع العالمي لقبول قيادة إلهية، وظهور حركات فكرية جديدة. ورغم أن هذه الحركات ليست كاملة وخالية من الأخطاء، إلا أنها تُشير إلى أن العالم يستعد لتقبّل تحول جذري.
العلامات السلبية
في المقابل، تُشير روايات أخرى إلى أن أوضاع اجتماعية، وانهيار أخلاقي، وانتشار الفساد، وتصاعد الظلم، ستكون من العلامات الأكيدة لاقتراب تأسيس “الدولة الكريمة”. تُدلّ هذه العلامات غالبًا على سوء الأوضاع وفقدان الأمل في الأنظمة المادية البشرية. وتُعدّ علامات مثل: ظهور السفياني[2] وتفشي الفتن[3] وانعدام الأمن العام[4] والأزمات الاقتصادية[5] والسياسية الإقليمية والعالمية؛جميع هذه العلامات تُشير إلى فترة مليئة بالتحديات والاختبارات تُهيئ لقبول تحول شامل.
التحول الاجتماعي والروحي كشرط مُسبَق
تبدأ عملية تشكيل “الدولة الكريمة” عندما يصل المجتمع، بعد تجربة الأزمات، والصراعات، وفشل أنماط الحياة السائدة، إلى حالة من الإحباط العميق واليأس. إن العلامة الرئيسية لهذا التحول ليست مجرد ازدياد المشاكل الاجتماعية، بل هي ابتعاد الناس عن الحلول المطروحة، وبدء سعيهم الجاد نحو نمط حياة سليم، ومُتوازن، وإلهي .وهذا ما يدفع جزءًا كبيرًا من المجتمع إلى المطالبة بالروحانية، والعزة، والعدالة الحقيقية، والسعي للعودة إلى القيم الدينية والإنسانية الأصيلة.
في هذه الظروف، يصبح المجتمع مُستعدًا للدخول في مرحلة جديدة، هي مرحلة تأسيس “الدولة الكريمة”؛ لأنه لم يعد يرضى بالتغييرات السطحية، بل يبحث عن تحول حقيقي واقتداء بحقيقة الإنسان والهدف من خلقه. إن هذا التغيير في التوجهات الجماعية هو أهم علامة اجتماعية على قرب موعد “الدولة الكريمة”. إن دراسة أوضاع العالم اليوم تُظهر أن البشر قد أصابهم اليأس من الأنظمة وأنماط الحياة القديمة، وفي الوقت نفسه، لديهم رغبة في التحرك نحو إصلاح كبير وإلهي.
فهم العلامات في الحياة المعاصرة
إن دراسة هذه العلامات ليست بهدف تحديد الوقت التقريبي لتأسيس “الدولة الكريمة” فقط، بل إن الهدف منها هو إيقاظ جيل المنتظرين، وإعدادهم نفسيًا واجتماعيًا للمشاركة بفعالية في هذه الحركة. فانتظار الظهور وتأسيس “الدولة الكريمة” هو انتظار مفعم بالعمل والإصلاح، ولا يمكن أن يكون حالة سلبية أو مجرد دعاء.
إنّ التأمل في علامات اقتراب تأسيس “الدولة الكريمة” هو وسيلة لإعادة بناء الأمل، وإيقاظ الوعي الاجتماعي، وتدريب جيل المنتظرين ليكون أكثر فاعلية. لأن تحقيق هذا الوعد الإلهي الكبير يتوقف على فهم وإقدام المنتظرين في سياق هذه العلامات والتحولات التي يشهدها العالم المعاصر.
التمهيد الفردي والاجتماعي لتحقيق “الدولة الكريمة“
ليس تحقيق “الدولة الكريمة” وتأسيسها نتيجة حدث مفاجئ، بل هو حصيلة سلسلة من الإصلاحات والنمو التدريجي على المستويين الفردي والاجتماعي، مما يهيئ الأرضية لتقبّل الظهور. وستُوضّح الفقرات القادمة الأبعاد المختلفة لهذا التمهيد بشكل أدق.
دور الإصلاح الفردي والانتظار الفعّال
إن الإصلاح الفردي لا يقتصر على التهذيب الروحي فحسب، بل إن انعكاسه العملي في السلوكيات الاجتماعية له أهمية بالغة. فالمنتظر الحقيقي هو من يحوّل الأمل في مستقبل أفضل إلى عمل ملموس. وقد عرّف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية الدين بأنه “فهم يملؤه الأمل تجاه المستقبل ومجموعة من التعليمات لبناء مستقبل أفضل”. وبناءً على ذلك، يجب على المنتظرين الحقيقيين أن يتمتعوا بنظرة إيجابية وبنّاءة للحياة.
نموذج عملي
إن الخطوة الأولى على طريق تأسيس “الدولة الكريمة” هي التهذيب الذاتي الحقيقي. ويعني ذلك أن على كل فرد أن يسعى للوصول بنفسه إلى مستوى من النضج الفكري، والسلوكي، والروحي، يجعله متناسباً ومؤهلاً للوجود في مناخ هذه الدولة. فالمنتظر الحقيقي لا يكتفي بالدعاء والتمني فحسب، بل يسعى، قبل تأسيس هذه الدولة، إلى تغيير نمط حياته بما يتوافق مع قيمها، ويُطبّق عملياً الخصائص التي تُميّزها. يجب أن تكون هذه الإجراءات عميقة لدرجة أن الفرد يكون مستعداً روحيًا وسلوكيًا للعيش في “الدولة الكريمة”، ويصبح من الصالحين فيها؛ لأن أنصارها ومواطنيها يكونون قد اكتسبوا الأهلية والانسجام اللازمين قبل إقامتها رسميًا. وفي الحقيقة، فإن المنتظر الفعّال هو من يجعل من حياته اليومية مرآةً لدولة الغد، بدلاً من مجرد انتظار تسارع وقوعها.
نقد التصور السلبي للانتظار
يَعتقد البعض أن الانتظار يعني العُزلة والابتعاد عن المجتمع، بینما الروايات تؤكد على الإصلاح الفردي من داخل المجتمع. وهذا يعني أن على المؤمن المنتظر أن يعيش حياة كريمة ومؤثرة ليكون مؤهلًا للوجود في “الدولة الكريمة”.
دور الإصلاح الجماعي والاستعداد الاجتماعي
إن الإصلاح الجماعي والتمهيد الاجتماعي هما مسؤولية مشتركة، تمتد إلى المؤسسات والمجموعات الاجتماعية. يُعدّ التحرك المنسق والموجّه للمجتمع نحو أنماط حياة كريمة ومبنية على التعاليم الإلهية أحد الأركان الأساسية في تأسيس “الدولة الكريمة”. فالمجتمع الذي يكتفي بالنشاطات السطحية ولا يُطبّق التقوى والقيم الإنسانية في تعاملاته اليومية لن يكون مستعدًا لتقبل “الدولة الكريمة”. يجب أن تتشكل، بجانب الإصلاح الفردي، عزيمة جماعية لتغيير نمط الحياة المجتمعي، بحيث تُؤسَّس قيم مثل العدل، والصدق، والتعاون، والحياء، والأمانة، والكرامة الإنسانية، والمحبة بشكل جاد في جميع الأبعاد الاجتماعية، من المدرسة والأسرة إلى المؤسسات الاقتصادية والسياسية.
وفي الحقيقة، فإن المجتمع الذي يسير على طريق تأسيس “الدولة الكريمة” يسعى إلى تجسيد ما رسمه الأئمة علیهم السلام والتعاليم القرآنية للحياة السليمة والصحيحة للإنسان. وهذا يعني أن على عاتق جميع طبقات المجتمع أن تكون مسؤولة عن السلامة الأخلاقية والنهوض بكرامة بعضها البعض، وأن تُنشئ بيئة مناسبة لظهور “الدولة الكريمة”. فبدون هذا التحرك الجماعي واندماج القيم الإلهية في حياة الناس اليومية، لن يكون التحول إلى مجتمع صالح ممكنًا.
تحليل جوهري للعوائق أمام تأسيس “الدولة الكريمة“
إن أهم عائق يمنع تحقيق “الدولة الكريمة” هو غفلة الإنسان عن حقيقة وجوده وتجاهله للهدف السامي من خلقه. فالكثير من المجتمعات والأفراد، بسبب انعدام معرفتهم بأنفسهم وجهلهم برسالتهم الإنسانية، يتعلقون في حياتهم اليومية بأنماط وأهداف تختلف عما رسمه الله تعالى لسعادة البشر. ولهذا، يقتصر تركيزهم على مجرد السعي وراء العيش الكريم والرفاهية المادية. إن هذا الابتعاد عن معرفة النفس والبحث عن المعنى هو أكبر عائق أمام إدراك ضرورة “الدولة الكريمة” وتقبّلها.
إن الخطوة الأولى والأساسية على طريق تأسيس “الدولة الكريمة” هي العودة الجماعية للبشر إلى ذواتهم الإلهية واكتشاف هدف حياتهم. أي أن الأفراد يجب أن يعرفوا سبب خلقهم، والمسؤولية الروحية الملقاة على عاتقهم، وأن سعادتهم الحقيقية تكمن في السير على هذا الطريق والانسجام مع التعاليم التي يدعو إليها الأئمة عليهم السلام. فإذا لم تتوصل غالبية المجتمع إلى هذا الوعي والإدراك، فإن كل الجهود المبذولة لترسيخ القيم الدينية، والعدالة، والكرامة ستكون قليلة الفائدة أو بلا جدوى، بسبب غياب البنية المعرفية الأساسية. ولهذا، يؤكد الفكر المهدوي دائمًا على أن المنتظر الحقيقي هو من يبدأ بمعرفة نفسه والبحث عن هدف خلقه في المسار الإلهي، ثم يدعو المجتمع إلى السير على هذا الطريق ليتم التمهيد النهائي لتأسيس “الدولة الكريمة”. يجب أن تكون هذه الصحوة المعرفية هي أساس الحركة الفردية والجماعية، وإلا فإن المجتمع سيُصاب بالضياع، والفراغ، والسطحية، وسيبتعد عن تكوين ذلك المجتمع الصالح والمستعد.
المراحل العملية والجوهريّة في مسار تأسيس “الدولة الكريمة“
تمثل مسيرة بناء “الدولة الكريمة” مشروعاً إلهياً عظيماً، تتكامل حلقاته عبر مراحل متعاقبة وحكيمة، تتصاعد بأحداثها مصوبةً نحو ذروة المصير بقيادة الإمام المهدي عليه السلام وأنصاره الأبرار، لتحقق في نهايتها النصر المبين على قوى الباطل بأسرها. وهذا المسار التاريخي الموعود هو تجسيد حي للسنن الإلهية التي تضمن تحقيق حلم حكم الصالحين وإقامة عدل الله في الأرض. وفيما يلي، سنستعرض هذه المراحل الجوهرية بتفصيل أوضح.
البيعة التاريخية: النواة الأولى للدولة الكريمة
تنطلق رحى تأسيس “الدولة الكريمة” بحركة ملهمة من أطهر بقاع الأرض، مكة المكرمة، حيث يقوم الإمام المهدي (عجل الله فرجه) بعد انتهاء غيبته الكبرى بمبايعة صفوة مختارة من أصحابه، وهم الثلاثمائة وثلاثة عشر نفساً، الذين تحلوا – كما وصفتهم الروايات – بقمم الإيمان، وعمق المعرفة، وصدق العمل الصالح.
على أسس إيمان هذه النخبة وتقواها، يطلق الإمام (ع) دعوته العالمية، مؤسساً لمرحلة جديدة ترتكز على إقامة العدل، وتحرير الإنسان، وإعادة الروح إلى القيم الإلهية في حياة الناس. ويأتي هؤلاء الأنصار من شتى أنحاء العالم، ليسوا مجرد أفراد، بل هم رسل أمة، ومشاعل أمل، يمثلون النموذج الحي للمجتمع المهدوي الذي طالما انتظره البشر.
يتمثل الركن الأهم في هذه المرحلة التأسيسية في الاستعداد الروحي والتربوي الفريد الذي يتحلى به هؤلاء الأنصار، وهو ثمرة سنوات عديدة من الانتظار الإيجابي والعمل الدؤوب على تهذيب النفس، وبناء المعرفة العميقة، والسعي الحثيث لتحقيق العدالة في حياة الفردية والجماعية. وتشكل هذه الصفوة المختارة النواة الأساسية التي تقوم عليها “الدولة الكريمة”، كما تمثل الانطلاقة العملية الأولى لتحقيق الوعد الإلهي الذي بشّر به الصالحون على مر العصور.
مسار الثورة: أحداث بارزة ورمزية
بعد بدء الثورة، سوف تتوالى الأحداث الرمزية التي تُصاحب عملية تأسيس “الدولة الكريمة”. ومن أهم هذه الأحداث:
- خروج السفياني:الذي تمثل الروايات دوره كأبرز التحديات في عصر الظهور، حيث يبرز من منطقة الشام ليشكل تهديداً مباشراً لجبهة الحق. ويتميز جيشه بممارسة العنف المفرط ونشر الفساد، في محاولة يائسة لإعاقة تجمع القوى الصالحین والساعين لإقامة العدالة.
- خسف البيداء: بينما يتقدم جيش السفياني بغرور نحو مكة المكرمة لقتال الإمام المهدي علیه السلام، سوف تأتي آية إلهية حاسمة: تنشق أرض البيداء (الواقعة بين مكة والمدينة) لتبتلع طغاة الجيش في مشهد مهيب. لا تكن هذه الحادثة مجرد هزيمة عسكرية، بل تصبح علامة كونية تفضح بطلان قوى الظلم وتشهد بحقانية ثورة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) أمام العالم أجمع.
- صراعات كبرى في مناطق مختلفة: ترافق مسيرة الدولة الكريمة سلسلة من المواجهات المصيرية في بؤر العالم مثل العراق والشام. هذه المعارك ليست هدفاً في ذاتها، بل هي امتحان عظيم يغربل القلوب بين صفوف الحق والباطل، فينقسم الناس: فمنهم من تنشرح صدوره للحق عند رؤية آياته، فيلتحق بركب الإمام، ومنهم من تزيده الآيات عمى وعناداً فيختار طريق الباطل حتى النهاية.
- دعم أو معارضة التيارات والمجموعات: في هذه المرحلة الفاصلة، تظهر مواقف الأمم والمجموعات بوضوح: إن المستضعفين والمظلومين حول العالم يرون في الدولة الكريمة ملاذهم وأملهم، بينما تتحالف قوى الاستكبار العالمي في محاولة يائسة لإطفاء نور الله. وهكذا سوف تتحول هذه الأحداث من مجرد صراع عابر إلى تجسيد حي للسنن الإلهية واختبار الناس في ايمانهم ونصرة المؤمنين وهزيمة الطغاة.
النصر النهائي على الأعداء والقضاء على قوى الظلم
بعد تجاوز هذه المراحل الصعبة ومواجهة أعداء الحق والعدل، سيصل المجتمع المهدوي إلى نقطة النهاية، وهي النصر النهائي.
- تحرير الأراضي الرئيسية: يتم تحرير المدن الإسلامية الكبرى من سيطرة الظالمين، ويحلّ العدل والأمن محل الظلم والفوضى.
- القضاء التام على جبهة الباطل: ينجح الإمام المهدي (علیهالسلام) وأنصاره، بالدعم الإلهي ووحدة الأمة، في القضاء على جبهة الظالمين، وخاصة السفياني وأعوانه.
- تأسيس حكم العدل وتحقيق الآمال الموعودة: في هذه المرحلة، تصل العدالة الاجتماعية، والروحانية، والعزة، والكرامة الإنسانية إلى ذروتها، وسوف يتحقق الوعد الإلهي النهائي بوراثة الصالحين للأرض.
وفي حقيقة الأمر، ستتجلى في نهاية هذا المسار، أمام البشرية المستضعفة، الرؤية النهائية لتأسيس الدولة الكريمة: مجتمع أصيل، قوامه العدل، وكريم، يُعنى ببناء الإنسان.
دور الشعوب والمجتمع العالمي في تأسيس “الدولة الكريمة“
إن عملية تأسيس “الدولة الكريمة” لا تقتصر على حركة الإمام المهدي(علیهالسلام) وعدد من أنصاره المميزين، بل إن الحضور الواسع والمشاركة الفعّالة للشعوب والأمم، سواء في إطار الأمة الإسلامية أو بين أحرار العالم، تُشكّل جزءًا حيويًا في تحقيق هذا الهدف المهدوي السامي. وفي الحقيقة، فإن ظهور “الدولة الكريمة” يُمهّد الطريق لتحوّل جوهري في نظرة العالم للعدالة والروحانية، ويَكشف شيئًا فشيئًا عن حقيقة المجتمعات وإمكانياتها الحقيقية من خلال عملية غربلة واستقطاب للأنصار الأوفياء.
مرحلة استقطاب الأنصار وغربلتهم
إن إحدى المراحل المحورية في عملية تأسيس “الدولة الكريمة” هي استقطاب الأنصار وغربلة القوى المؤيدة لثورة الإمام المهدي. فكما ورد في الروايات صراحةً، فإن المؤمنين الحقيقيين الذين يتمتعون بالإخلاص في الإيمان والعمل سيتم التعرف عليهم واستقطابهم بشكل تدريجي. إن هذا الاستقطاب ليس مجرد عملية مادية، بل هو اختبار إيماني ومعرفي، وهو في جوهره عملية غربلة بشرية كبرى، يتم من خلالها اصطفاء أكثر الناس استعدادًا ووفاءً ليقفوا إلى جانب الإمام. هذه الغربلة تُؤدي، من جهة، إلى ارتقاء صفوف أنصار الحق، ومن جهة أخرى، إلى فصل المنافقين والمترددين عن تيار العدالة. وبهذه الطريقة، تُرسَّخ الدعائم المتينة لتأسيس “الدولة الكريمة”.
دور الأمم وأحرار العالم
وفقًا للروايات والتحليلات المهدوية الحديثة، فإن دور الأمم في عصر الظهور يتجاوز مجرد التبعية الظاهرية. فالعديد من الشعوب والحضارات ستواجه تحديات جوهرية في هويتها وقيمها، مما يدفعها إلى إعادة النظر في موقفها من العدل، والروحانية، والحقيقة. فبعض الشعوب والأمم الإسلامية ستنضم إلى الإمام بحماس لتكون من روّاد الحضارة الجديدة، بينما ستقف بعض المجموعات الأخرى في وجه الحق بناءً على تعصبها العرقي، أو أنانيتها، أو جهلها.
وفي خضم هذا الصراع، سينجذب أحرار العالم والتيارات الداعية للعدالة، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم، إلى دعوة الإمام عندما يشهدون علامات أحقية ظهوره. وهذا ما يُظهر الطابع العالمي لرسالة العدالة. إن هذه المشاركة المتنوعة والعابرة للحدود تؤكد أن تأسيس “الدولة الكريمة” ليس حكرًا على أمة أو منطقة جغرافية معينة، بل هو دعوة عالمية لإحياء القيم الإنسانية الأصيلة.
تغير الرؤية العالمية للعدالة والروحانية
إنّ ترسيخ “الدولة الكريمة” سيُصاحبه تحوّل عميق في النظرة العالمية إلى العدالة والروحانية والكرامة الإنسانية. لقد هيّأت التجربة المُرّة للحكومات المادية، وما تسببت به من ظلم وأزمات أيديولوجية في العصر الحديث، الأرضية لتقبّل خطاب جديد. في هذا التحول، سيُدرك كثير من سكان العالم، المتلهفين للروحانية الأصيلة والعدالة الحقيقية، بوعيهم وقلوبهم، ضرورة إحياء القيم الإلهية. ولهذا، فإن مصير البشرية يتقدم نحو محطته الحتمية، وهي تأسيس “الدولة الكريمة”.
في ظل هذه الدولة، ستُعاد صياغة أنماط الحياة الفردية والجماعية على أساس العدل، والإنصاف، والروحانية، والعزة الإنسانية، وسيُلقي عقلٌ جديد بظلاله على سلوك المجتمعات وتكوينها. لن يقتصر هذا التغيير في المنظور على المؤمنين فحسب، بل سيشمل العالم بأسره، مما يجعل تحقيق المجتمع الإلهي الموعود ممكنًا.
الإعلان الرسمي عن “الدولة الكريمة”؛ مكان وقوعه وزمانه وكيفيته
يُعدّ الإعلان الرسمي عن بدء “الدولة الكريمة” أحد الأجزاء الأكثر حساسية وتأثيرًا في مسار تشكيلها. وهذا الإعلان يتمتع بأهمية خاصة في الروايات الإسلامية من حيث مكان وقوعه وزمانه، مما يؤكد على الأبعاد العالمية والإلهية لهذا الحدث الجلل.
المحاور التاریخية المركزية لإعلان دولة الإمام المهدي (ع)
تُعتبر مكة المكرمة، بقلبها النابض(الكعبة المشرفة)، المحور الأساسي لانطلاق الدولة الكريمة والبدء الرسمي لثورة الإمام المهدي(عليه السلام). فمن جوار الصفحة الرئيسية الله الحرام، وفي باحة المسجد الحرام، سيُعلن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) ظهوره للعالم. وتحديدًا، ستكون نقطة الانطلاق التاريخية من الموضع الشريف بين الركن والمقام، ليربط بذلك ثورته العالمية بأصل التوحيد واستمرارية الرسالات الإلهية
إلى جانب مكة، تلعب الكوفة والمسجد السهلة دورًا مميزًا. فبحسب ما ورد في الروايات، سوف تتحول الكوفة بعد فتحها وتطهيرها إلى عاصمة لحكومة الإمام المهدي(علیه السلام) ومركز قيادة الحضارة الإسلامية الجديدة. كما أن المسجد السهلة يُعدّ مكان إقامة وحضور أهل الالصفحة الرئيسية ومقرًا للإمام علیهم السلام. هذا التركيز على الأماكن الإسلامية المقدسة يُوضّح المكانة التاريخية والروحية لتأسيس “الدولة الكريمة” في وعي الأمة الإسلامية.
لحظة الإعلان الرسمي و علاماته
یظلّ التوقيت المحدد لظهور الإمام المهدي علیه السلام والإعلان الرسمي عن “الدولة الكريمة” سراً إلهياً محجوباً، ولا يعلم حقيقته إلا الله تعالى. غير أن الطريق إلى تلك اللحظة العظيمة ليست مغلقة، بل قد وُضِعت عليها علاماتٌ كونية حتمية تُنذر باقتراب الموعد، كخروج السفياني، والنداء السماوي باسم الإمام، واستشهاد النفس الزكية عند الالصفحة الرئيسية الحرام. فبعد اكتمال هذه العلامات، وفي شهرٍ مبارك رمضان أو ذي الحجة، سوف تُعلن البشرية عن ميلاد جديد.
ليس هذا الإعلان مجرد بيان سياسي عابر، بل هو حقيقة تنبع من السنن الإلهية في تاريخ البشرية وتحقيق لوعد إلهي وختام لمسيرة الأنبياء. فيه سوف يخاطب الإمام المهدي علیه السلام العالم بصوته الحق، مُعرِّفاً نفسه حجة الله على الأرض، والداعي إلى إقامة عدله وإعادة كرامة الإنسان. فهذه اللحظة ليست بداية حركةٍ فحسب، بل هي نقطة تحوّل كونية تُعيد توجيه مسار التاريخ البشري كله نحو غايته النهائية: تحقيق الأمل الإلهي الموعود.
مناسك ومراسم الإعلان الرسمي عن الدولة
سیتم الإعلان الرسمي عن قيام حكومة الإمام المهدي عليه السلام في مناسك خاصة ومع علامات فريدة. فبعد أداء الصلاة، سيُعلن الإمام عليه السلام دعوته بجوار الكعبة المشرّفة، حاملاً لواء النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم). سیتم في هذا المحفل مصافحة التاريخ بالوعد، حيث يبايع الأنصار المختارون (الـ ٣١٣) الإمام في بيعة تُعرف بـ “بيعة الرضوان”، مستحضرين روح البيعة الأولى في فجر الإسلام، لكن على نطاق عالمي هذه المرة.
في هذه اللحظة، يلقي الإمام خطبة تاريخية يدعو فيها العالم أجمع إلى العدالة والتقوى والعودة إلى القيم التوحيدية الأصيلة. في الوقت نفسه، تظهر علامات غيبية وإلهية، مثل النداء السماوي العالمي الذي يسمعه الجميع بلغتهم، وظهور علامات خاصة تُحبب الحق في قلوب الناس. كل هذه الأحداث تُعدّ بمثابة تأكيد قاطع على البداية الرسمية والنهائية لتأسيس “الدولة الكريمة”، التي ستكون رائدة العدالة الشاملة، والروحانية الحقيقية، والكرامة الإنسانية لكل البشرية.
النتائج الأولية والفورية بعد تأسيس الدولة الكريمة
بعد أن يتحقق الوعد الإلهي ويتم تأسيس “الدولة الكريمة” بقيادة الإمام المهدي علیه السلام، سيشهد المجتمع البشري نتائج كبرى ومبهرة. هذه النتائج ستُلمَس سريعًا على الصعيد الفردي، كما ستظهر بوضوح على المستويين الاجتماعي والدولي. تُعدّ هذه المرحلة نقطة انطلاق لتحول عميق في أنماط الحُكم، والعلاقات الاجتماعية، والاهتمامات الأساسية للبشر، حيث تخضع معايير الحياة والقيم السائدة لتغيير جذري.
سيادة الأمن الشامل
إن من أولى الثمار البارزة لقيام “الدولة الكريمة” عودةُ الأمن الحقيقي والسلام الشامل إلى حياة الناس. وهذا الأمن يتجاوز مجرد انتهاء الحروب والصراعات، ليكون أمناً نوعياً يشمل جوانب الحياة جميعاً: أمن القلوب من الخوف، وأمن النفوس من القلق، وأمن المجتمع من الانحراف. في ظل هذه الدولة المباركة، تُستأصل جذور انعدام الأمن التي عانى منها البشر طويلاً – من ظلم، وعدوان، وانتقاص للحقوق – لتحل محلها ثقافة الطمأنينة والألفة والتعاون، فيعود إلى الإنسان سلامه الداخلي، ويجد المجتمع توازنه الحضاري.
إقامة العدل والقضاء على الفتن
ومن أبرز آثار قيام “الدولة الكريمة” إقامة عدالةٍ شاملةٍ وملموسة تغمر حياة الأفراد والمجتمع، تحقيقاً للوعد الإلهي الوارد في الروايات: “يَمْلَؤُهَا قِسْطاً وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً“. فببركة هذه العدالة، تُرفَعُ المظالم، ويُزالُ التمييز، وتُصانُ الحقوقُ الإنسانية والإلهية التي طالما انْتُهِكَت. كما يتحول المناخ المجتمعي جذرياً بعد انتهاء عصر الفتن والضلال الذي سبق الظهور؛ فيصبح المجتمع أكثر نقاءً وتماسكاً. تُجتث جذور الفساد، والرياء، والتيارات المُفرّقة، مما يتيح فرصة أكبر لحياة كريمة ونمو روحي شامل.
التحوّل القيمي وتثالصفحة الرئيسية دعائم الدولة الکریمة
تُعدّ هذه المرحلة الانتقالية بداية عصر جديد في تاريخ البشرية. ففيها، لا يقتصر تحوّل قيم المجتمع وتطلعاته على الجوانب السطحية، بل يمتد إلى أعماق القلوب والأفكار. ويحل الأمل، والحيوية، والمحبة، والثقة المتبادلة محل اليأس وسوء الظن. كما تُتاح الفرصة للنخب والجماهير للقيام بدور أكثر فعالية في البنى الجديدة، وتُصبح الأخلاق الكريمة معيارًا للتعاملات الاجتماعية والسياسية.
وفي الواقع، فإن النتائج الأولية والحاسمة لتأسيس “الدولة الكريمة” تُمهّد لتثالصفحة الرئيسية سريع لهذه الحكومة الإلهية. فالشعوب التي تتذوق طعم التحرر من الظلم وحلاوة العدل والأمن تُعزّز ولاءها القلبي للإمام وأهداف الدولة، وهذا الدعم الجماهيري يُقوّي دعائم الدولة في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية، ويُسرّع من تحقيق المجتمع المثالي الموعود.
إن النقاش حول تأسيس “الدولة الكريمة” ليس مجرد أمنية تاريخية أو حلم ديني، بل هو تحليل شامل للضرورات والأسس والمتطلبات الحقيقية التي يحتاجها المجتمع الإنساني لتجاوز أزمات الأخلاق والعدالة في العصر الحالي. فتأسيس “الدولة الكريمة” ليس فقط نتاج تحولات خارجية وانهيار القوى المادية، بل هو ثمرة التنمیة الذاتية، والتماسك الاجتماعي، والاستعداد المعرفي والأخلاقي للمنتظرين، والمشاركة الفعّالة من الأجيال التي تؤمن بالأمل الحقيقي والمسؤولية الجماعية.
إن المراحل التي تشمل العلامات، وغربلة الأنصار، وإصلاح الفرد والمجتمع، والإعلان الرسمي، والنتائج الاجتماعية الفورية، تُبيّن جميعها أن تأسيس “الدولة الكريمة” هو مسار تدريجي، وهادف، واجتماعي، ويتطلب مشاركة الجميع. إنه طريق بدأ اليوم بالفعل بفضل سلوك ودور المنتظرين.
وفي النهاية، فإن سرّ تحقيق “الدولة الكريمة” يكمن في أن يُدرك كل فرد ومجتمع دوره في هذا الجهاد الإنساني الكبير، ويستعد للدخول في فصل جديد من تاريخ العالم، وأن لا ينسى للحظة واحدة مسؤوليته التاريخية، حتى تشرق بإذن الله شمس العدل والكرامة على العالم بأسره.
[1] . عن أبیعبدالله(ع) قال: یقول القائم(ع): یا أهل العالم إن جدی الحسین قتلوه عطشانا… فینادی أهل العالم کلهم: لبیک یا داعی الله…؛(بحارالانوار، ج۵۲، ص۳۳۶، ح ۷۷)
[2]. «عن الصادق علیهالسلام قال: «من المحتوم الذی لابد منه: خروج السفیانی فی رجب.» (الغیبة للنعماني، ص۲۵۲، حدیث ۶)
[3]. «عن أبی جعفر (ع) قال: «لا یقوم القائم الا على خوف شدید و زلازل و فتن تسبق هذه الأمور…» (کمالالدین و تمام النعمة، الصدوق، ج۲، ص۶۵۳، ح ۵۶)
[4]. «قال أمير المؤمنين علي علیهالسلام: یملَؤُها جوراً و ظلماً حتی لا یقول أحد: الله الله، ثم یبعث الله رجلاً من عطرتی… فیملأها قسطاً و عدلاً کما ملئت ظلماً و جوراً.» (بحارالانوار، العلامه المجلسي، ج۵۲، ص۲۷۴، ح ۱۲۹ (ط الوفاء، بیروت))
[5]. «یکون قبل قیام القائم علیه السلام جوائح و موت شدید…» (بحارالانوار، ج۵۲، ص۲۳۴، ح ۹)