كنتُ أفكر منذ الصباح في أسباب الغيبة، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن السبب الرئيسي لطول الغيبة هو أنفسنا، نحن الشيعة الذين أجلنا ذكر الإمام المهدي إلى أوقات وأيام ومكان وحال معين. إلى صباح الجمعة، أو إلى رمضان وشهر شعبان، وفي الفترة الأخيرة إلى أيام الأربعين. لو كنا نفهم أن المهدي هو إمام كل لحظة، ولرأيناه وذكرناه دائمًا وفي كل مكان، لربما لم تستمر غربته كل هذه السنوات. ثم قلت لنفسي: الماضي قد مضى. اغتنم فرصة الأربعين. يمكن جبر كل تقصير في الماضي بهذا الأربعين. لأن أيام الأربعين تشبه ليلة الجمعة، وليلة القدر التي تتضاعف فيها قوة البناء والبركة عدة مرات عن الأيام الأخرى. خاصة أربعين هذا العام، حيث أن حزن وألم شعب غزة المظلوم قد أوجع قلوب أحرار العالم، وأصبحت أجواء العالم أكثر ملاءمة للحديث عن المنجي وطلبه من أي وقت مضى. يبدو أن الله قد هيأ كل الظروف هذا العام، والآن حان دورنا نحن. عندما رأيت أميرحسين، تأكدت من أنه قد فهم ما يجب أن يفهمه. لقد فهم أن العمل للإمام المهدي(ع) ليس له قالب محدد. في بعض الأحيان يجب أن يقف خلف المنضدة وينتظر قدوم زائر مشتاق ليجيب أسئلته، وفي أحيان أخرى يجب أن يذهب إلى وسط الحشد والجماهير ويصرخ باسم المهدي بصوت عال ويتحدث عنه. هذا كل شيء. لكي نكون حبيب بن مظاهر لإمام زماننا يجب أن نكون مثل حبيب أبي عبد الله. مجاهدين، ومبادرين، ونسعى وراء الأعمال المتروكة.

المشارکة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *