اقترب إلينا صبي باكيا. فهمت أنه تائه. سألته عن اسمه و قلت له: هل لديك رقم هاتف لوالديك حتى نتصل بهما؟ أخرج أرقاما من حقيبة قماشية معلقة حول عنقه ومد يده إليّ بعيون دامعة. بدأت بالاتصال. بعد عدة محاولات تمكنت أخيرًا من التحدث إلى والده و أخبرته برقم العمود ليأتي. عندما وصل الأب احتضن الصبي ليهدئه. بعد قليل أجرينا حوارًا ممتعًا مع الأب. سأل عن عملنا وشرحت له قصة الحملة ومحتواها. قال إنه من مشهد و أنه نشط في الحركة المهدوية. لديه مقهى في مشهد اسمه سدرة المنتهى. وقد شرح لي سبب اختيار هذا الاسم وكأنه ملخص لمحتوى الموقع بأكمله. يربط شارع سدرة المنتهى في كربلاء بين حرم الإمام الحسين(ع) ومسجد الإمام المهدي(ع) وهذا يعني أن طريق الحسين ينتهي بطريق المهدي. للوصول إلى المهدي يجب أن تكون حسينياً. المهدي هو حسين زماننا وحزن الحسين هو حزن حقيقي عندما يجعلنا نشتهي حسين زماننا. قصة هذا الأب والابن هي قصة كل واحد منا. وكأننا جميعًا أولاد تائهون فقدوا آباءهم ولا تهدأ قلوبنا حتى نتذوق دفء حضنهم. ليتنا نكون جميعًا مثل ذلك الطفل، نبحث عن أبينا مثله ولا نستسلم حتى نجده.