كان من المفترض أن يكون لدينا هذا العام أربعين مختلف. كان من المقرر أن يأخذ المشي مع الزائرين هذه المرة طابعاً جديداً مليئاً بالوعي…
استلمنا معداتنا التي تتكون من منشورات، وبطاقات عمل، وعدة كتب باللغة العربية. حاولت التحدث مع صاحب الموكب الذي اخترناه للإقامة فيه لكي يضعوا المنشورات تحت تربة المصلين أثناء الصلاة. فالصلاة بدون إمام ليست صلاة كاملة. ما دام الإنسان لا يعرف من هو ولماذا يصلي، فإنه لم يصل إلى جوهر الصلاة وأصلها.
أردت أن أخبر الساجدين أن العشق إن لم يكن حقيقياً فلن يوصلهم إلى الطيران والسلام الحقيقي. وددت أن أخبرهم بأننا بحاجة إلى مرشد حي حاضر لنصل إلى الحبيب، مرشد من جنس الحسين… وأن أحلامنا الوهمية قد أعمت عيوننا ولا تسمح لنا أن نرتبط مع حسين زماننا وأعاقتنا عن العشق الحقيقي.
وافق مسؤول الخيمة على وضع الكتيبات تحت السجاجيد. وخلال وجبة الغداء، وعندما كان الجميع ينتظر الطعام، حاولتُ ألا أنسى الرسالة التي أحملها. حاولتُ أن أشرح ما هو ألم الحرمان من الإمام. وأن قلبي هو المسؤول عن هذا الحرمان، وأن علينا أن نسعى أولاً لأنفسنا ثم لجميع العالم لنعرفهم بمنقذ البشرية الذي ينير لنا الظلمات.
وبما أننا كنا نملك كتباً وكتيبات باللغة العربية، خطر ببالي أن أعطي بعضها لأصدقائي في الحشد الشعبي، وأخبرهم عن المهمة الكبيرة التي نتحملها وأن وقتنا لتقديم المنجي للعالم بأسره محدود.
حاولتُ أن أقترح عليهم أن يقرأوا كتاب بشارات الأربعين أثناء فترات الراحة بدلاً من استخدام الهواتف، حتى يفهموا الأربعين وعلاقته بالظهور بشكل أفضل، وحتى يتمكنوا من أن يكونوا سفراء لتقديم منقذ البشر ومرشدهم نحو الحب والسلام الحقيقي.