دائماً ما تبدأ رحلة السفر بإثارة وقلق. وكأنّ البال لا يطمئن إلى أن تعبر الحدود…
ولا يرتاح القلب حتى تطأ قدميك أرض المشاية.
أنا الذي تركت قلبي منذ العام الماضي في ضجيج الطريق، توجهت نحو حدود مهران… بينما كان قلبي يتردد بين الوصول وعدمه… والخوف والرجاء…
لكنني قلت في نفسي: ها قد دعاك الإمام، فكيف يترك قلبك المضطرب وحيداً؟!… خاصة هذا العام، إذ أن الهدف لم يكن الزيارة فحسب، بل كان الهدف أن أكون من سفراء إمامنا الغريب.
وصلنا في النهاية إلى الحدود بصعوبة. وكأن هذا العام لم يُكتب لنا أن نعبر الحدود بسرعة وإنما كان من المقرر أن نبقى ونتحدث مع بقية العشاق عن الإنسان…
عن الإنسان الذي لا يضيع طريق الحب مهما ضلّ وحار.. طريق الحب الحقيقي الذي ينتهي بالسكينة. هو حب من نوع الحرية من جميع قيود الأسر ونجاة الإنسان والإنسانية… وأردنا القول أن الوصول إلى المنجي يبدأ من داخل الإنسان!
حاولنا بكل الطرق أن نجد مكاناً للإقامة على الحدود لبضعة أيام، وأن ننصب خيمتنا ونبدأ عملنا. ولكننا اصطدمنا برفض في كل مرة… وفقدنا الأمل… حتى الخيمة المركزية لم تكن قد أقيمت بعد لكي تدعمنا في تلك الأوقات الصعبة. إلا أنني لم أفقد أملي بالإمام وسط هذا الخوف والرجاء، وكنت متأكداً من أن هناك بارقة أمل، و طريقاً سيتم العثور عليه… فمن دعاني سيرشدني…
عندها قررنا عبور الحدود واللجوء إلى الحرم الآمن لأبي منجي العالم لعلّ العقدة التي واجهناها تنحل. فالمالك للحرم هو شخص آخر، ومكان للنوم والراحة متاح للجميع… والطعام متوفر دائماً. استقرنا في الحرم الآمن وبدأنا العمل.
على الرغم من عدم السماح لنا بأخذ كل معداتنا، حاولنا استخدام كل طاقتنا، وعرضنا أمام الناس مرآة من نوعهم وقلنا إن بداية خلاص البشر تبدأ من أنفسهم. عندما تعرف نفسك وتفهم أنك بحاجة إلى الإمام، ستبذل قصارى جهدك لإزالة العقبات التي تحول دون الوصول إلى ذلك الإمام.
الحمد لله، فقد تمكنا من التأثير على بعض الأشخاص لكي يصبحوا سفراء للإنسانية وللإمام المهدي عليه السلام، أينما كان بإمكانهم الوصول.