كل عام عليّ أن آخذ قلبي العاشق وأذهب به إلى من هو ملجأ كل اضطراب في هذا الكون. ولكن شاء القدر هذا العام أن أكون من الغائبين. وكأن القدر أرادني أن أثبت حبي. كان هناك صوتٌ داخل رأسي يقول: ألم تدّعِ أنك مستعدٌ للتضحية بكل شيء من أجل حب الإمام؟ فما الفرق بين أن تكون هنا في همدان، إيران، أو في كربلاء، العراق؟ إذا كنت تدّعِي ذلك، فإن كل أرض الآن هي كربلاء، وحان الوقت الآن لإثبات ذلك. كانت حملة “من هو الإمام المهدي؟” اختبارًا كبيرًا لي، أنا الذي أدّعي العشق، لكي أعرّف إمامي لكل إنسان عطشان يبحث عن السكينة الحقيقية. ليس فقط في إيران وكربلاء، بل العالم كله يفتقد شيئًا لا يوجد في العالم الخارجي بل في داخلهم. قررت أن أعلق لافتات الحملة في كل مكان ممكن في مدينة همدان. بدأت في ذلك وتم تعليق اللافتات في عدة شوارع رئيسية… كتب على اللافتات: “لنعرف الإمام المهدي(ع) معرفة صحيحة ولنعرفه للعالم بصورة صحيحة”. هذه الجملة وحدها كافية لأي روح عطشى لدفعها للبحث عن سبيل النجاة. كان لدينا موكب باسم قاسم بن الحسن، أقمنا فيه مفرزة لكي يتسنى لنا أن نشرح للناس الذين يأتون للاستراحة، أننا بحاجة إلى إمام حي حاضر لكي يستطيع كل منا أن انسانا حقيقيا ويعيش حياة إنسانية. ذات ليلة جاء شابان إلى جانب مفرزتنا. تحدثت إليهما عن الإمام المهدي (عليه السلام). عن مدى صعوبة الحياة بدونه وعن عالم سيغرق في السكينة والسرور بمجيئه. وفجأة رأيت دمعة تسيل من عينيهما. فكرت في نفسي: الإمام هو إمام الجميع، صغيرًا كان أو كبيرًا، شابًا كان أو عجوزًا. عندما تكون إنسانًا، تشعر دائمًا برغبة داخلية في وجود مرشد كامل و أب حقيقي لكل البشر في العالم.

المشارکة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *