لا يمكن إدارة حاضرنا بشكل فعّال دون فهم دقيق للمستقبل وخصائصه. لذا، نحن بحاجة إلى توجيهات واضحة لتصرفاتنا الاجتماعية، السياسية، التربوية والاقتصادية، بالإضافة إلى قضايا الأسرة. في هذا الإطار، نعتمد على القرآن الكريم، الكتاب السماوي الأخير المنزل على البشر، كمصدر دقيق وموثوق لعلم المستقبل.
لقد منحنا الله سبحانه وتعالى توجيهات شاملة تشمل الرؤية المستقبلية وفهم وبناء المستقبل. من ذلك، الآيات 105 و106 من سورة الأنبياء، التي تقول: “وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ. إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ.”
تبشر هذه الآيات بأن الأرض ستكون ميراثاً للعباد الصالحين، وهي حقيقة سبق ذكرها في الزبور بعد التوراة. يعد هذا الوعد الإلهي تأكيداً لا يتزعزع للعابدين والمؤمنين، مما يجعلهم يوقنون بأن مستقبلهم سيكون مشرقاً.
إنه لأمر مبهر أن جميع الأنبياء قد تحدثوا عن هذه الحقيقة، وأن الله سبحانه قد أكد أن مستقبل الأرض سيكون للصالحين. هذه البشارة العظيمة تحدد اتجاه التاريخ نحو حكم الصالحين، مما يطمئننا بأن مسيرة الدين وحياة الصالحين ستتقدم وتزداد قوة مع مرور الأيام.