تسلط الآية الخامسة من سورة القصص: “وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ” الضوء على وعد الله للمستضعفين بأنهم سيحصلون على القيادة والتمكين في المستقبل. هذا الوعد يعد بشارة كبرى تُظهر أن المستضعفين والصالحين سيكون مصيرهم امتلاك السلطة والقوة وليس الضعف والاستسلام. رغم المصاعب التي واجهها الدين عبر العصور، حيث تم إساءة فهمه وتجاهله وتشويه صورته، نرى اليوم أن الدين أصبح مصدر قوة ونشاط للناس. الفكرة المحورية في هذه الآية هي وجود المستضعفين الصالحين دومًا، وما يعد بشارة عظيمة للمؤمنين بقرب نصرهم وتمكينهم. في نهاية الزمان، سيحكم المستضعفون الأرض ويصبحون قادتها، وسيزدادون قوة وتأثيرًا، وسيتمتعون بوعي ديني عميق يمكنهم من التغلب على المستكبرين والطواغيت.
هذه النقطة بالغة الأهمية، خبرنا القرآن الكريم بأنه ستظهر هناك حركة في نهاية الزمان تزيد من قوة المستضعفين وتؤهلهم لقيادة الأرض ووراثتها.
تدور هنا أسئلة مطروحة حول كيفية تحقيق وعد هذه الآية. الحقيقة أنّ المستضعفين لِكي يتمكّنوا منْ وراثة الأرض وإمامتها، لا بدّ لهم من بناء قوّةٍ شاملةٍ تشمل الجوانب السياسية والعسكرية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية.