لم تعد أقدامنا تحملنا، ولكن قلوبنا كانت تتوق إليه. لقد أسرتنا دائرة محبة الحسين(ع). كان الزوار يأتون ويذهبون واحداً تلو الآخر. لم يمرّ زائر من عمود 818 إلا و توقف عند كاونتر “من هو الإمام المهدي؟”.
تذكرت كلام من يدعي أن الناس يمشون إلى كربلاء من أجل الطعام! ولكننا لم نقدم أي طعام، ولم نقدم حتى كوباً من الماء. إذن فما هو سبب هذا الزحام على الكاونترات؟
كنتُ أفكر في ذلك وأدعو الله من أعماق قلبي لهؤلاء الذين ابتعدوا عن حقيقتهم.
اقترب منا زوجان شابان، وكانت المرأة ترتدي الحجاب بشكل غير كامل. كان الرجل يحمل ورقة A4 وكان يبحث عن غلاف لوضعها فيه. أردتُ أن أعرف ما هو مكتوب على الورقة فأعطاني الرجل الورقة. كانت الكلمات المكتوبة عليها قريبة جدًا من أفكاري. كان مكتوبًا:
“سألوني: أنت مجنون أن تذهب إلى كربلاء في هذا الحر؟
فأجبت: أتمنى أن أصيب بجنون حب الحسين(ع)”.
وقف الزوجان بجانب الكاونتر بعد أن أعطيتهما غلافاً. عندما رأيت فضولهما، أخبرتهما بكل ما أعرفه عن الإمام المهدي(ع). لا أعرف كم استغرقت محادثتنا، ولكن الزوجين كانا كالعطشان الذي يشرب الماء. عندما همّا بالوداع قامت المرأة بإصلاح حجابها، شكرت الله في قلبي. أردت أن أصرخ قائلا : الناس عطشى لإمامهم، وإنهم يبحثون عن إمامهم في هذا الطريق