[rank_math_breadcrumb]

مقارنة النظرة العالمية للمرشد الإيراني قبل وبعد الحرب التي دامت 12 يومًا مع إسرائيل

ما هي النظرة العالمية للمرشد الإيراني وما سبب شعبيته اليوم في العالم؟

ما هي النظرة العالمية للمرشد الإيراني وما سبب شعالصفحة الرئيسيةه اليوم في العالم؟

لقد تعرضت شعوب العالم على مدى قرون لسحق سياسي جعلها تتحول ببطء إلى أدوات مطيعة في أيدي القوى العظمى وحكامها. فلقد تمّ جرّها إلى حروب لم يكن لديها خيار سوى الانخراط فيها، وأُجبرت على تصديق أخبار لم يكن أمامها سبيل لإنكارها. لقد تحكمت ثروة وقوة القوى العظمى في كيفية تفكير البشر، بل حتى في ما يفكرون فيه، ومن يعتبرونه صديقًا ومن يعتبرونه عدوًا. في هذا المشهد الإعلامي المليء بالأكاذيب والنفاق، تمّ تشويه الحقائق باستمرار، وتغيير مواقع الظالم والمظلوم، وتقديم الحق والباطل بصورة مقلوبة، وتحديد الأصدقاء والأعداء وفقًا لأهواء أصحاب الثروة والنفوذ. ومن أبرز الأمثلة على هذا التشويه هو شخصية قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، السيد علي الخامنئي. فالساسة والمفكرون السياسيون الذين يسعون دائمًا للسيطرة على العالم، والذين ينظرون إلى الشعوب كأدوات لتحقيق أهدافهم، يسعون للقضاء على كل من يُعارض أفكارهم المتغطرسة والظالمة. ولهذا السبب، وبعد دراسات ومداولات مطولة، قاموا بوضع خطة لتشويه شخصية السيد الخامنئي في الرأي العام العالمي عبر تزييف الحقائق واختلاق الأكاذيب، بهدف سلب ثقة الناس به وإثارة الشكوك حوله. ومنذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية ونهجها في مواجهة الظلم والاستكبار، وتركيزها على التوحيد في الحكم، بدأت معركة الحضارات تتضح ملامحها. إنها معركة بين الخير والشر، حيث تُعدّ إيران رائدة “جبهة الخير”، بينما يُمثّل الفكر الصهيوني العالمي، بقيادة الولايات المتحدة، “جبهة الباطل”. ومنذ ذلك الوقت، بدأت حملة تشويه القادة الإلهيين للثورة الإسلامية الإيرانية. مع مرور الزمن، ازداد خوف “حزب الشيطان” من التأثير العميق لشخصية وفكر السيد خامنئي الإلهي والإنساني، فقام بتكثيف حملاته الإعلامية، مُستخدماً الأكاذيب لتشويه صورته، ورسم نظرة عالمية عنه تُرضي أهواءه. ولسوء الحظ، نجح العدو إلى حد ما في تحقيق هذا الهدف، حيث قدّم صورة مُغايرة عن حقيقة القائد الإيراني الموحّد، والمقاوم، والقوي، والرؤوف، والحكيم. لكنّ يد الله كانت فوق كل الأيدي، وقوته أعلى من كلّ القوى. فقد بدأ العالم تدريجياً في رؤية حقائق كسرت هذه الصورة السلبية. واشتدت وتيرة هذا التغيير بعد أحداث 7 أكتوبر وعملية “طوفان الأقصى“. لقد سئم أحرار العالم من الظلم الذي لا يوصف في غزة ومن الصمت العالمي، فقرروا كسر حاجز صمتهم. ولكنهم لم يجدوا بجانبهم سوى قائد إيران الذي كان يدعو دائمًا إلى الخير، والسلام، والرفاهية، والسعادة لجميع شعوب العالم، وليس لجماعة معينة فقط.

وهكذا انفتح فصل جديد في مسار التاريخ، وأضاءت قلوب الأحرار بنور هذا القائد الإيراني الزاهد الشجاع. وأصبح الصالحون في أصقاع الدنيا يرون في الدفاع عنه طريق الخلاص من الظلم، وبدأت بينهم وبينه وشائج قلبيّة وروابط روحيّة، بل ومكاتبات مباشرة بين السيّد علي الخامنئي وبين شباب العالم وطلّابه الجامعيّين. أخذت هذه الصلة تنمو بهدوء، وكانت النظرة العالمية تجاه قائد إيران تتبدّل شيئاً فشيئاً، إلى أن ارتكب جيش الشيطان حماقةً عمياء، فشنّ حرباً مفروضةً على إيران، دون أن يُدرك تبعاته.

كانت هذه الحرب بمثابة فرصة ذهبية لإيران ولقائدها، حيث أحرقت أكاذيب ودعايات أكثر من أربعين عامًا ضدّه. وكشفت هذه الحرب عن شخصيته التوحيدية، القوية، والحكيمة على الصعيدين الروحي والسياسي. وبذلك، دخلت النظرة العالمية للمرشد الإيراني مرحلة جديدة. لقد رأى العالم رجلًا مستقيمًا وصادقًا، يمتلك شخصية متعددة الأبعاد تجمع بين الجانب الإلهي، والسياسي، والعلمي، والعقائدي، والأخلاقي، والفكري، والعسكري، وهو يقف في وجه الظلم دون خوف من الانفراد أو الفتن الداخلية والخارجية. إنه رجل لا يُبالي بالشعارات الفارغة، ولا يخشى أحدًا سوى الله، وكأن العالم وجد أخيرًا أبًا يُمكنه الاتكال عليه لمواجهة الشرور. لقد وجدوا من يسيرون على دربه لتمهيد الطريق لظهور المنقذ، ويُعبَّد الطريق لإقامة الدولة الكريمة على يديه. فإن كنتم أنتم أيضاً تودّون أن تعرفوا ماذا جرى في السنوات الأخيرة، إبّان الحرب ذات الاثني عشر يوماً وما تلاها، وكيف تكوّنت العلاقات بين المرشد الإيراني وأحرار العالم، وأيّ مسار اتّخذته النظرة العالمية إليه، وما سرّ محبّته المتعاظمة في أصقاع الأرض، فتابعوا معنا.

شعبية المرشد الإيراني في العالم خلال المعركة مع حزب الشيطان

كما ذكرنا، بعد الثورة الإسلامية في إيران، وبسبب جهود العدو الخبيثة، أصبحت النظرة العالمية لقائد إيران سلبية إلى حد ما. لكن من المهم الإشارة إلى أن بعض السياسيين الكبار عرفوا حقيقته وتحدثوا عنها. على عكس السياسيين الآخرين الذين أخفوا آراءهم الحقيقية خوفًا من الطغاة المستبدين في العالم، تحدث هؤلاء بصراحة عن شخصيته، وأشادوا به دون الاهتمام بجهود العدو لتشويه النظرة العالمية لزعيم إيران.

بعد لقائه مع السيد خامنئي، تأثر الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، كوفي عنان، بشدة بشخصيته الروحية والسياسية، وقال: “شخصية السيد خامنئي هي مزيج رائع من الإيمان والعلم”. كما تأثر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد لقائه به، وقال: “بناءً على ما سمعته عن السيد المسيح، يبدو أن زعيم إيران هو المسيح نفسه”. صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كوندوليزا رايس، بوضوح أن قائد إيران لديه القدرة على إحباط أفضل الخطط التي أنفقت عليها أكبر الميزانيات وأذكى العقول بخطاب واحد. وقال الأمين العام السابق للأمم المتحدة، خافيير بيريز دي كوييار: “لقد قابلت العديد من الشخصيات السياسية، لكنني لم أقابل أبدًا شخصية ذكية وسياسية مثل هذه”. بعد زيارته لإيران، قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن السيد خامنئي: “قائد إيران مثير للإعجاب. تتمتع إيران بوجوده بفخر فقدناه في اليابان. إنه الزعيم الذي حلمت به اليابان دائمًا”.

جائت هذه التصريحات عن النظرة العالمية للمرشد الإيراني فقط من أحرار لم يخشوا اللوم أو التهديد أو العقوبات. لكن غالبًا ما تم تصوير الوضع بشكل مختلف للعالم، حيث عملت وسائل الإعلام على تشويه النظرة العالمية له. على وجه الخصوص، استطاع العدوّ أن يستغلّ النزعة القوميّة العنصريّة لدى بعض العرب، فيبثّ في نفوسهم نفوراً من السيّد الخامنئي، ويوهمهم بأنّ هذا الرجل يطمح إلى الهيمنة على العرب وتقويض مكانتهم في المنطقة. ومع أنّ العدوّ واصل حملاته الإعلاميّة الدنيئة لتشويه صورة القائد الإيراني عالميّاً، إلّا أنّ أحداث 7 اكتبر قلبت الموازين، وبدأت ثقة شعوب الأرض وإيمانها به تتلوّن بلون جديد.

لقد كان كتابُ القائد الإيراني إلى الطلّاب الأمريكيّين نبوءة صادقة بانفجار وعي الطلبة المناصرين لفلسطين في أوروبا وأمريكا. ومنذ تلك اللحظة، نسج الأحرار والشباب والطلبة خيوط علاقة قلبيّة وإيمانيّة متجدّدة معه، وارتفع اسمه وصورته في لقاءاتهم وتجمّعاتهم، حتى غدت المحبّة له أعمق فأعمق، وصار ملاذاً ومرجعاً لحركات الأحرار ونهضاتهم في أرجاء المعمورة.

ومع مرور الزمن، جاء العدوان الإسرائيلي على إيران بمثابة الضربة الحاسمة التي مالت بكفّة النصر نحو إيران، وأحدثت تحوّلاً جذريّاً في نظرة العالم إلى قائدها. فحين أقدم الكيان الصهيوني الغادر على اغتيال قادة عسكريّين بارزين من إيران، واجههم السيّد علي الخامنئي بصلابة، فشكّل مجلس الحرب وتولّى شخصيّاً قيادة المعركة، حتى مزّق أوراق الكيان الصهيوني المزيّف. عندها ارتفع رصيد محبّته في قلوب شعوب الغرب والعرب على السواء، وفي الوقت الذي كان فيه قادة العالم جميعاً يغضّون الطرف – كلٌّ لعلّةٍ ما – عن جرائم الكيان المغتصب، كانت بطولاته حديث المنصّات ومادةً ملتهبة على شبكات التواصل.

تداول المستخدمون مقاطع وصوراً تُظهر قُبلاتٍ تُطبع على صوره ورقصات انتصار تُقام إلى جانبها، وراحوا يكتبون عباراتٍ تعبّر عن مودّتهم له. لقد كانت إيمانه الراسخ، وصلابته، وقوّته وصموده، هي سرّ مكانته في قلوب العالمين. وأمست تويتر وإنستغرام ويوتيوب وتيك توك ساحةً لمعارك الرأي العام، وصوره وكلماته تتصدّر الترند العالمي تحت وسم «البطل».

تحوّل النظر العالمي إلى المرشد الإيراني حتى غدت قراراته ومواقفه وكلماته محور الأخبار، وبوصلةً تهدي الأحرار في مسيرتهم. لقد وجد أحرار الأرض الرجل الذي يستطيعون أن يرفعوا أبصارهم إليه مطمئنين، ليستلهموا منه اتجاه حركتهم. وأصبح الناس ينتظرون صدور خطاباته ليعتلوا موج كلماته القاصفة، ويزلزلوا بها عروش الطواغيت.

وحسبك في بيان أثره العالمي أن تقرأ تعليق أحد المغرّدين العرب وقد نشر صورة مبنى الموساد المدمَّر قائلاً: “حتى لو مُدّد للعرب مليار سنة، لما استطاعوا إنجاز ما فعله هذا الرجل”. لقد تحوّلت وسائل التواصل الاجتماعي إلى مرآةٍ تعكس صدى النظرة العالميّة إليه، وأضحت تجمّعات الشعوب في أنحاء الأرض منصّاتٍ تتردّد فيها كلماته. لقد وجد العالم أباً وقائداً يوحّد الناس في اجتثاث الظلم من جذوره.

سبب الشعبية العالمية للمرشد الإيراني

لقد شعرت شعوب العالم باقتراب لحظة تحوّل تاريخي. لقد أدركوا أن عليهم أن يمروا بالاضطرابات، والمرارة، والظلام النهائي، من خلال الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ في معركة الحضارات. لقد اندلعت معركة الحضارات الأخيرة في آخر الزمان، وشعرت الشعوب بهذه الاضطرابات، لكنها لم تكن تعلم إلى أي جهة تهرب وتحت أي راية تحتمي. إنّ الحاجة إلى منقذ وانتظاره موجودة في قلوب جميع الناس، ولكنهم لم يعرفوا كيف يُشكّلون جبهة موحّدة ومُجاهدة لإعداد الطريق لظهوره.

لقد كانوا بحاجة إلى قائد توحيدي، يُدرك سر سعادة البشر. قائد يتوكل على الله، ويتحرك بلا خوف وقوة ووعي لإزالة الأورام السرطانية من الأرض. كان لا بد أن يتقدّم قائد صادق ومتخصص لترتيب “جبهة الحق” بشكل متماسك ومنظم. وقد تولى قادة الثورة الإسلامية الإيرانية هذه المسؤولية، بدءًا بالإمام الخميني، ثم السيد علي الخامنئي. ولسوء الحظ، تأثرت شعوب العالم بوسائل الإعلام، وابتعدت عن حضن هذا الأب والقائد الحكيم، كأبناء لم يعرفوا آباءهم.

كانت أهم قضية هي أن يُدرك العالم “الأورام السرطانية” وأن يجد “طبيبًا” و”قائدًا” موثوقًا به للتمهيد لظهور المنقذ الموعود. وهذا ما حدث في العالم، فقد استعاد الصالحون الأمل، والثقة في الله، والثقة بأنفسهم. لقد وجدوا قائدًا موحدًا يثقون به. وها هي النظرة العالمية للمرشد الإيراني تتحول إلى رؤية حضارية وثورية. فلم يعد يهم أحرار العالم أين هم، في أمريكا أم آسيا، في أوروبا أم أفريقيا، بل أصبحوا يرفعون اسم وصورة السيد علي خامنئي في قلوبهم، وكلماتهم، وأعمالهم، ويقتدون به. هذه القصة ما هي إلا بداية لثورة القلوب العالمية. في هذه النظرة الجديدة، رأى الناس كيف أن إنسانًا حرًا، في هيئة قائد إلهي، يستطيع أن يعمل من أجل سعادة الناس في الدنيا والآخرة دون خوف من شيء، فماذا ستكون عليه الدنيا عندما يتحقق وعد ظهور المنقذ؟

 

المشارکة

مقالات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *