الآيتان 105 و106 من سورة الأنبياء تتحدثان عن مفهوم “وراثة الأرض” كرمزٍ غنيّ بالمعنى يُخاطب العقول المتفكّرة ويوحي بمستقبلٍ مُشرقٍ ينتظر المؤمنين الصالحين. فما هي علاماتُ هذا المستقبل؟ وكيف ستتحقّق وراثةُ الأرض؟ يسير مسار التاريخ و حركة الحياة الطبيعية نحو هذا الهدف، وأنّ الطغاة والمجرمين سيضعفون يومًا بعد يومٍ، حتّى ينتهي حكمُهمْ ويحلّ محلّه حكم الصالحين.
تُقدمُ لنا آيةُ 106 من سورةِ الأنبياء رسالةَ أملٍ وتفاؤلٍ. إنّ هذه الرسالة موجهة إلى “قوم عابدين”، أي إلى المؤمنين المُخلصين الذين يُسلمون بوعد الله تعالى. وهدفها هو بثّ الطمأنينة في قلوبهم وتثبيت إيمانهم، حتّى لا يُصابوا باليأس والقنوط أمام جبروت الطغاة. ولذلك، لا ينبغي لنا أن نفقد الأمل أمام جبروت الطغاة، بل يجب أن نثق بوعد الله تعالى بأنّ النصر حليف الصالحين، وأنّ الأرض ستكون لهم ميراثًا.
يجب أن نؤمن إيمانًا راسخًا بأنّ مسار حياة الصالحين هو مسارٌ هادئٌ وقويٌّ سيُفضي حتمًا إلى النصر.
إنّها بشارةٌ من الله تعالى لعباده الصالحين، لكي لا يفقدوا الأمل أبدًا، وليعلموا أنّ حياتهم، حتّى وإنْ خضعت في الوقت الحاضر لحكم الطغاة، تسير باتّجاه مستقبلٍ مُشرقٍ يُصبّ في مصلحة الصالحين على الأرض. نحن على صلةٍ وثيقةٍ بهذا المستقبل، ونخطو في حياتنا بثقةٍ وأملٍ واطمئنانٍ وسعادةٍ.