كنت أفكر في أهل الكوفة، في ذلك الشعب الذي أخلف وعده، وطبع ذلك الخذلان في التاريخ باسم الكوفيين. لو لم يخذل الناس مسلم بن عقيل، كنائب إمام زمانهم، لما استشهد إمامهم. أخرجني صوت امرأة من تفكيري في أهل الكوفة قبل ألف وأربعمائة عام ووجدت نفسي مجددًا واقفًا عند الكاونتر بجانب العمود 557.
كانت السيدة ذات وجه ورديّ مبهج ونوراني. عرّفت عن نفسها باسم السيدة شادمان، وقالت إنها قدمت مشيًا من أذربيجان. عندما ذكرت لها حملة “من هو الإمام المهدي(ع)؟”، استطعت أن أرى نور الأمل في عينيها.
كنت متلهفًا لمعرفة رأي الناس في بلادها حول إيران وقائدها. قالت السيدة شادمان: “نحن في بلادنا ثلاث فئات: الشيعة المحبون للقيادة، والشيعة المعارضون أو المتجاهلون للقيادة، وفئة المنافقين. الفئة الثانية تشبه كثيرًا أهل الكوفة، الذين تركوا مسلم بن عقيل وحيدًا ليستشهد على يد المنافقين”.
يا ليت الناس يعلمون أن الإمام لن يأتي إلا إذا قبل الناس نائبه.