كان الجو حارًا والزوار مليئون بالحماس والنشاط. نظرت إلى رقم العمود. کانت المسافة بين العمود رقم ١٠٥ وكربلاء ١٣٤٧ عمودًا. كنتُ أتوق إلى السير مع موج الزوار، خطوة بخطوة. عطشانًا لإمامي، مشتاقًا له. كانت ابتسامة الرضا بادية على وجوه الزوار، لا يزعجهم الحر ولا الطريق. اتجه أب وابنته نحو الكاونتر من بعيد. كانت الفتاة الصغيرة قد لفّت عمامة خضراء حول رأسها، و يلمع وجهها كالقمر. نظرت بدقة إلى وجه كل زائر. بدا وكأنهم جميعًا قد أضاءت وجوههم. اقترب الأب أكثر. كان يتساءل عن حملة “من هو الإمام المهدي؟”. قال إنه لم ير هذه الكاونترات هذا الطريق من قبل. إن كل بداية تكون جميلة وحلوة. شعرت بالفخر. كنتُ من الأوائل الذين أطلقوا هذه الحملة. قلت نعم، هذه هي المرة الأولى هذا العام. وبدأت بالتحدث. كان الرجل يستمع باهتمام شديد، وكنتُ أتحدث بكل حماس. تحدثت عن الإمام المهدي، وعن انتظار المنجي، وعن الوحدة والتكاتف، وعن الاستغاثة. عندما وصلت إلى موضوع الاستغاثة، ازدهر وجهه، بدا وكأنه قد وجد طريقةً لخدمة الإمام المهدي.

المشارکة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *