كنتُ أسير ذهابًا وإيابًا حين وقع بصري على طفلة عراقية جميلة واقفة بين ذراعي سميرة. كانت سميرة تقرأ لها قصة بلطف وهدوء وصبر. كانت الطفلة تستمع بكل تركيز، ولم ترفع عينيها البريئتين عن الكتاب. وكأنها تشرب القصة رشفة رشفة. عندما انتهت القصة، ذهبت الطفلة، ولكنها عادت بعد بضع دقائق مع أربعة أطفال آخرين. وكأنما كان رزق سميرة الدهقان الليلة أن تقصّ على أبناء الإمام المهدي(ع). جلس الأطفال حولها، وأخذت كتابًا آخر وقرأت لهم قصة أخرى بنفس الهدوء والحب الأمومي. الأربعين هو هكذا. أحيانًا يكون العمل الصغير ذا بركة وأثر لا يتوقعه أحد. لا أحد يعلم ما الذي ستفعله هذه القصة في قلوب هؤلاء الأطفال، وكم عدد الأطفال الآخرين الذين سيسمعونها. الحمد لله على كل هذه النعم والبركات…

المشارکة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *